الخميس، 15 أكتوبر 2009

السلام الكامل

أعلن ملك إحدى البلاد عن منح جائزة كبرى للفنان الذي يستطيع أن يرسم أحسن لوحة فنيّة تُعبِّر عن السلام. وبسرعة تقدَّم للمسابقة العديد من الفنانين، الذين ساهموا بأعمال فنيّة رائعة، تُعبِّر عن السلام كما يتخيلونه. وفي اليوم المحدَّد تقدَّم الملك، وتفحّص جميع اللوحات التي أمامه، غير أنه لم يجذب انتباهه سوى لوحتان، وكان عليه أن يختار واحدة منهما فقط.
كانت اللوحة الأولى تمثِّل بحيرة هادئة تنعكس على صفحاتها الرقراقة سلسلة من الجبال العالية الجميلة المنظر، أما السماء فقد كانت صافية وهادئة، توحي بيوم مُشرِق ومُبهِج. وكان كل من يرى هذه اللوحة يعتقد أنها لابد وأن تكون هي اللوحة الفائزة لكثرة ما تعكسه من هدوء وسلام.
أما اللوحة الثانية فقد كانت لمجموعة من الجبال المتشابكة التي تفتقر للجمال في كل تكويناتها، وليس فيها ما يوحي بأي أثر لجمال الطبيعة. وفوق هذه الجبال رسم الفنان سماء مكفهرة ملبّدة بالغيوم توشك أن تمطر مما يوحي بطقس كئيب غير مستقر. وعلى جوانب الجبال رسم شلال مياه يسقط بعنف من الجبل محدثًا رغوة كثيفة. لا يوحي بأي سلام على الإطلاق.
لكن الملك فحص اللوحة بنظرة أخرى حيث نظر فوجد أن الفنان رسم خلف شلال المياه المندفع فرعًا صغيرًا لشجيرة برية ناميًا على جانب الجبل، وفوق هذا الفرع البري يعشش طائر مع فراخه في عُشٍّ صغير هادئ، هكذا في قلب صخب المياه المندّفعة وشدة قوتها... "السلام الكامل" هكذا صاح الملك وقال للجمع: "لقد اخترت هذه اللوحة لتفوز بجائزة السلام" ثم استطرد يقول: "فالسلام لا يعني مكانًا بدون قلق أو مشاكل أو متاعب، بل السلام الحقيقي هو أن نحيا في قلب العواصف، ونحن لا نزال نحتفظ بهدوئنا وسلامنا الداخلي تمامًا مثل هذا الطائر..".
"سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم، في المسيح يسوع" (في7:4).
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق