الجمعة، 16 أكتوبر 2009

الخدمة هي حل الارتداد

لم يكن حبيب ...متديناً أبدا ً ...تربي في بيت لا يعرف للكنيسة طريقاً .. و انشغل مع الشباب ..بالسينما و المخدرات و ...

تخرج حبيب من كلية التجارة .. وعمل في شركة ..و ارتبط عاطفيا ً بزميلة ...لكنها كانت غير مسيحية

لم يهتم و الداه بالموضوع ..و تصوروا أنها عاطفة مؤقتة .. وحاول صديقه من الكلية مينا أن ينبهه إلا أنه لم أبدا ً يسمع له بل كان يري مينا أنه مدروش

ووقع حبيب في الخطية .. ومن خطية إلي خطية وبدأ موضوعه مع زميلته يُعرف ..و أصرت أن يتقدم لخطبتها ... و بالتالي لابد أن يترك دينه
و خاف حبيب و تردد ...إلا أن الضغط عليه كان قويا ً ما بين تهديد وما بين دلع

وحدث المحظور و باع حبيب المسيح .....و تزوج خارج الكنيسة و حزنا والداه عليه ...و أحسا بذنبيهما أنهما لم يغرساه في الكنيسة و لم ينتبها إلي بعده عن الإعتراف و التناول

و انقطعت الصلة بينه و بين والديه و أخته و سافر إلي بلاد عربية للعمل ... ولكن الله بترتيبه لم يعطه نسلاً
و تمررت حياة حبيب .. وانتهت العاطفة وفاجأته الحقيقة ..وكان لابد أن يتنازل عن كل شئ عن عاداته و تربيته و لغته و أصدقاءه و أهله وطبعاً للكنيسة !!!

و اكتشف حبيب أنه خسر كل شئ و تفاقمت المشاكل بين حبيب و زوجته و تركها ...لكنه لم يستطع العودة إلي مصر ..وكان حيراناً

و ظل يعمل وحيداً لادين له لمدة سنوات طويلة ...لكن الله الحنان لم يتركه ..و أرسل له مينا ...فقابله بعد سنوات في عمل مشترك و لم يتردد مينا أن يسأله عن أخباره ...و بكي حبيب ...بكي بحرقة و اعترف بخسارته ... وكان سؤاله " هل هناك حل ؟؟ "

و سارع مينا بتشجيعه و أرسل لأبوه الروحي في مصر الذي لم يكف عن ذكره في كل قداس ليخبره بالأخبار المفرحة

و رجع حبيب الي مصر ...بعد سنوات طويلة ... و عاد إلي أبوه و أمه التي تعلمت أن تصلي بدموع لعلها تنقذ ابنها
و ارتمي حبيب في حضن أبونا الذي أكد له الغفران و التوبة ... وتجنب حبيب أن يراه أحد من المعارف القدامي ..لكن أبونا سمح له بالتناول بعد فترة و ظل حبيب وحيداً ..نادماً .... لم يعد حبيب صغيراً ..لم يكن بحاجة لعمل فقد عمل كثيراً ..وكسب كثيراً .. انتهت كل علاقته بالماضي المظلم .. و لكن لم تكن هناك قيمة لحياته ..فسأل أبونا مرة " هو أنا ممكن أخدم زيكم ؟؟ "
" طبعاً ممكن يا ابني انت خلاص رجعت و بتصوم و تصلي وتقرأ في الانجيل و تتناول "
" أنا فعلاً مش بأعمل حاجة غير كدة ...بس نفسي أقدم حاجة لربنا كنوع من الإعتذار ...أنا قدمت فلوس كثيرة لكنائس فقيرة لكن مش حاسس ان ده اللي نفسي أعمله "
" تعال يا ابني ..انزل خدمة للقرى الفقيرة ...بعيد عن أي معارف ...الحصاد هناك كثير و الفعلة قليلون "
و انطلق حبيب لخدمة القري الفقيرة و دخل وسط الناس و أحب الناس .. و اشتري بيتاً وسط الفقراء و عاش وسطهم ... يعلمهم و يخدمهم ...و يواسي المحتاجين ..و يفتقد الكل .. ولم يعرف أحد سره

وحاول معه أهل القرية أكثر من مرة أن يزكوه ليقبل الكهنوت ..فكان يبتسم ابتسامة حزينة و يقول لهم ..
" كويس قوي ان ربنا قبلني أخدمه ..ده كده عز قوي ... بس صلولي نكملها علي خير "
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق