الخميس، 15 أكتوبر 2009

الخدمة هي حل لتجربة و الألم

فقدت السيدة ملكة ابنتها في حادثة عربية ...وكانت ابنتها في البكالوريوس .. و لم تقدر أن تتعزي
وكانت دائماً تردد " دي كانت بنتي و أختي و صاحبتي ..مفيش حاجة ممكن تعوضني عنها "
ومرت السنة الأولي حزينة و بطيئة و كئيبة .. وليس هناك طعم للحياة ..حتي عندما حملت حفيدها الأول من ابنها ...لم تكن قادرة علي الفرح كما توقع لها الكثيرون
و في قداس الذكري السنوية الأولي ..تقدمت اليها ابنة خالتها مريم .... وكانت خادمة في الكنيسة و قالت لها " أنا حجزتلك معايا في خلوة روحية مع الكنيسة ليلتين "
فنظرت لها ملكة بعتاب و قالت لها " هو ده وقته برضه ...هتفسح يا مريم ؟؟"
" لا دي مش فسحة احنا بس هنغيرجو ... و هنصلي و نسمع كلمة ربنا و أنا عارفة انك هتنبسطي "
" مافيش حاجة ممكن تبسط خلاص ...بلاش أحسن "
" أن حجزت لك خلاص ..ماتكسفينيش .. تعالي معاي علشان خاطري "
" حاضر .... ان شاء الله "

و ذهبت ملكة للمؤتمر وكانت لا تكف عن البكاء في التراتيل الهادئة و الصلوات ... وكأنها كانت تغسل أحزانها و قلبها و بدموعها ... وتوالت الكلمات الروحية و أحبت ملكة الانجيلو لأول مرة تجد فيه عمقاً لم تكن تراه من قبل

ووجدت راحتها في وعود الله و الكلام عن الحياة الأبدية .. وملكوت السموات ... و في نهاية الخدمة و جدت دعوة لكل من لم يبدأ الخدمة أن ينضم ... وشجعتها مريم و قالت لها " جربي ..مش هتخسري حاجة "
وذهبت ملكة يوم الخدمة ... وكانت تشعر أن الكل ينظر اليها و يعرف مصيبتها و يشفق عليها ... وكان هذا الشعور غير مريح بالمرة لكن حين دخلت وسط الخادمات وجدت أن كل منهن تحمل صيباً و ألماً
وكان ترتيب إلهي ينتظرها ...نزلت ملكة مع مريم زيارة لبعض العائلات الفقيرة .... فوجدت أرملة فقدت وحيدها منذ فترة و ليس لها عائل ... و الكنيسة تعولها

و فتحت مريم الانجيل بشجاعة علي قصة " ابن أرملة نايين " و كيف لمس يسوع النعش ... وكأنه يعلن أنه يلمس الصليب ليحمل عنا الموت و يعطينا قوي قيامته ... وخرجت كلمات مريم قوية مؤثرة ..عن محبة الرب لنا حتي في التجارب .. و استفاضت عن أمنا مريم العذراء ..التي شاهدت ابنها يموت علي الصليب .. عن لقائنا الأبدي مع المسيح ومع أحبائنا في السماء

و تعزت الأرملة و تعزت ملكة جداً بالكلام ... وشعرت براحة جديدة ... أن هناك من جرب ما تشعر به ..الأرملة الفقيرة و أرملة نايين و... أمنا العذراء

و توالت الزيارات و بدأت ملكة تتكلم مع المجروحين و في كل مرة تدخل الي من ودع أحد أحباؤه ..تتكلم بجرأة ...و تقول لهم " أنا كمان ودعت ابنتي للسماء " ..فكان الكل يتأثر بجرأتها و صدقها
و أصبحت ملكة خادمة متميزة لخدمة المجروحين و الحزاني و تعلمت كيف تقدم المسيح معزيا وحيداً .. " أنا هو معزيكم "
و بدأت تصلي من أجل عشرات المخدومين و بدأ حملها يخف تدريجياً ...و سعادتها ترجع اليها
و لم تنس أبداً في أحد اعترافاتها أن ابوها الروحي قال لها " اطمئني بنتك فرحانة بخدمتك "

+ يا من تعبت و تألمت من مشاكلك ومتاعبك و أمراضك ...و لم جد يداً حنونة عليك ...اذهب للخدمة حيث تلقي بأذرع يسوع المفتوحة لك ...صدقني هتنسى الألم ..و لا تكن الا فرحاُ
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق