الخميس، 15 أكتوبر 2009

الساذج

روي أحد صيادي الوحوش في أمريكا الجنوبية هذه القصة فيقول : بعد جولة نهارية مرهقة جلست علي جذع أحد الأشجار لأستريح و فيما أنا جالس ..شدت انتباهي صرخات عصفور صغير كان تصرخ و ترفرف حول عشها في جزع شديد .. و تبينت أنها الأم لعدة عصافير أخري صغيرة ترقد في العش و كان يبدو أنها تواجه موقفا عصيبا .. فهناك علي الجذع المقابل كان هناك حية كبيرة الحجم جدا تزحف صاعدة بسرعة و عيناها معلقتان علي العش .... علي طعام الغذاء
و بينما كانت الأم تصرخ جزعا و خوفا ...رأيت العصفور الأب يطير في الهواء وهو يبحث عن شئ ... وبعد لحظات وجده فانقض عليه و انتزعه ..فاذ هو غصن شجر صغير !!! فاقترب العصفور بالغصن الي حيث يوجد العش حيث كانت الأم تحتضن صغارها ..فوضع الغصن الصغير و غطاهم به ثم وقف بعيدا يرقب الموقف !!
أما أنا فقلت لنفسي : يا لسذاجة هذا العصفور ...أيحسب أن الحية الماكرة ستخدع بهذه الحيلة و تنصرف ..
و حدث ما توفعته اذ أن الحية التفت حول الجذعو فتحت فمها عن أخره لتبتلع العصافير مع الغصن ...و كان واضحا أن كل شئ انتهي تماما ..

لكن اللحظات التالية حملت مفاجأة مثيرة ففي اللحظة التي كانت الحية ستنقض علي العش توقفت فجأة ثم استدارت هاربة كأنما أصيبت بالرصاص و هبطت مسرعة و علامات الاضطراب تبدو واضحة عليها !!
و لم أفهم ما حدث لكنني رأيت العصفور الأب يعود مسرعا لترتفع أصوات العصافير كلها بالسعادة فرحة بالنجاة ..و أزاح الغصن فوقع ..
أما أنا فالتقطت الغصن و ذهبت لأحد أصدقائي و هو عالم بيولوجي و سألته
فلما رأي الغصن ابتسم و قال لي " هذه الأوراق تحوي مادة شديدة السمية للحيات حتي أنها تخاف فقط من رؤيتها و ترتعب من رائحتها أو ملامستها "

ولا أعرف لما شرد فكري في هذه اللحظة في صليب ربي يسوع ... صليب الضعف الذي يضحك عليه العالم من الخارج اذ يبدو أنه لا يفعل شئ بينما هو في حقيقته مرعب للشيطان حتي من رؤيته


و فكرت ماذا ان حاول العصفور أن ينجو بأي وسيلة أخري ....حتما كان سيهلك ... وماذا لو كان تخلي و لو للحظات عن هذا الغصن الذي يحميه أمام حية جبارة كهذه ...فلما أنا متكاسل اذا و اترك صليبي ..لماذا أترك صلاتي اذا ؟؟ و أكسل في قراءة انجيلي و أنا أعرف أن الحية لا تهدأ ...


ربي يسوع أعطيتني صليبك و أنت عالم أنه الوسيلة الوحيدة لدحر الشيطان ...هو الوحيد الذي يرعبه و هو الوحيد الذي يحميني ...فهبني يا رب أن أصدقك لا بفكري بل بأفعالي بأن أحمل صليبي و لا أتركه .... و لو للحظات
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق