الجمعة، 31 مايو 2013

شكرا لك يارب



إحدي المعلمات كانت تعمل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو عمل مُضن كان غالبا ما يجعلها في نهاية اليوم في غاية الإرهاق؛ تحكي كيف تصدت للاكتئاب، فتقول: 

"عندما كنت أشعر أحيانا بالاكتئاب، كنت أتوقف وأفكر في شيء أعترف بعمل الله فيه، وأقول: "شكرا لك يارب". ثم أفكر في شيء آخر وأقول مرة أخري: "شكرا لك يارب". وبمرور الوقت أجد نفسي وقد فكرت في ثلاثة أو أربعة أشياء قلت بخصوصها:"شكرا لك يارب"، وبهذا انسي كل شيء عن اكتئابي!"

هناك شفاء في هذا النوع من العلاج :"الشكر لك يارب".

إن ذاك الذي أتت من قبله كل الأيام الحلوة القديمة، يمكن أن نثق فيه ليعطينا أياما حلوة جديدة.



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الأربعاء، 29 مايو 2013

المحبة تبني


صاحب الصورة لمن لم يعرف عنه , رجل يدعى Dashrath Manjhi , فلاح بسيط يسكن في قرية نائية ومعزولة في الهند.
ذات يوم أصيبت زوجته إصابة خطيرة جدا وبسبب بعد المسافة بين المستشفى والقرية والطريق الطويل المعوج (70 كيلومترا) لم تصل سيارة الإسعاف في الوقت المناسب وماتت رفيقة الدرب بين يدي زوجها وهو عاجز لا يملك من أمره شيئا.
طلب من الحكومة أن تشقّ نفقا في الجبل لاختصار الطريق إلى القرية حتى لا تتكرّر هذه الحادثة لأناس آخرين ولكنّها تجاهلته؛ فقرّر هذا الفلاح قليل الحيلة أن يتصرف بنفسه لكي ينهي تلك المأساة التى يعيشها هو وأهل قريته؛ فأحضر فأسا ومعولا وقرر الحفر بيديه طريقا صخريا بريا بين الجبل.
سخر منه جميع أهل القرية واتهموه بالجنون، وقالوا إنه فقد عقله بعد وفاة زوجته !!
أمضى هذا الفلاح ما يقرب من 22 عاما (من 1960 إلى 1982) يحفر في الجبل، يوميًا من الصباح إلى المساء، دون كلل ولا ملل، ولا يملك إلاّ فأسه ومعوله وإرادة تواجه الجبال وصورة زوجته في ذهنه وهي تموت بين يديه.
ونجح في الأخير في أن يشقّ طريقا في الجبل بطول 110 أمتار، وبعرض 9 أمتار، وبارتفاع 7 أمتار، لتصبح المسافة بين قريته والمدينة فقط 7 كيلومترات بعد أن كانت 70 كيلومترا؛ وأصبح باستطاعة الأطفال الذهاب إلى المدرسة وأصبح بإمكان الإسعاف الوصول في الوقت المناسب.

" المحبة هي الميناء الإلهي , طوبى لمن وجدها .. فإنها أصل لكل بر "
( مار اسحق السرياني )



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الاثنين، 27 مايو 2013

قصة يسوع يحبك


على رصيف إحدى المحطات وقفت فتاة صغيرة مع والدها تنتظر قريبا لها و لفت نظرها رجل مقيد بسلسلة و بجواره أحد رجال البوليس . فسألت والدها عن سبب هذه القيود , فأجابها إنه مجرم حكمت عليه المحكمة بالسجن و هو في طريقه ليقضي مدة العقوبة , فتأسفت الفتاة لهذه الحالة المزرية .
لكن سرعان ما تهللت أساريرها إذ تذكرت ما تعلمته في مدارس الأحد أن الرب يسوع يحب الخطاه و قد جاء ليخلص الأشرار , فأستأذنت والدها و ذهبت إلي ذلك الرجل و قالت له : ” يا عم يا مجرم يسوع يحبك ” , فانتهرها بشدة , و لكنها عادت إليه مرة ثانية لتكرر نفس الكلمات : ” الرب يسوع يحبك ” فاستشاط الرجل غيظا و انتهرها متوعدا فعادت أدراجها , و قد أدت رسالتها .
جاء القطار , و رجعت الفتاه إلى بيتها , و ذهب الرجل في طريقه إلي السجن , و هناك في غرفة مظلمة بدأ في مرارة يستعرض تاريخ حياته الماضية شيئا فشيئا إلي أن وصلت به إلي هذه الهوة السحيقة , و بينما هو يندب حظه العاثر و حياته التعسة إذا بهاتف يصل إلى أعماق نفسه يردد الصوت الملائكي : ” الرب يسوع يحبك ” فهتف قائلا : ” من هذا الذي يحبني ؟ لقد تركني الجميع .
” و هل يوجد من يحبني ” , و إذا بالصوت يعود منشدا : ” نعم , الرب يسوع يحبك ” و كلما حاول لأن يطرد تلك الصورة كانت تبدو أكثر جمالا و أعمق تأثيرا حتى ملكت عليه مشاعره و عواطفه , فصرخ من أعماق نفسه و ثقل الخطية يحطم قلبه و دموع التوبة تملأ و جهه: ” يا يسوع ، يا من تحبني , أظهر لي ذاتك , طالما رفضت دعوتك و لم أستمع لصوتك , لكني اليوم ألتجئ إليك يا من تحبني ” و إذا بنور سماوي ينير ظلمة نفسه و يشرق في أعماق قلبه.
نعم إنه يحبك و قد تأنى عليك إلى هذه الساعة , فلقد أصابتك أمراض كثيرة و لكن الرب شفاك منها , و هو لا يريدك أن تهلك في خطاياك لأن الرب يسوع يحبك . ظروف عصيبة مرت بك لكن الرب أنقذك منها , وهو لا يريد أن تغرب شمس حياتك و انت في خطاياك لأن الرب يسوع يحبك .أخطار متعددة أحاطت بك كنت فيها قريبا من الموت , لكن الرب نجاك منها حتى لا تموت في عصيانك و شرورك لأن الرب يسوع يحبك .
هو لم يحبك بالكلام , لكنه أسلم نفسه لأجلك على الصليب ليسدد عنك ديون الخطية و يحررك من سلطانها و يغرس في قلبك الطبيعة الجديدة التي تسلك بالتوبة و الإيمان معترفا بخطاياك فتسمع الصوت الإلهي : ” ثق يا بني مغفورة لك خطاياك ”
ليتك , أيها العزيز , تخلو لنفسك , و تهدأ قليلا أمام الرب إلهك , و تفكر جديا في محبة يسوع لك فهي المحبة التي لم يستطع لهب الجحيم أو آلام الصليب أن تقف في سبيلها . إنه لأجلك , و في سبيل محبتك ,رضى طائعا مختارا أن يعلق على عود الصليب , مجروحا لأجل معاصيك و مسحوقا لأجل آثامك . لأنه و نحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا . ” و ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه من أجل أحبائه ” .
أيها العزيز , إن نسيت كل شئ فلا تنسى أن ” الرب يسوع يحبك ” . نعم يحبك و قد أسلم ذاته لأجلك



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

السبت، 25 مايو 2013

أبناء الرجل العجوز



" -في روما القديمة، وفي عهد الإمبراطور تيباريوس، عاش رجل طيب، كان أبا لولدين، الأول انخرط في
الجيش، وأُرسل إلى أقصى أقاليم الإمبراطورية، والثاني كان شاعراً سحر روما بشعره، البديع .
ذات ليلة حلم الأب حلماً، فقد ظهر عليه ملاك ليقول له أن كلام واحد من أبنائه سيعرف وسيردد في العالم
بأسره، وعبر أجيال المستقبل كّلها. أفاق الرجل العجوز وهو يبكي من الفرح لأن الحياة أظهرت له سخاءها،
وتجلّى له الوحي يبشره بشيء يجعل من أي أب كان أباً فخوراً .
بعد زمن وجيز، مات الأب وهو يحاول إنقاذ طفل أوشك أن يدهس تحت عجلات عربة، ولما كان عادلاً و طيباً في سلوكه طيلة حياته، فقد صعدت روحه إلى السماء مباشرة، وهناك التقى الملاك الذي كان قد تراءى له في
الحلم .
-لقد كنتَ رجلاً طيباً قال له الملاك عشتَ محاطاً بالحب، ومت بكرامة، أستطيع الآن أن أحقق لك واحدة
من أمنياتك .
-الحياة أيضاً كانت جميلة بالنسبة لي أجاب العجوز وعندما ظهرت لي في الحلم، قد فهمت أن في هذا
مباركة لي، لأن أشعار ولدي ستبقى في ذاكرة الناس إلى الأبد، فأنا ليس لدي أي طلب من أجل نفسي، غير
أن كل أب يعتز بمشاهدة من رعاه صغيراً وهّذبه يافعاً، ذائع الصيت، أتمنى أن تريني كلمات ابني في المستقبل
البعيد .
ربت الملاك على كتف العجوز، ومن ثم انقذفا معاً إلى مستقبل بعيد، فشاهدا أمامها ساحة مكتظة بآلاف الناس
الذين يتكّلمون بلغة غريبة .
بكى العجوز فرحاً، كنت اعلم قال للملاك أن أشعار ابني جميلة وخالدة، ألا تريد أن تقول لي أيا من
قصائده التي يرددها هؤلاء الآن؟
اقترب منه الملاك عندئذٍ، بكثير من اللباقة، وجلسا على أحد مقاعد تلك الساحة الفسيحة وقال له :
-قصائد ابنك الشاعر، كانت شعبية جداً في روما، وكل الناس قد أحبوها، واستمتعوا بها، ولكن عندما انتهى
حكم تيباريوس، فإنهم نسوها، الكلمات التي يرددها هؤلاء الناس الآن هي كلمات ابنك الآخر، الجندي .
نظر العجوز للملاك بدهشة، وتابع الملاك :
-ابنك ذهب للخدمة العسكرية في ولاية بعيدة، وصار قائد المائة (سانتوريون) لقد كان رجلاً طيباً وعادلاً، ذات
مساء مرض أحد خدمه وأشرف على الموت، وسمع ولدك برجل اسمه يسوع، كان يشفي المرضى، فقضى
أياماً طوالا بالبحث عنه، أثناء تجواله، اكتشف أن من يبحث عنه هو ابن الإله، وقد التقى أشخاصاً آخرين،
وقدر لهم الشفاء على يديه .
فبدأ يتعّلم تعاليمه، ورغم أنه قائد مئة، فقد اعتنق دينه، أخيراً ذات صباح جاء إلى جوار يسوع، روى له أن
أحد خدمه كان مريضاً وأبدى يسوع استعداده لمرافقته حتى بيته، لكن قائد المائة، كان رجلاً مؤمناً، فعندما
نظر إلى يسوع بعمق، أيقن أنه كان بحق يقف أمام ابن الله، فقد كان الناس المحيطون به ينهضون إجلالاً له .
كانت هذه كلمات ابنك قال الملاك للعجوز. الكلمات لم تكن لتُنسى إطلاقاً: " يارب لست مستحقاً أن تدخل
تحت سقفي، لكن قل كلمة لاغير فيبرأ فتاي ."
.
.
إن كل شخص على الأرض يلعب الدور الرئيس في سيرة العالم وهو لايدري



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الخميس، 23 مايو 2013

قصة القديسة ريتا



بسم الاب والابن والروح القدس امين 



( أنطونيو منشيني ) و( أماتا فاري ) زوجان من بلدة كاسيا الإيطالية؛ بلغا من العمر سن الشيخوخة دون أن يرزقا بولد؛ لكن صلاتهما المتواترة دون ملل جعلت الربّ يشفق عليهما فرزقهما طفلة دعوها باسم مرغريتا و سميت تحبّباً ريتا.

كان ذلك في 22 إيار 1381 . فعمّداها وشكرا الربّ على عطيّته لهما. في طفولتها حدثت بعض المعجزات التي ظلّ القرويّون يتناقلونها فترة طويلة، ومنها أن( النحل وضع في فمها عسلاً دون أن يؤذيها ) .

وراحت ريتا تكبر في الفضيلة والمحبّة بحسب تربية أبويها الفاضلين. وعندما بلغت عمر الزواج، فكّر أهلها في تزويجها. إلاّ أنّها كانت تعيش حبّاً داخليّاً للربّ يسوع وكانت توَد أن تنذر نفسها له؛ فراحت تنازعها عوامل الوفاء لنذرها والطاعة لوالديها.

ورضخت لإرادة والديها فتزوّجت من الرجل الذي اختاروه لها وراحت تعطيه كل حنانها ومحبتّها وصلاتها. اختار والدا " ريتا " شاباً غنياً وفارساً مقداماً لابنتهما كي يقيها شرّ الفقر؛ لكن هذا الشاب كان يفتقر إلى الإنسانية والحنان. همّه المبارزة وإظهار الذات ولو على حساب الآخرين. لذا لم يتورّع أن يوجّه إليها الإهانات، بل كان أحياناً كثيرة يعتدي عليها بالضرب الموجع ؛ مع ذلك كانت هي في استمرار تصلّي للعذراء كي تساعدها على تحمّل بلواها ولم تكن تخبر أهلها حتى لا تجعلهما يشعران بوخز الضمير على اختيارهما لزواجها.

استجاب الربّ لصلاتها ؛ فراح الزوج يعود إلى ضميره رويداً رويداً حتى دخل يسوع إلى قلبه وغدا إنساناً يعرف معنى الحياة الزوجية المسيحية.

رزق الله القديسة" ريتا " ولدين صبين فأحبتهما حباّ رقيقاً ولا أجمل؛ وراحت تزرع في قلبيهما خشية الربّ ومحبّة الآخرين؛ وتبعدهما قدر المستطاع عن روح المجتمع الذي كان أبوهما يتردّد إليه؛ وبدأت تعيش وإياهما حياة حلوة لم تنس في أثنائها أن السعادة هي هبة من الربّ. ولكن لم يطل الأمر حتى عاد الألم يقرع بابها مرّة أخرى، فقد رجال مسلحون زوجها ذات مساء أردوه قتيلاً.

حزنت ريتا على زوجها كثيراً ولكن بقوة الإيمان وعلى رجاء القيامة راحت تصلّي لنفسه وتغدق على ولديها خالص حنانها وعميق عنايتها. وعندما أخذت ريتا على عاتقها تربية ولديها، أدركت أنها سوف تخوض حرباً قاسية، فالمجتمع الذي تعيش فيه كان ينفث سمّ الانتقام في نفس الولدين وهي بكل قوتها تحاول زرع المحبّة. ولكن الجماعة أقوى من الفرد فرفض الولدين أفكارها، وأخذا يقتربان من الشرّ، عند ذاك، وبقوّة إيمانها طلبت من الربّ يسوع أن ينقذ نفسيّ طفليها حتى على حساب جسديهما. وبالفعل قد مرضا الواحد تلوَ الآخر، ورغم أنّها فعلت الكثير ممّا تفعله الأم لولدها المريض، إلاّ أن السماء أخذتهما بريئين قبل أن يقعا ضحيّة الشرّ المتجسّد في مجتمع الانتقام . وأصبحت القديسة ريتا وحيدة محرومة من كلّ أحبائها.

وتذكّرت ريتا نذرها القديم ففكرت في أن تحققه الآن، فراحت تقرع باب دير راهبات القديسة مريم المجدلية الأوغسطينيات. لكن باب الدير أغلِقَ في وجهها. فهي امرأة قسى عليها الدهر والدير ليس هروباً من آلام الحياة، لذا رفضتها الراهبات. لكن صلاتها المتواترة جعلتها تفعل الأعاجيب. فذات ليلة وهي منخطفة بروح الصلاة حملها القديسون إلى كنيسة الدير المغلق بوجهها. فصعقت الراهبات عندما رأينها في الصباح غارقة في تأملاتها في الكنيسة المغلقة. وتعجّبن كيف استطاعت الدخول. وعندما أخبرتهن الحقيقة خضعن لإرادة الربّ وقبلنها في الدير.

ونذرت الفقر والعفة والطاعة... وقد طلبت منها رئيستها يوماً امتحاناً لها أن تسقي عوداً يابساً ليزهرّ؛ وبالرغم من سخرية أخواتها الراهبات بها فإنّها لبثت تسقيه عاماً كاملاً بالماء والصلاة حتى أزهر وصار كرمة يجنى منها العنب حتى يومنا هذا في بستان الدير، ويتبارك بها المؤمنون وينالون بواسطتها شفاءات عجيبة. وطمحت ريتا أن تصل إلى مشاركة يسوع في آلامه، لذا طفقت تصلب يديها على الأرض أياماً، حتى كانت أخواتها الراهبات يظننها مائتة. ولأن يسوع يدرك الحبّ اكثر من كل الناس، قبل مشاركتها إياه، فزرع شوكة من أشواك إكليله في جبينها. فأخذت الآلام المبرحة توجعها، ورائحة الجرح تضطرها إلى الانزواء في غرفة قاسية لئلا تزعج الأخوات، وبقيت خمس عشرة سنة تمجّد الربّ في آلامها.

وفي السبعينات من عمرها زارت روما طالبة من الربّ أن يخفي جرحها حتى لا تُحرج أمام الآخرين فكان لها ما أرادت، وعندما عادت ظهر الجرح ثانية. وفي ليلة ميلادها السادسة والسبعين عانقت روحها الطاهرة يسوع في سمائه فانتشرت الرائحة الذكية في كل أرجاء الدير.

عندما حملت الراهبات جسد القديسة ريتا شعّ نور في غرفتها، وراح مكان الجرح يتوهّج. وكانت راهبة مشلولة اليد عانقتها فشفيت على الفور . و أفواج من الطالبين شفاعتها كانت تحصل على عجائب كثيرة.

نقلوها عدة مرات ليراها الجمهور ووضعوها في تابوت مرئي ليتبارك منه الناس.

عام 1626، منحها البابا أوربانوس الثامن لقب طوباوية. وعام 1900، أعلنها البابا لاون الثالث عشر قديسة.

وما زال المؤمنون حتى اليوم يؤمّون ضريحها من كلّ أقطار العالم ويتبركون به؛ ويطلبون من القديسة تحقيق أمانيهم المستحيلة لذا فهي تعرف حسب الكنيسة الكاثوليكية بأنها " شفيعة الأمور المستحيلة

بركة صلاوتها وشفاعتها تكون معانا امين

صلاة:

ربي يسوع يا مَن تنازلتَ ومنحت القديسة ريتا كل هذه النعم فأحبّت أعداءها وحملت في قلبها وعلى جبينها علامات حبّك وآلامك، نتوسل إليك باستحقاقها وشفاعتها أن تمنحنا النعمة لكي نغفر لأعدائنا ونتأمّل في عذابك فنلقى الثواب الذي وعدت به الوديعين والبائسين والباكين، أنت الحيّ السائد إلي ابد الآبدين. آمين.



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

السبت، 18 مايو 2013

حب ودموُع



إمرأة خاطئة
(القديس مارافرام السرياني)
عرض: القديس مارافرآم السرياني

ترجمة: القمص تادرس يعقوب ملطي

إمرأة خاطئة

دُعي يسوع إلى وليمة ليأكل خبزًا، وإذ سمعت امرأة خاطئة أنه دُعي في وليمة فرحت. جمعت أفكارها مع بعضهما البعض مثل البحر، وكان حُبها يعج في داخلها كالأمواج. تطلعت فرأت أن (يسوع) بحر النعمة قد جمع نفسه في مكان واحد، فعزمت أن تدخل إليه، وتُلقي بكل شرورها في أمواجه.

(لقد أدركت) إنها ربطت نفسها بقيود الألم بعصيانها، لهذا بدأت تبكي نفسها قائلة:

"ماذا انتفعت من هذا الزنا الذي ارتكبته؟ وماذا أفادني فجوري؟ لقد وصمت الأبرياء بالعار. لقد أهلكت الأيتام. وبوقاحة سلبت أموال التجار، ومع هذا لم أروِ جشعي. إنني كقوس في حرب، كنت أُصيب الصالح مع الطالح. إنني أشبه عاصفة في البحر، أغرقت سُفن كثيرين.

الآن، لماذا لا أربح لي إنسانًا واحدًا قادرًا على إصلاح فجوري، لأنه واحد هو اللَّه (الذي يُصلح الفجار) وكثيرون هم الشياطين".

نطقت المرأة في داخلها ثم بدأت تعمل. اغتسلت ومسحت أصباغ عينيها التي أعمتهما بها، وعندئذ تدفقت الدموع من عينيها.

سحبت سِوار صباها الجذَّاب من مِعصمها وألقت به من يديها.

نزعت ثوب زِناها الكتاني عن جسدها وطرحته، وعزمت أن تكتسي بالثوب الذي هو "ثوب الصلاح".

خلعت حذاء الفجور المزيَّن من قدميها وألقته. ووجهت خطواتها في طريق البُرج السماوي.

ثم أخذت في كفِّها ذهبًا، أمسكت بالذهب، وتطلعت نحو السماء، وبدأت تصرخ في سرِّها إلى ذاك الذي يصغي إليها باهتمام. لقد صرخت قائلة: "أيها الرب هذا ما ربحته من الشر، وها أنا اشتري به خلاصي. هذا ما قد جمعته على مر الأيام، وها أنا أربح به رب الأيتام".

-------------------------------------------------
مع بائع الطيب

نطقت المرأة سرًا ثم خرجت لتنفذ عملًا. أخذت الذهب في كفها، وحملت الصندوق المرمري في يديها، وبسرعة ذهبت في ندامة إلى بائع الطيب... رآها التاجر فتعجب، وبدأ يسألها. ابتدأ يقول للزانية:

"أما يكفيكِ أيتها الزانية أنكِ قد أفسدتِ كل مدينتنا؟ ماذا يكشف مظهرك هذا الذي تخدعين به أحبائك، إذ خلعتي عنك فجوركِ (وتظاهرتِ) باللباس المحتشم؟ لقد كنت تأتين إليَّ قبلا بمظهر يختلف تمامًا عما أنت عليه اليوم. إذ كنت تكتسين بثوب فاخر وتحضرين معك ذهبًا قليلًا، وتطلبين طيبًا ثمينًا حتى تجعلي به فجورك مُبهجًا. وأما اليوم فإنني أرى ثوبك معتدلًا وأتيت بذهب كثير.

لست أدري كيف أُعلل هذا التغيُّر الذي حدث... فإما أن تلبسي ثوبًا يتناسب مع قدرتك، أو تشتري طيبًا يتناسب مع ثوبك المعتدل. لأن الطيب الذي تطلبينه لا يتناسب مع قيمة ثوبكِ.

ألعله يوجد تاجر يقابلك، تغتني منه الكثير، وأنت تعلمين عنه إنه لا يحب مظهر الفجور، لهذا نزعتي عنك مظهر فجورك حتى تأسرين بطرق متعددة غنى كثيرًا؟ لكن لو كان هذا الرجل يُحب مظهر الاحتشام بسبب طهارته حقًا، فالويل له! في أي شيء ها هو يسقط؟ إنه سيُبتلع في دوامة تجرف بضائعه.

إنني كإنسان يريد لكِ الخير، أُقدم لك نصيحة، وهي أن تطردي عنك كل محبوبيكِ الذين لم يساعدونك منذ صباكِ، واطلبي لك عريسًا واحدًا يُصلح فُجورك".

بحكمة تكلم تاجر الطيب مع المرأة الزانية بهذه الأقوال. وإذ انتهى الرجل من حديثه أجابته المرأة الزانية وقالت:

"لا تعوقني يا إنسان، ولا توقفني بتساؤلاتك. فإنني لم أسألك الطيب مجانًا، إنما سأدفع لك قيمته برضى. خُذ ذهبًا ما شئت واعطني الطيب الثمين. خذ ما لا يدوم، وهب لي ما يدوم، فإنني سأذهب (به) إلى ذاك الذي يدوم، واشتري له ما يدوم. وكما قلت لي فإنه تاجر غني جدًا سيقابلني، إنه يسلبني، وأنا أيضًا أسلبه. هو يسلبني خطاياي ومعاصي، وأنا أيضًا أسلب غناه.

وكما تكلمت عن الزواج، فإنني قد ربحتُ لي عريسًا في السماء، ذاك الذي سُلطانه يدوم إلى الأبد، وملكوته لا يزول".

ثم أخذت الطيب وانصرفت.

-----------------------------------------------
حديث مع الشيطان

انصرفت المرأة بسرعة، وإذ رآها الشيطان ثار غاضبًا، وحزن في داخله حُزنًا عظيمًا. كان فرحًا من جهة، وحزينًا من جهة أخرى. كان فرحًا لأنها تحمل معها الطيب، لكنه كان خائفًا بسبب اكتسائها بثوب مُحتشم. لقد التصق بها، وتتبع خطواتها كلصٍ يتبع تاجرًا. أَنْصَت إلى دمدمة شفتيها وأَصْغى إلى كلماتها. لاحظ عينيها بتدقيق إلى أين كانت تُوجه نظراتها. وإذ انصرفت تحرك مع حركات قدميها ليعرف إلى أين هي متوجهة.

الشيطان المملوء مكرًا يعرف هدفنا عن طريق كلماتنا. وهكذا إذ رأى عجزه عن أن يُغير فكرها، ظهر لها في شكل رجل، ومعه مجموعة من الشبان الصغار يُشبهون أحبابها القدامى، وعندئذ بدأ يوجه إليها الحديث قائلًا:

"أستحلفك بحياتك أن تُخبريني أيتها المرأة إلى أين أنت تتوجهين؟ لأنكِ على غير عادتك تُسرعين. اخبريني ماذا تُعني وداعتك هذه، لأن نفسكِ منكسرة (في الأصل "وديعة") كنفس الأَمَة؟ هوذا بدلًا من ثياب الكتان الفاخرة، تكتسين بثوبٍ حقير. وبدلًا من أساور الذهب والفضة لا يوجد حتى خاتم واحد في إصبعك. لا تلبسين حتى حذاءًا عاديًا بدلًا من الصنادل الفاخرة. اكشفي لي عن نيتكِ، فإنني لا أفهم معنى تغيرك. هل مات لكِ أحد أحبابكِ، وأنت ذاهبة لكي تُكفِّنينَه؟ فإنني أذهب معكِ إلى القبر وأُشارككِ حزنكِ".

أجابت المرأة الخاطئة وقالت للشيطان: "حسنًا قُلت إنني أذهب لكي أدفن الميت. فإنه قد مات لي واحد، هو خطية أفكاري. وها أنا أذهب لأدفنه".

أجاب الشيطان وقال: "انصرفي أيتها المرأة (عما أنت قادمة عليه) فإنني أول أحبابك. وأنا لست مثلكِ، فإنني لا أضع يديّ عليك، بل اقدم لك ذهبًا اكثر من قبل".

أجابت المرأة الخاطئة وقالت: "إنني غاضبة يا هذا. فإنك لستَ بمحبٍ لي. إنني اقتني لي زوجًا في السماء، الذي هو اللَّه، الذي هو فوق الكل، سلطانه يبقى إلى الأبد وملكوته لا يزول. إنني هوذا أقول في حضرتك، بل وأعود فأكرر ولا أكذب، إنني كنت عبدة للشيطان منذ طفولتي إلى اليوم. وكان يطأ بأقدامه علىّ، وأنا بدوري أهلكت كثيرين. أصباغ العيون أعمت عيني. لقد كنت عمياء، ولم أكن أعرف أن هناك واحد هو الذي يقدر أن يهب النور للعميان. وها أنا أذهب لأنال نورًا لعينيّ، وبهذا النور أضيء لكثيرين. لقد كنت من قبل مُقيدة برُبط وثيقة، ولم أكن أعرف إنه يوجد واحد يُحطم الأوثان. وها أنا أذهب إليه ليُبيد أوثاني، وأنزع غباوة الكثيرين. لقد كنت مجروحة ولم أعرف أن هناك واحد هو الذي يقدر أن يُضمد جراحاتي. وها أنا أذهب إليه لكي يُضمدها".

تكلَّمت المرأة الزانية بهذه الأمور بحكمة مع الشيطان. فتنهد وحزن ثم بكى. صرخ صرخة مدوّية وقال: "لقد انهزمت منك يا امرأة، ولستُ أدري ماذا أفعل؟"

الشيطان في حيرة

ما أن أدرك الشيطان عجزه عن تغيير ذهنها، حتى بدأ ينتحب نفسه قائلًا:

"هوذا منذ الآن تشامخي يَهلك، وكبرياء كل أيامي يَبيد. كيف أُلقي الشِبَاك لتلك التي ارتفعت إلى الأعالي؟ كيف أُصوِّب ضدَّها السهام هذه التي حُصونها لا تهتز؟ لذلك فإنني أذهب إلى حضرة يسوع... هوذا قد أوشكت أن تمثُلَ في حضرته.

لأذهب وأقول له: هذه المرأة زانية، لعلَّه يحتقرها ولا يقبلها. لأقول له: هذه المرأة التي جاءت إلى حضرتك هي زانية. لقد أسرت رجالًا بفجورها، وأفسدت الشبان. ولكن أنت أيها الرب بار والكل يحتشد لكي يراك. فإن رأتك البشرية تتحدث مع زانية، يهربون من حضرتك، ولا يُسلم عليك أحد.

ولكن كيف أدخل في حضرة يسوع، هذا الذي يعرف كل المكنونات الخفية؟ إنه يعلم من أنا؟ إنه يعرف إنني لا أقوم بعمل ما بقصدٍ حسن. فربما ينتهرني فأهلك وتفسد كل حِيَلي. إنني أذهب إلى سمعان، لأن سمعان لا يُدرك الخفيات. وأضع في قلبه هذا الأمر، فربما اصطاده بهذه الصنارة. وهكذا أقول له: "استحلفك بحياتك يا سمعان أن تُخبرني عن ذلك الرجل الذي استضفته في بيتك: هل هو بار أم صديق للأشرار؟ فإنني إنسان غني ولي ممتلكات كثيرة، وأرغب أن أستضيفه مثلك حتى يبارك ممتلكاتي"...

أجاب سمعان قائلًا: "منذ رأيته لم أرَ فيه دنسًا، بل بالأحرى أرى فيه هدوءًا وسلامًا وخيرًا. الضعفاء شفاهم بغير مكافأة، والمرضى بغير أجر. في البرية رأى الجياع يخورون جوعًا، فأجلسهم على العشب وأشبعهم برحمته. الأرملة التي ليس لها أحد، تبعت ابنها [الوحيد] لتدفنه في القبر، فعزَّاها، وردَّه إليها. وأبهج قلبها. وهب البُكم والعُمي بصوته شفاء. البُرص شفاهم بكلمته. الأعمى الحزين المتضايق فتح عينيه ليُعاين النور. أما من جهتي أنا فإنني قد سمعت عن شهرة هذا الرجل من بعيد فدعوته لكي يبارك ممتلكاتي ولطعاني ومواشي".

بعد ما نطق سمعان بهذا الكلام، أجابه الشيطان: "لا تُمجد إنسانًا منذ البداية، لكن انتظر حتى النهاية. فالرجل تبدو عليه سمات الوقار ههنا، ونفسه لا تُسر بالخمر. فإن ترك بيتك دون أن يتحدث مع زانية فهو إذًا بار وليس بصديق لأناس يرتكبون الشر".

بمكر نطق الشيطان بهذا مع سمعان، ثم اقترب، لكنه وقف بعيدًا ليرى ماذا يحدث؟

--------------------------------------------------
المرأة الزانية عند الباب

وقفت المرأة المملوءة معاصيًا ملتصقة بالباب. لقد ضمَّت يديها للصلاة، وهكذا توسَّلت [سرًا]:

"مبارك أيها الابن الذي نزل إلى الأرض من أجل خلاص الإنسان. لا تُغلق الباب في وجهي، فأنت دعوتني وها أنا قد أتيت. إنني أعرف أنك لا تحتقرني. افتح لي باب رحمتك، لكي أدخل يا ربي، وأجد لي فيك ملجأ من ذاك الشرير [الشيطان] وجنوده. لقد كنت كعُصفور والصقر يلاحقني. لقد هربت والتجأت إلى عُشك. لقد كنت كبقرة، والنير هيَّجني. ها أنا أرتد إليك من ضلالي، فضع على كتفي نيرك الذي أحمله".

هذا ما نطقَت به المرأة الزانية عند الباب وهي تبكي بدموع غزيرة.

تطلَّع رب البيت فرآها، وللحال تغيَّر لون وجهه، وبدأ يوجه حديثه للزانية قائلًا: "أُخرُجي من هنا يا زانية، فإن الذي دخل ها هنا هو بار، وأتباعه هم بلا لوم. أما يكفيكِ يا زانية أنكِ قد أفسدتِ المدينة كلها؟ لقد أفسدتِ الطاهرين بغير خجل. لقد سلبت الأيتام بغير حياء. لقد نهبت ربح التُجار وملامح وجهك لم تخز. إن شِباكك لن تُفسد هذا الرجل، لأنه بالحق هو بار، وأصحابه بلا لوم".

إذ انتهى سمعان من حديثه، أجابته المرأة الخاطئة وقالت له: "بالتأكيد أنت هو حارس الباب لكنك لا تعرف الأسرار الخفية. إنني سأعرض أمري في الوليمة، وأنت سوف لا يكون عليك لوم [إذ تتركني أدخل]، لأن إن كان أحد يرغب في دخولي، فسيأمرني بالدخول، فأدخل".

أسرع سمعان وأغلق الباب [في وجهها] وابتعد. وتأخر كثيرًا دون أن يعرض أمرها في الوليمة. وأما هو [السيد المسيح] العارف بالأسرار، فإنه أومأ إلى سمعان وقال له: "تعال يا سمعان. إنني آمرك، هل يوجد على الباب أحد؟ أيا كان هذا الإنسان افتح له لكي يدخل ليأخذ ما يحتاج إليه وينصرف. فإن كان جائعًا ومحتاجًا إلى طعام، فها هوذا في بيتك يوجد مائدة الحياة. وإن كان ظمآنًا ومحتاجًا إلى ماء، فها هنا في مسكنك يوجد الينبوع المبارك. وإن كان مريضًا ويطلب الشفاء، ففي منزلك الطبيب العظيم. دع الخُطاة يتطلعون إليّ، فإنني من أجلهم قد نزلت، وإنني أصعد إلى السماء، حاملًا على كتفي القُطعان التي ضلت من بيت أبي، وارتفع بها إلى السماء".
--------------------------------------------
لقاء مع يسوع

اقترب سمعان وفتح الباب قائلًا: "ادخلي واصنعي ما شئت لذاك الذي هو مثلك".

دخلت المرأة الخاطئة المملوءة عِصيانًا. عبرت ثم وقفت عند قدميه. ضمت يديها مصلية [سرًا] قائلة:

"عيناي قد صارتا ينابيع دموع، لا تكف عن أن تُروي الحقول، وها هي اليوم تغسل قدمي ذاك الذي يبحث عن الخطاة. هذا الشعر غزير منذ طفولتي حتى اليوم، ليته لا يحزنك أن أمسح به جسدك الطاهر. الفم الذي قبَّل الفُجار، لا تمنعه عن أن يُقبِّل الجسد الذي يغفر المعاصي والفُجور."

بهذا تكلَّمت المرأة الخاطئة مع يسوع ببكاءٍ كثيرٍ. أما سمعان فوقف من بعيد يترقب ماذا يفعل الرب معها *.

تركزت أنظار سمعان على المرأة يرقب كل حركة من حركاتها، وإذا به يسمح لأفكاره قائلًا في نفسه:

"ما هذا؟ امرأة زانية تدخل بيتي! بيتي أنا الفريسي الطاهر الذي لم يتجنس قط! آه لو علِمت هذا ما كنت قد دعوتك يا يسوع! لقد خدعتني يا يسوع! هل هذا معلِّم، ويترك الزانية تغسل رجليه بدموعها دون أن يطردها؟ هل هذا نبي، ويترك النجسة تمسك بيديها الدنستين رجليه لتمسحهما بشعر رأسها؟ لقد صدَّق ذاك الذي نصحني إنه ما كان لي أن أحكم عليه من السماع أو من بداية أمره.

إنه ليس نبي! إنه صديق للزناة والخطاة! إنه ليس بار كما ظننته. لو كان هذا نبيًا لعلم من هذه المرأة التي لمسته إنها خاطئة".

وإذ هو غارق في أفكاره إذ بيسوع - عارف الأسرار- يومئ إليه قائلًا بلطف: "يا سمعان عندي شيء أقوله لك".

خجل سمعان، إذ بينما هو يُجدف على المعلِّم، إذ بالمعلِّم يُحدثه في لُطف ورقة، يُحدثه كصديق يستشيره في أمر خاص. عندئذ بدء يُفكر،قائلًا في نفسه:

"من يكون هذا؟ أنا حكمت عليه ليس بنبي، وأمَّا هو فيريد أن يستشيرني في أمر ما. وبلطف زائد يُحدثني حديث الصديق مع صديقه. يا سمعان عندي شيء أقوله لك. إنه بالحق مُعلِّم".

عندئذ أجاب سمعان في خجل من نفسه: "قل يا معلِّم".

قال له يسوع: "كان لدائن مدينين. على الواحد خُمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون. وإذ لم يكن لهما ما يوفيانه سامحهما كليهما، فقل أيهما يكون أكثر حُبًا له؟"

أجاب سمعان للحال قائلًا: "أظن الذي سامحه بالأكثر".

فقال له يسوع "بالصواب حكمت".

عندئذ تطلع يسوع إلى المرأة وتحدث مع سمعان معاتبًا إياه، لأن ما كان يلزم أن يصنعه ولم يفعله قامت به تلك التي كانت زانية وممقوتة. "أنظر هذه المرأة. إنني دخلت بيتك وماء لرجلي لم تُعط ها أنت يا سمعان قد أحجمت حتى عن واجب الضيافة العادي. وأما هي فقد غسلت رجلي بالدموع. أُنظر أيّ ثمن تستحقه؟ بزيت لم تدهن رأسي، تأمل علامة إهمالك. وأما هيَ فقد دهنت بالطيب رجلي، تأمل علامة غيرتها. قُبلة لم تُقبلني، تأمل شهادة عداوتك. وأمَّا هيَ فلم تكُف عن تقبيل رجليَ، تأمل علامة حبها. من أجل ذلك أقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة، لأنها أحبت كثيرًا. والذي يُغفر له قليل يُحب قليلًا".

ثم التفت يسوع إلى المرأة وقال لها: "مغفورة لك خطاياك".

عندئذ أحنى سمعان رأسه وبدأ يُفكر في نفسه قائلًا:

"مغفورة لكِ خطاياك... مغفورة لكِ خطاياك... من يغفر الخطايا إلا اللَّه وحده.

آه. لقد حسبته نبيًا فدعوته ليُبارك بيتي، ولغباوتي حكمت عليه أنه ليس بنبي لأنه غير عارف أمر المرأة.

والآن من يكون هذا؟.

إنه يعرف المرأة تمامًا... يعرف إنها خاطئة جدًا، ولكنها تُحب كثيرًا.

لقد تعجَّلتُ وتسرَّعتُ وحكمتُ عليه إنه لا يعرف أمرها. وها هو يعلم أفكاري الخفية.

ظننته لم يعرف خطاياها، وحكمت عليه أنه ليس نبي، مع أن الأنبياء لا يعرفون كل الأمور، بل ما يُكشف لهم.

تسرَّعت في الحكم عليه، وهو استشارني بلطف.

جدَّفت عليه في داخلي، وها هو يُعلن ذاته لي.

إنه المُحب...

ساتر الخطايا...

عارف أفكاري وأسراري...

غافر الخطايا...

هو هو رب الأنبياء بعينه..."



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الأربعاء، 15 مايو 2013

كوب شاى للأب القمص افرايم الانبا بيشوى -



أحضرت المياة فى براد الشاى ووضعتها على نار الشعلة لتغلى ..
رايتها تسخن ثم تضج من الآلام وتصرخ وتشتكى لى همومها .. أنصت الى شكواها ..
قالت كنت مستريحة وهادئه فى البحر واردت ان ارتفع . طلبت من الشمس ساعدتى بحرارتها ان اتبخر وأصعد الى عنان السماء ، هبت على ريح الشمال تجمدت صرت سحباً ضربتى الرياح لاسقط مطراً وكم كانت رحلتى شاقة من أعالى السودان حتى اصل اليك لكن لم أجد الرحمة وها انا أكتوى بالنيران وأفور وابكى وأتنهد .... 
تنهدت معها وأطفئت الشعلة واخذت اسكب الماء فى الكوب مضافا اليه الشاى والسكر واخذت أقلب فيه ليصبح شاى طيب المذاق ..
قلت لعلك الان قد استرحتى من العناء وانا ارتشف منك بالقطرات واشكرك كثيراً فقد رويتى حاجتى للدفء .
قالت الذى ابهجنى الان اننى ذبت وانصهرت فى إنسان يقدر قيمتى ويكتب عنى ! 
قلت لها الحزن والفرح يا عزيزتى الى زوال وهكذا حياتك وحياتى .
قالت : وان كانت حياتنا قصيرة أو طويلة لكن ياليتها تنتهى من أجل عملاً صالح


www.tips-fb.com

إرسال تعليق

السبت، 11 مايو 2013

محتاج إلى أصدقاء ..



قرع الراهب الشاب باب قلاية الراهب الشيخ المفتوح في هدوء، قائلاً: " أغابي (محبة)"،فلم يجب الشيخ كرر مرة ثانية فثالثة، دون أجابة। اضطر الراهب أن يدخل إذ يعلم أن الشيخ مريض جداً। دهش الراهب إذ رأى الشيخ جالساً وبجواره رجل وقور جداً।قال الراهب الشيخ للشاب: "كيف دخلت دون أن يُسمح لك بذلك؟"... فتدخل الضيف قائلاً: "دعه، فإن الله يريده أن ينال بركة!"استأذن الضيف وسلم على الراهبين، عندئذ سأل الشاب الشيخ: "من هو هذا الضيف الغريب؟" أجابة الشيخ: "إن آداب الرهبنة تقتضي ألا تسأل في أمر لا يخصك!" أصرّ الشاب على التعرف على الضيف الفريد الذي عندما سلم عليه شعر بقوة تملأه، وأخيراًقال الشيخ: سأخبرك بشرط ألا تخبر أحداً عنه حتى يوم رحيلي... لقد عانيت من الآم شديدة وأحسست أني غير قادر على القيام لفتح باب القلاية، لذلك تركت الباب مفتوحاً حتى تستطيع الدخول। إذ اشتدت بي الآلام جداً أمسكت بالكتاب المقدس مصدر تعزيتي، وقد عرفته ليس كتاباً للقراءة بل للقاء مع الله الكلمة وملائكته وقديسيه من العهدين القديم والجديد. تعودت أن أمزج القراءة بالصلاة، وأدخل مع إلهي في حوار ممتع... فهو مصدر فرحي وسلامي وتعزيتي. أمسكت بالكتاب المقدس، وإذ اشتدت بي الآلام جداً أحسست بالحاجة إلى صديق يعزيني. إني محتاج أن أتحدث مع إرميا النبي الباكي. فتحت مراثي إرميا، ثم رفعت عيني إلى الله صارخاً: "أرسل لي إرميا النبي يعزيني!" وإذ بدأت أقرأ في سفر مراثي إرميا ظهر لي إرميا النبي، ودخلنا معاً في حوار معز. وها أنت قد دخلت القلاية لتجده يتحدث معي، وكان لك نصيب اللقاء معه

عزيزي الحبيب... بلا شك أنك محتاج مثلي إلى أصدقاء يلازمونك ويسندونك. ليس صديق أعظم من الله الكلمة، تلتقي معه حين تقرأ الكتاب المقدس، أو الإعلان الإلهي المكتوب. خلاله تدخل في حوارٍ مع صديقك الإلهي بكونه الكلمة واهب الحياة معطي اللذة، ومشبع النفس، فتقول مع المرتل: "بكلامك أتلذذ" "بكلامك أحيا" "وجدت كلامك حلو فأكلته" مز119. خلال الإعلان السماوي المكتوب يرفع الروح القدس قلبك وفكرك وكل أعماقك إلى السماء، فتسمع الصوت السماوي: "أنت سماء وإلى سماء تعود تسمع الصوت: "أنت تراب (أرض) وإلى تراب تعود!".

لا تجعل قراءة الكتاب المقدس لك روتيناً تلتزم بتنفيذه ولا تهدئة لضميرك، وأنما خلاله تلتقي بالسمائيين مع القديسين تجد الكل معك يحبونك ويسندونك!



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الخميس، 2 مايو 2013

عمل بطولى



بعد حياة عاشتها ببساطة و هدوء , انتقلت هذه العجوز إلى رحمة الله و بينما هي واقفة بالصف أمام باب السماء كانت كلما اقترب دورها تسمع بوضوح أكثر كلام الرب يسوع يقول للأشخاص الواقفين أمامها : أنت أسعفتني عندما كنت جريحا, أخذتني إلى المستشفى تفضل , الجنة لك , أنت أقرضت المال لأخيك الإنسان بدون ربا , وأقرضت أرملة معدومة , تفضل , السماء لك أنت أجريت عملية قلب مفتوح مجاناً , و ساعدتني حتى أعطى الأمل لأشخاص كثيرين , تفضل , الملكوت لك العجوز أصبحت على حيرة من أمرها , لأنها لا تذكر أنها قامت بأي عمل بطولي في حياتها , لذا حاولت أن تترك الصف و تفكر قليلاً , لكن الملاك الذي ينظم الأدوار رغم ابتسامته الحلوة , منعها بتاتاً أن تغادر مكانها وكلما اقتربت قليلاً كلما زادت ضربات قلبها , و عندما وصلت أمام الرب , أحاطها الرب بابتسامته الحلوة و صوته الحنون و قال لها : أنتي كويتي قمصاني كلها , تفضلي ملكوت السماء لك.............................
أحياناً نجد صعوبة في تخيل أهمية حياتنا العادية فننصرف للبحث عن أشياء كبيرة تجعلنا نشعر أن أيامنا ذات نفع لكن الحقيقة أن الذي لا يتقدس بالأمور البسيطة , ليس باستطاعة الأمور العظيمة أن تقدسه (العيش بالبساطة وحضرة الله هو طريق القداسة)



www.tips-fb.com

إرسال تعليق