الخميس، 15 أكتوبر 2009

هذه أعجوبة يا ابني فالله يهتم بي

من كتاب " مذكراتي عن حياة البابا كيرلس "
يقول أبونا روفائيل أفا مينا

حدث في عام 1967 أن أصيب قداسة البابا كيرلس السادس بجلطة في وريد الساق فلازم بسببها الفراش لمدة شهرين و رغم ذلك كان قداسته يأمرني بادخال جميع أبنائه اليه لأخذ البركة
فكان يجلس واضعا قدميه علي كرسي كأمر الأطباء ...

و ذات يوم توافد عدد كبير جدا من الناس و اذ كنت متعبا دخلت حجرتي لأستريح و بعد ثلاث ساعات تقريبا استدعاني قداسته و بادرني بقوله " لقد صنع معي الرب أعجوبة يا ابني "

فقلت ما هي يا سيدنا

قال لي " بعد خروج الحاضرين قمت لأغلق الباب لأني أعلم أنكم تتعبون كثيرا من أجلي ..... و قمت فعلا و أغلقت الباب
و لكني سقطت الي جواره ... وحاولت عدة مرات القيام فلم أستطع .. و لم أتكمن حتي من دق الجرس لأنه مرتفع ... وحاولت قرع الباب فوجدته بعيدا عني ... و لم أقدر حتي أن أستند الي الكراسي فجميعها بعيدة عن متناول يدي ... وهكذا مكثت نحو نصف الساعة ..ثم صرخت الي الرب و طلبت منه المعونة ..فأعانني الرب و قمت "

فبكيت عندئذ لكلماته و قلت له " وما فائدتنا كلنا يا سيدنا في هذا المكان اذا ...اسمح لي أن أتركه لأن البابا لا يريد منا حتي أن نغلق بابه "

فقال لي " لا تقل هذا الكلام يا بني ..بل أعط المجد لله الذي أعانني و حفظ عظامي من الكسر و صنع معي هذه الأعجوبة مع كبر سني و مرضي " ...ثم صلي لي و أمرني بالانصراف ..
حقيقة القصة أثرت في ّ من أكثر من نقطة ..اذ كيف لم يغضب البابا من تلاميذه الذين تركوه وحيدا هكذا رغم مرضه ..بل و التمس لهم الأعذار .. بينما أنا أحزن اذ لم أكن موضع اهتمام الكل
وكيف لم يحزن البابا من أنه كان متروكا علي الأرض في ألم شديد لأكثر من نصف ساعة .. ولم يقل مثلي الله لا يهتم بي و أنا زعلان من ربنا ...الخ
و أخيرا كيف يشكر من قلبه بعد هذا و يعتبرها " أعجوبة عظيمة " و يفرح بعمل الله معه .بينما أنا يد الله تقعل معي مثل هذا كل يوم ولا أشكر حتي في واحدة

راجع نفسك و أراجع نفسي ..ناظرين لسيرة أبائنا القديسين
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق