الخميس، 15 أكتوبر 2009

يوسف الصديق في أمريكا

كان هناك شاب يهودي يعيش في الولايات المتحدة.. كانت أسرة هذا الشاب متديِّنة ومحافظة جدًا بالرغم من أنها تعيش في مكان تكثر فيه الاغراءات والخطيّة، وكان الشاب مواظبًا على المجمع اليهودي كلّ سبت، كما أنه كان حريصًا على تنفيذ الوصايا والشريعة بقدر الإمكان.
كان هذا الشاب يعمل مديرًا لأعمال سيدة ثريّة جدًا أوكلت إليه إدارة أعمالها وثروتها الطائلة، ولأنه كان أمينًا جدًا في عمله كانت هذه السيدة تُقَدِّره وتحترمه. كان الشاب سعيدًا في عمله إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان.. لقد تعلَّقت صاحب العمل به وأحبّته وبدأت تراوده عن نفسها. لم يكن الشاب يُفكِّر مطلقًا في هذا الأمر، بل كان يشعر بالاشمئزاز لِمَا تطلبه هذه السيدة، فكان ينتهز الفرص للهروب منها. ولما ازدادت في الإلحاح ازداد هو في الرفض فعَزَّت عليها كرامتها، وبدأت تضايقه بطرق مختلفة، وكان يتحمّلها بهدوء. وعندما لم تجد نتيجة لِمَا تفعله هددته تهديدًا واضحًا بأنه إن لم يخضع لرغبتها فسوف تنتقم منه.
لم تمضِ سوى أيام حتى جاء رجال الشرطة وقبضوا على هذا الشاب، فقد لفّقت له صاحبة العمل تهمة تبديد أموال وإهمال جسيم.. كلّها تُهَم باطلة، ولكن السيدة كانت صاحبة نفوذ وأموال.
دخل الشا السجن وهو يشعر بالظلم، ولم يكن أمامه سوى الانتظار حتى يكمل التحقيق. وحدث، بينما كان هذا الشاب في السجن، أن جاء قسيس أنجليكاني لزيارة أحد المساجين، فقابل هذا الشاب وتحدّث معه ثمّ ترك له إنجيلاً، لكنه وضعه جانبًا ولم يقرأ فيه إذ كان يهوديًا متعصّبًا لديانته ولا يؤمن بالإنجيل.. لكن كان الوقت في السجن يمرّ ببطء شديد، والملل قاتل.. فأخذ هذا الشاب الإنجيل ليقرأ فيه لعلّه يقطع بعض الوقت.. وفعلاً بدأ يقرأ، وكانت معجزة إشباع الجموع، ثمّ محنة التلاميذ في السفينة التي كادت تغرق، ثمّ يسوع يأتي إليهم ماشيًا على الماء وينتهر الرياح بسلطان عجيب فتسكت الأمواج.
تأثّر الشاب تأثُّرًا عجيبًا لم يعرفه من قبل، ووجد نفسه يصلّي صلاة غير معتادة حيث قال للربّ: " أحقًّا هذا الكلام؟! أهي قدرتك العجيبة وسلطانك على الطبيعة وقوّتك على دفع الخطر عن تلاميذك؟! فإن أخرجتني من هذا الظلم اليوم صرتُ لك عبدًا كلّ الأيام."
لم تمضِ ساعة واحدة حتى طُلِبَ ليقف أمام النائب العام الذي استجوبه سائلاً إياه أسئلة دقيقة، وإذ أجابه الشاب بصدق أمر بالإفراج عنه وبلا كفالة.
لم يُصَدِّق الشاب نفسه من الفرح، فسجد على الأرض ليشكر المسيح القادر على كلّ شيء، ثمّ ذهب إلى بيته متهللاً. وما أن قابل أحد جيرانه المسيحيين حتى طلب منه أن يذهب به إلى كاهن لكي يتعمّد، وإلى أن أُتيحَت لهما الفرصة ليذهبا، كان الشاب اليهودي يقرأ كثيرًا في الإنجيل بتأثُّر بالغ، وكان الأخ المسيحي يعلّمه الإيمان الأرثوذكسي ويحكي له من تاريخ الكنيسة. وعندما ذهب إلى أحد الكهنة الأرثوذكس في الولايات المتحدة استبقاه الكاهن عنده أيامًا يعلّمه ويشرح له الكتاب المقدّس.. وبعد قليل نال نعمة الروح المعزّي، إذ قَبِلَ المعموديّة المقدّسة مولودًا من فوق
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق