الجمعة، 16 أكتوبر 2009

الخدمة هي حل الشهوة

نعيم محاسب متميز ... وهو شاب طول بعرض تزوج من 5 سنين و له طفلة جميلة و كان قديما طفلا متدينا ً ..ففي طفولته كان مواظبا علي مداري\س الأحد و الاعتراف و التناول .. ومع سنوات الجامعة ..ابتعد و انشغل و سافر للخارج بضعة سنوات حصل فيها علي شهادات كثيرة و أصبح مركزه كبير في شركة أجنبية و قليلون من في سنه وصلوا الي ما وصل اليه من نجاح عالمي و كان شغل نعيم أغلبه علي الكمبيوتر و مع بعده عن الكنيسة و الأسرار دخل اليه عدو الخير عن طريق الانترنت و المواقع الاباحية فكان يعدو لبيته منهكا ليرتاح ساعة ثم يصحو ليجلس أمام الكمبيوتر و كانت زوجته تظن أنه يعمل و شغله كتير قوي
أما هو فكان يقضي من 4 الي 6 ساعات يوميا أمام الصور و الأفلام الدنسة و كان يدخل لينام نحو 3 فجرا و يصحو بصعوبة ليذهب الي عمله
تعرض نعيم لأكثر من حادث سيارة و حاولت زوجته اقناعه بأن هذا بسبب سهره الشديد لكنه كان عنيدا جدا
أما زوجته دينا فكانت بنت للكنيسة طيبة ووديعة تحب زوجها جدا ..و كانت تجاهد دائما مع نفسها لتلمس الأعذار لزوجها و نادرا ما فقدت صبرها و لامته علي تركها و بعده عنها و عد اهتمامه بها و بابنتها .. و لم تجد من الحوار الا التهكم و اتهامها بعدم التقدير و لم تجد دينا حلا الا الصلاة بالدموع

و يوما ما احتاجت دينا أن ترسل رسالة بالايميل و الذي كانت نادرا ما تحتاجه و يا لهول ما رأت و بكت ... و بكت ..و لم تصدق نفسها .. و لم تستطع أن تنظر طويلا الي هذه الخلاعات و عاتبته بشدة ..
فما كان منه الا الصراخ و الاهانة و التطاول عليها و قال لها " ازاي تفتحي الكمبيوتر بدون اذن ؟؟ "

أما هي فدارت بها الأفكار .."هي دي المشغولية يا نعيم ؟؟"
" ربنا يسامحك .. و أنا اللي كنت أقول نعيم مشغول ربنا يعينه "
و اشتكت جينا لأب اعترافها الذي كان أب اعتراف نعيم أيضا ..فجلس اليه نعيم و اعترف بعد أكثر من سنة ...اعترف بالتدهور في كل شئ في البيت في الشغل في الصحة في التركيز في الأخلاق ...الخ
و فجأة قال له أبونا مقاطعا " تحب تخدم يا نعيم ؟؟ انت كان نفسك زمان تخدم "
فذهل نعيم وقال " يا أبونا بعد اللي أنا قلته ده ؟؟ "
رد ابونا " يا ابني أنا عاوزك جوة الكنيسة علشان الخدمة تبعدك عن الحاجات الوحشة دي ... أنت مش هتعلم حد ..لكن هتشتغل معانا بمشاكل الفقراء و المحتاجين "
"مش معقول يا أبونا أن مش مستاهل أصلي و لا أتناول ..هأخدم ازاي بس ؟ "
" احنا نحاول يا نعيم و كله يمشي مع بعضه بس اوعدني ما تدخلش المواقع الوحشة دي تاني "
" مقدرش يا أبونا ..مقدرش .. أنا خلاص أدمنتها ..ده أنا حتي اتعلمت الكذب و اشرب وكل حاجة وحشة بسبب المصيبة دي "
" كل شئ مستطاع عند الله ..المهم نبدأ الخدمة "
فهل تستطيع الخدمة ..أن تغلب الشهوة ؟؟؟
نتابع غدا
تأثر نعيم جدا بتشجيع أبونا له و طول آناته عليه و بدأ يصلي و يقرأ في الانجيل و تقدم للتناول بعدما أخذ الحل ..
لكن الشيطان ظل يراوده .. فكان أحيانا يسقط ..ثم يقوم بقوة و يعمل ميطانيات و يصارع و يجاهد مع الله و يقول " ساعدني يارب ..انقذني من نفسي " ..
و انضم نعيم لاجتماع خدام اخوة الرب و انضم لفريق الخدمة و أصبح مع مجموعة من الرجال مسئولين عن تنمية و خدمة احدي القري الفقيرة
لم يكن متحمسا في البداية لكنه من صغره كان يحب أبوه الروحي و مطيعاً له .. وكان مشتاقاً من قلبه أن يتخلص من هذه العادات الرديئة
و ذهب نعيم مع اخوته للخدمة ... ووجدهم كلهم أتقياء و بسطاء ...فكان ينظر اليهم متحسرا علي نفسه و غير مصدق أن يكون هو بما هو فيه واحدا منهم
ووصل الخدام الي القرية للخدمة ... و هناك وجد نعيم الفقر الذي لم يجده و لم يراه من قبل ... وجد هناك كنيسة بسيطة و كاهن تقي و نساء و رجال يعيشون تحت خط الفقر لكنهم شاكرين و راضيين .. ومن بيت الي بيت ..تأثر نعيم بمحبتهم و ترحيبهم و كرمهم و بساطتهم و ظل نعيم يري و هو صامت

و في احدي العشش وجد أرملة وحيدة و شبه كفيفة .. وحاولت الأرملة أن تقبل يديه ..فسحب نعيم يده بشدة و ترقرقت الدموع في عينيه ..حين بدأت تصلي و تشكر الله علي نعمته و احساناته .. وظلت تدعو لهم بالخير و الصحة و البركة و النجاح للأولاد ..ثم قالت لنعيم بعد الصلاة " يا ابني أنا عاوزة أشوفك تاني لازم تيجي لي "
فقال نعيم " ادعي لي يا أمي و ادعي لمراتي و بنتي "

فرفعت الأرملة و جهها الطيب الي السماء و يديها مرفوعة و أخذت تدعو " يارب يفحها عليك و ينجيك من كل حاجة وحشة .. وبيعد الأشرار عن مسكنكم و يصلح طريقك و يفرح قلبك و يبارك بيتك و يكثر في نسلك و يغنيك "

و بصعوبة شديدة تمالك نعيم نفسه و أحس أنه يري أمامه قديسة لم يقرأ عنها و لم يسمع بها .. و انحني و قبل يديها باصرار و نزلت دموعه علي يديها ..و أحس لحظتها أن قوة صلاة هذه الأرملة لابد ستشفيه من هذه الحرب العنيفة مع الشهوة
و رجع نعيم ..قص علي دينا ما رأه ..و لأول مرة بعد سنين عديدة يحكي مع دينا لمدة ساعة بهدوء و فرح ..
و لأول مرة يقفا معا ليصليا صلاة النوم
و بدأ نعيم ينتظم في القداس و التناول و الاعتراف .. و أصبح نادرا ما يضعف
و ظل يقاوم بشدة و يتذكر دعوات الأرملة وكلمات أب اعترافه و الأيات التي بدأ يحفظها مع دينا من الانجيل كل يوم
و رجعت السعادة لهذا البيت و أحب نعيم الخدمة و أصبح يعشق القري الفقيرة ..و لا يترك فرصة الا و يزور هذه الأرملة البسيطة ..فكانت دائما تقول له " ربنا يخليك لي يا ابني

أما هو فنظر بعمق وقال لت بخجل
" ربنا يخليكي انتي و تصلي لينا دايما ً "
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

Thaaaaaaaaanx alot 3la elslsla de

mary يقول...

bgd selselt el5edma de to7faaa

إرسال تعليق