الخميس، 15 أكتوبر 2009

الخدمة هي حل المرض

كانت سعاد أخصائية اجتماعية نشيطة و محبوبة و كانت شعلة نشاط في بيتها و المدرسة التي تعمل بها ولم يكن لها الا ابنة واحدة و زوج طيب و بيت هادئ و لكن لم تكن لها علاقة قوية بالكنيسة

وكانت سعاد علي خلاف قديم مع أختها .. من وقت انتقال والدتها و دخل الشيطان بينهما و لم تعد تكلمها بالسنين و كلما تذكرتها أحست بغضب داخل و تذكرت كل الكلام الصعب الذي دار بينهما و كانت تردد بداخلها " منها لله .."
و تزوجت ابنتها و سافرت مع زوجها للبلاد العربية و تحولت علاقتهما الي تليفونات يومية ودعوات حارة
و ذات يوم أحست سعاد ب ألم غريب في قدميها و ثقل في حركتها و بدأت رحلة العلاج و انزعجت جدا من تشخيص الأطباء الذي فاجئها بأنه مرض في الأعصاب و سيصيبها بشلل عن قريب و للأسف ليس له علاج

بكت سعاد بشدة و تذمرت و اعترضت و قالت ليه و استطاع زوجها أن يحضر أبونا الكاهن ليشجعها و لكنها كانت جافة جدا معه .. وكانت دائما تقول " هو أنا عملت ايه وحش علشان يحصل كدة "

وحاول أبونا أن يقنعها بحب الله ..فهو أبونا السماوي و بركات الألم و التجربة .. ولكنها كانت تسمع غير مقتنعة .. وبعصبية شديدة رفضت كل تشجيع

وزاد المرض .. و لم تعد قادرة علي الحركة بقدميها و كانت أول يوم تجلس فيه علي الكرسي المتحرك ..يوما حزيناً لا تنساه

و جاءت ابنتها بضعة شهور لتخدمها .. و لكنها لم تستطع أن تمكث معها أكثر من ذلك لأجل زوجها و طفلها
و ظل زوجها –عم صالح – زوجا صالحا يخدمها و يصبرها و يحاول معها حتي أن تتناول في البيت و لكنها بغضب شديد كانت ترفض كل شئ

وجاءت لزيارتها ايمان و هي خادمة من الكنيسة وكانت تعمل معها في نفس المدرسة و كانت تحبها و بكت معها و هي تسمع شكواها و احباطاتها و كانت ايمان قد صلت كثيرا قبل هذه الزيارة ..كيما يعطيها الرب كلام نعمة مع سعاد المجربة

و استأذنت ايمان سعاد أن تقرأ لها جزء من الانجيل كما تعودت في زيارات الافتقاد
فأذنت لها سعاد فاختارت ايمان جزء من يعقوب 1 لتقرأه لصديقتها القديمة " احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة (يع 1 : 2) ......... و اما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين و كاملين غير ناقصين في شيء (يع 1 : 4)

و بدأت ايمان تشرح كيف يمكن للتجربة أن تصير سبب فرح بالإيمان و الصلاة و الصبر ..فتح الله قلب سعاد لتسمع هذه المرة ..فقالت لايمان " طب و انا هعمل ايه دلوقتي ؟؟ "
فهل يمكن للخدمة أن تصلح حالة مثل هذه ؟؟

أجبتها ايمان و بثقة " كفاية تذمر ...ايه رأيك تقولي يا رب أشكرك ...يارب سامحني علي كل حاجة و ساعدني علي احتمال المرض "
قالت سعاد و لأول مرة حاضر هحاول ..و ايه كمان ؟؟
ردت ايمان " و تحاولي تقرأي كل يوم اصحاح و تصلي بالأجبية باكر و نوم و تسمعي شريط وعظة "

هنا ضحكت سعاد لأول مرة و قالت لها " بالراحة عليّ يا ايمان "
فردت ايمان " صدقيني بس جربي و هتشوفي ان نفسيتك هتبقي أحلي و أنا هخلي أبونا يناولك في البيت "

و بدأ التغيير يظهر علي سعاد.. وظلت ايمان تعاونها بالزيارة كل أسبوع و تقرأ معها الانجيل و ظلت سعاد متمسكة بالشفاء في كل صلواتها و ظل الوقت طويلاً و مملاً

و في زيارة بعد شهرين ...سألت سعاد ايمان " هو اللي يخدم بيخدم ازاي أنا سمعت عن الخدمة و بركاتها .. ومش ناسية أول زيارة ليكي يا ايمان و الآية اللي بتقول " ليكن له عمل تام " ..طب ايه العمل اللي ممكن أعمله و أنا كده ..مش بأتحرك برجلي "

ترددت ايمان ثم قالت بحكمة ..خلينا نصلي الأسبوع ده و ربنا يفتح لك باب في الخدمة يناسبك

وذهبت ايمان لأب اعترافها لتسأله
فأجاب أبونا " التليفون ممكن يبقي خدمة عظيمة ... خليها تسأل علي الناس التعبانة و تقول لهم كلمة حلوة ..آية أو حكمة و بالذات الناس اللي في وحدة أو مسنين أو حتي المرضي اخوتها "

رجعت ايمان الي سعاد بهذه الفكرة التي فاجأتها بفكرة مشابهة و قالت لها " أنا مسجلة علي الموبايل حوالي 100 نمرة لناس أعرفهم ..هابعت لهم كل كام يوم أية من اللي بقرأها علشان هتكسف اكلم الناس كتير أحسن يزهقوا "

فردت ايمان " رائع ..فكرة هايلة و مش شرط تبقي نفس الآية ..فرصة برضه تكتبي الآيات و تحفظيها "

وبدأت سعاد بالفعل هذه الخدمة ... وتقدمت بسرعة غريبة وكانت ردود الأفعال رائعة و رجعت لها تليفونات كثيرة بالشكر و المحبة و التقدير .. و البعض كانوا يسألونها عن معني الآية و تحاول أن تشرح بعد أن تبحث في التفاسير و العظات .. و البعض كان يقول لها " الآية جت في وقتها " و أصبحت هذه الخدمة تأخذ منها ساعات كل يوم و تغير وجهها و رجعت اليها ابتسامتها و سعادتها .. وأصبح كل من يزورها يتمتع بكلمات النعمة الغزيرة و بروحها المفرحة الحلوة

و بعد سماع وعظة عن التسامح .. ومع النمو الروحي الملحوظ ..تحرك قلبها تجاه أختها التي فارقتها منذ سنين بسبب الخصام و القطيعة .. وتجاسرت سعاد بعد صلاة حارة و كلمتها بالتليفون .. وبكت الاثنتان و سارعت أختها بزيارتها .. وكان لقاء حارا ..لإيه اعتذار و ندم و رجعت المحبة أقوي من زمان

و بعد زمان من الخدمة قالت سعاد يوما ً لزوجها " عارف يا صالح أنا دلوقتي بس بأشكر ربنا بجد علي المرض أنا حياتي النهاردة أحلي جدا من زمان وحاسة اني لي لزوم و رسالة .؟..عمري ما حسي بالاحساس ده زي دلوقتي .. تصور اني بطلت أقول يا رب اشفيني من غير ما أحس ... وكل صلواتي بقت دلوقتي " يارب يسوع سامحني .. واهدجي الناس كلها "

أجاب صالح " و أنا كمان اتعلمت منك أحب الكنيسة و الانجيل ..انت مرضك ده كان سبب بركة لينا كلنا "

فردت هي بفرح " نشكر ربنا علي كل حال "
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق