الخميس، 15 أكتوبر 2009

الخدمة هي حل الفشل

كريم شاب محبوب من الكل و لكنه كسول .. دخل كلية الصيدلة و لكنه لم يقدر علي تحمل كثرة المذاكرة و بدأ يتعثر

سقط كريم في أول سنة و أعاد السنة و بصوبة أنهي سنة أولي ودخل سنة ثانية

و في منتصف العام أدرك أنه لا ك سيسقط ثانية .. و بدأت سلسلة اليأس و الهواجس " أنا فاشل أنا مش نافع ..مفيش فايدة طيب أغير الكلية ..طب هأقول ايه لأصحابي هتأخر عن دفعتي ...مش هينفع أدخل الكنيسة و أقف شماس وكلهم ناجحين و مخلصين " و هكذا دخل كريم في دوامة الفشل

وكان والده بالجسد وأبوه الروحي دائم التشجيع له و لكنه كان لا يستمع و استسلم للنوم و قال " هأروح الكلية أعمل ايه ... مافيش فايدة "

وكان أبونا يحب خدمة الملاجئ و بيوت الايواء فقال له " كريم ..عاوزك تيجي تساعدني في خدمة أطفال مارجرجس "
" مابعرفش أخدم يا أبونا "
" بس تعالي و جرب هخليك تعلمهم ألحان "
" يا أبونا ده أنا حتي بطلت ألبس شماس و أنت أكتر واحد عارف اني مقضيها نوم و نت وبلاوي تانية "
" يا حبيبي بس تعال و جرب "

و ذهب كريم مع أبونا الي الملجأ ووجد هناك حوالي ثلاثين طفلا من مختلف الأعمار ...أخر شقاوة قال في نفسه ..مش ناقصهم !! "
لكن أبونا جمع الأولاد و قال " يا ولاد الأستاذ كريم هيعلمنا ألحان كل يوم خميس الساعة 6 و في جوائز حلوة لأحسن واحد يحفظ "
بدأ كريم الخدمة بتثقل شديد و لم يكن واثق في نفسه و لم يكن كل الأولاد مريحين .. وكل شوية يسكت الفصل ... الا أن كثير من الأولاد بدأوا يرتبطوا به و ينتظرونه فزاده هذا الشعور التزاما و في أحد المرات وجد كريم ولدا في ثالثة ابتدائي يبكي .. فذهب و سأله " مالك يا ابرام ؟؟"
فرد ابرام"أنا سقطت في مادة الحساب و بيشوي قال لي يا فاشل "

وقعت الكلمة علي كريم كالرصاص فرد بسرعة " لا يا حبيبي انت مش فاشل ..المرة الجاية أكيد هتنجح "
" أنا فيه حاجات مش بفهمها .. و الأستاذ مش بيشرح في المدرسة و بيزعق في أي حد يسأل "
تحمس كريم و قال له " ايه رأيك بعد درس الألحان هات كتاب الحساب و نشوف المسائل الصعبة مع بعض ؟؟ "
ومن هنا تعلق كريم بابرام ... و بدأ يقضي معه ساعتين أسبوعيا ً و نجح ابرام و اكتشف كريم أنه ذكي جداً
و تقدم المشرف لكريم قائلاً " ممكن يا كريم تساعد أولاد سنة ثالثة كلهم في المذاكرة ...عندنا مشاكل كثيرة "
" حاضر يا أستاذ جرجس ..هشوف يوم تاني و نتفق ..."
و رجع كريم فرحاً و شعر أن نجاح ابرام هو نجاح له و في هذه الليلة أمسك كريم بكتب الصيدلة التي علاها التراب ...لأول مرة منذ شهور ... و قال " أنا كمان ممكن أنجح "
و يا للعجب !! استطاع أن ينجح هذه السنة بالرغم من تأخره و أصبح الوقت كله ما بين الكلية و الكنيسة و المذاكرة و بيت الإيواء
و مرت السنين تباعاً ... و تفوق كريم ... و رجع شماس محبوب ... و عمل بيت الإيواءحفل تخرج لكريم .. وكل الأولاد جابوا هدية ... وتقدم ابرام بالهدية لكريم قائلاً "مبروك يا دكتور "
فأجاب كريم
" أنت السبب في نجاحي ... أنا عمري ما هنساك "
فالخدمة ... هي أيضاً ..حل الفشل
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق