السبت، 13 يوليو 2013

جون هاربر آخر كارزي العملاقة تيتانيك

الباخرة ”تيتانيك“ Titanic كانت باخرة بريطانية فخمة لنقل الركَّاب، غرقت في المحيط الأطلنطي في ليلة 14/ 15 أبريل سنة 1912 (أي منذ 100 سنة) وهي في رحلة إلى نيويورك، مات فيها أكثر من 1500 شخص. وقد ألهم غرقها أعمالاً فنية كثيرة.
”جون هاربر“ وُلد لوالدين مسيحيَّيْن في 29 مارس 1872. وفي أواخر مارس 1886، حينما بلغ الرابعة عشرة تعرَّف على شخص المسيح كإله وربٍّ. وبعد 4 سنين تملَّكته رغبة جارفة للتبشير بالمسيح، فكان يخرج إلى شوارع قريته في إنجلترا ويبذل كل جهده في تعريف أهل قريته بالمسيح ليؤمنوا به، ليس بالكلام، بل بالعمل والحق.
وكلَّما تقدَّم في السنِّ كان ينفعل جداً بكلمة الله في الإنجيل. وحينما سأله بعض قسوس الكنيسة الإنجليزية عن هويَّته المذهبية، كان يؤكِّد لهم: ”إنها كلمة الله“.
بعد 5 أو 6 سنين من التجوال في زوايا الشوارع مُبشِّراً بالإنجيل، وبينما هو يعمل في ”مطحنة“ أثناء النهار، تبنَّاه أحد القسوس في لندن العاصمة. هذا جعله يُكرِّس كل وقته للخدمة التي كانت عزيزة جداً على قلبه.
وفي سبتمبر عام 1896، بدأ يلتف حوله بعض الشباب بلغ عددهم 25، ثم ازداد العدد إلى 50. وخلال 13 سنة بعد ذلك كان قد تزوَّج، ولكنه سرعان ما أصبح أرملاً بسبب وفاة زوجته. إلاَّ أنَّ ثمرة زواجه أن باركه الله بابنة جميلة صغيرة أسماها ”نانا“.
+ ومن سخرية الأقدار أن ”جون هاربر“ غرق عدة مرات أثناء حياته. فعندما بلغ الثانية والنصف من عمره، غرق حينما سقط في بئر، لكنه عاد إلى وعيه بعد إغماءة أصابته. وفي سنِّ السادسة والعشرين، كان يسبح ضد التيار فانجرف وكاد يغرق وأُنقِذ. وفي سنِّ الثانية والثلاثين واجه الموت وهو على سفينة تسرَّب الماء داخلها في البحر المتوسط. وربما يكون الله قد استخدم هذه الخبرات ليُعِدَّه لِمَا سوف يواجهه فيما بعد.
+ وفي ليلة 14 أبريل 1912، أقلعت السفينة تيتانيك بهدوء على صفحة مياه المحيط، إلاَّ أن مياهه كانت شديدة البرودة. وعلى ظهر هذه السفينة الرائعة الفخمة كان هناك الكثير من الأغنياء والمشهورين. وكانت هذه السفينة مُعتَبَرة أنها أكبر إنجاز بشري في ذلك الوقت. ولكن في الساعة 11.40 مساءً من تلك الليلة المشئومة، اكتسح جبل جليدي الجانب الأيمن من السفينة، مِمَّا أغرق ظهر السفينة بالجليد، وتدفقت المياه داخل 6 حجرات للسدود التي تمنع تسرُّب الماء إلى السفينة.
+ وعلى سطح السفينة كان ”جون هاربر“ ومعه ابنته المحبوبة ذات السنوات الست ”نانا“. وبحسب التقارير المستندية، وحالما أصبح واضحاً أن السفينة على وشك الغرق، أخذ ”جون هاربر“ في الحال ابنته إلى قارب النجاة. وكان من المنطقي أن نفهم أن هذا المُبشِّر الأرمل كان يمكنه هو الآخر أن ينتقل إلى قارب النجاة مع ابنته لينجو من الغرق، ولكن يبدو أن هذا الفكر لم يعبُر على ذهنه مجرد عبور. لكنه انحنى وقبَّل ابنته الغالية عليه، ونظر إلى عينيها وقال لها: إنه يرجو أن تراه مرة أخرى يوماً ما.


وتوقَّفت أنوار الإشارة طلباً للإنقاذ، والسماء الداكنة تُظلِّل فوقهم، وسط الدموع المترقرقة على وجه ”جون هاربر“، بينما كان يتحوَّل ليتوجَّه نحو جموع الناس اليائسة من النجاة فوق سفينة المحيط.
وحين بدأت مؤخِّرة السفينة الضخمة تتمايل إلى فوق، فقد رُئي ”هاربر“ يأخذ طريقه إلى سطح السفينة وهو يصرخ: ”أيها النساء والأطفال الذين لم ينجوا، أسرعوا إلى داخل قوارب النجاة“!
ولم تمر سوى دقائق معدودات حتى بدأت ”تيتانيك“ تقرقر من الداخل. وظن الناس أن هذا صوت انفجار، ولكن الحقيقة أن هذه السفينة العملاقة كانت قد بدأت تنشقُّ الآن إلى نصفين. وعند هذه اللحظة قفز الكثيرون من الركَّاب من على ظهر السفينة إلى المياه الجليدية الكثيفة. وكان ”هاربر“ أحد هؤلاء القافزين.
+ وفي تلك الليلة كان 1528 شخصاً قد ألقوا بأنفسهم إلى أسفل خارج السفينة. ورأى البعض ”هاربر“ يسبح باهتياج شديد متوجِّهاً إلى الناس وهم في عرض المحيط، وكان يُخاطبهم طالباً منهم أن يُسلِّموا حياتهم للمسيح في هذه اللحظات الحاسمة قبل أن تصل درجة برودة المياه إلى درجة خطرة.
وظل ”هاربر“ يسبح إلى أن التقى بشاب كان قد قفز على قطعة من حطام السفينة. وسأله ”هاربر“ بأنفاس متقطِّعة: ”هلا تُبتَ وسلَّمتَ حياتك للمسيح الآن؟“. وردَّ عليه الشاب بالنفي.
وأجهد ”هاربر“ نفسه ليجعل هذا الشاب - الذي على وشك الانهيار حتى أنه رفض قبول المسيح - أن يقبل المسيح. حينئذ خلع ”هاربر“ جاكتته المُبطَّنة بالصوف ضد البرد وألقاها لهذا الشاب وقال له: ”خُذْ هذه فأنت في احتياج إليها أكثر مني“. ثم سَبَحَ بعيداً عنه متوجِّهاً إلى أُناس آخرين. وبعد دقائق قليلة، عاد مرة أخرى سابحاً إلى هذا الشاب، ونجح في جَعْله يُسلِّم حياته للمسيح في هذه اللحظات.
+ ومن بين الـ 1528 شخصاً الذين نزلوا إلى المياه في تلك الليلة، أُنقِذَ 6 أشخاص في قوارب النجاة. وكان هذا الشاب واحداً منهم.
+ وبعد 4 سنوات، وفي اجتماع روحي، وقف هذا الشاب والدموع تنهمر من عينيه، وسرد كيف أن ”جون هاربر“ أنقذ حياته، ليس فقط من الموت غرقاً، بل وأيضاً وأهم من ذلك أنقذه من الموت الأبدي.
+ وحاول ”جون هاربر“، في ذلك الوقت، أن يسبح عائداً إلى الناس السابحين في المحيط، ولكنه بسبب البرد القارص، وليس على جسده الجاكت الذي ألقاه إلى ذلك الشاب، أصبح ”هاربر“ عاجزاً عن السباحة.
وكانت كلماته الأخيرة قبل سقوطه تحت المياه المُثلَّجة:
- ”آمنوا باسم الرب يسوع وأنتم تخلصون“.
+++
+ والآن هل تذكَّر الفيلم الذي أنتجته ”هوليوود“ بعد ذلك بعشرات السنين، هذا البطل الشجاع؟ لا، طبعاً. ولكن لا يهمُّ ذلك، يكفي أن خادم الله فعل ما كان عليه أن يفعله، بينما كان غيره من الناس يحاولون أن يشقُّوا طريقهم إلى قوارب النجاة لينجوا بأنفسهم من الغرق. أما ”هاربر“ فقد بذل حياته حتى ينجو الآخرون، هنا في هذا الدهر، وهناك في الدهر الآتي.
+ «ليس لأحد حُبٌّ أعظم من هذا أن يضع أحدٌ نفسه لأجل أحبائه» (يو 15: 13).
- هذه القصة ذُكِرَت في مقال بعنوان:
"The Titanic's Last Hero", Moody Press 1997




www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

لماذا يموت ابني !!!



قفزت سالي من مكانها، عندما رات الطبيب يخرج من غرفة العمليات. قالت:" كيف طفلي؟؟ هل سيتحسن؟ متى سأراه؟"
قال الطبيب الجراح: "انا اسف، لقد عملنا كل ما بوسعنا، لكن الطفل لم يستطع ان يحتمل..."
قالت سالي:" لماذا يمرض الاطفال بالسرطان؟ الا يهتم بهم الرب بعد؟ اين كنت يا رب عندما كان طفلي محتاج اليك؟"
سالها الجراح:"هل تودين توديع طفلك بضع دقائق قبل ان يتم ارسال جثته للجامعة؟ ساطلب من الممرضة الخروج من الغرفة"
طلبت الام من الممرضة ان تبقى معها في الغرفة بينما كانت تودع طفلها للمرة الاخيرة...
"هل تريدين خصلة من شعر ابنك كذكرى؟" سالت الممرضة، اجابت سالي بالايجاب، فقصت الممرضة خصلة من شعر الطفل ووضعتها في كيس صغير واعطتها للام...
قالت الام: انها كانت فكرة جيمي بالتبرع بجسده الى الجامعة من اجل الدراسات، قال: انه يمكن ان يساعد شخصا اخر. انا رفضت بالاول لكن جيمي قال:"امي انا لن استعمله بعد ان اموت، لكن يمكنه ان يساعد طفل صغير اخر في عيش يوم واحد اخر مع امه"...
اكملت الام حديثها قائلة: لقد كان يحمل قلبا من ذهب... دائما يفكر في الاخرين، دائما اراد مساعدة غيره اذا استطاع.
خرجت سالي من قسم الاطفال في المستشفى بعدما قضت به اخر 6 اشهر، وضعت حقيبة طفلها جيمي على الكرسي الامامي بجانبها في السيارة، وقد ساقت السيارة نحو البيت بصعوبة بالغة.
انه كان من الصعب جدا الدخول الى البيت الخالي من جيمي، حملت الحقيبة والكيس الذي بداخله خصلة الشعر، ودخلت غرفة جيمي... وبدات بترتيب العابه بالشكل الذي كان طفلها متعود ان يرتبها به...
ثم نامت على سريره، تقبل وسادته بحزن ودموع حتى نامت... وما هي الا منتصف الليل حتى استيقظت ووجدت بجانبها على الوسادة رسالة...

كانت تقول الرسالة:
عزيزتي ماما، انا اعلم انك ستفتقديني، لكن لا تعتقدي انني سانساكِ ابدا، او ساتوقف عن حبكِ لاني غير موجود لاقول لك: انا احبكِ...انا دائما احبك يا امي وسابقى احبك الى الابد.
يوما ما سنلتقي، حتى ذلك اليوم اذا كنت ترغبين بتبني طفلا حتى لا تكوني وحيدة، انا موافق على ذلك. انه يستطيع ان يستعمل غرفتي والعابي، لكن اذا اخترتِ طفلة فانها كما تعلمين لن ترضى ان تستعمل العابي لذلك ستضطرين لان تشتري لها العابا جديدة...
لا تكوني حزينة عندما تفكرين بي...
انه مكان منظم، جدي وجدتي استقبلاني عندما اتيت ورافقاني بزيارة للمكان، لكن سياخذ وقت طويل لزيارة جميع الاماكن هنا...
الملائكة لطفاء جدا، احب ان اراهم يطيرون، هل تعلمين ايضا، يسوع لا يشبه ايا من صوره التي عندنا، لقد رايته، علمت انه هو...
هل تعلمين يا امي؟ لقد جلست في حضن الله الاب، وتحدثت معه، كانني شخص مهم. هذا عندما اخبرته انني اريد ان ارسل لك رسالة اودعك بها واخبرك كل شيء، لكني علمت ان هذا كان ممنوع.
حسنا، هل تعلمين يا امي ان الله اعطاني بعض الاوراق والقلم حتى اكتب لك هذه الرسالة؟ اعتقد ان الملاك الذي سوف ينقل هذه الرسالة لك اسمه جبرائيل...
الرب طلب مني ان اجيبك على احد الاسئلة التي سالتيه اياها:
اين كان عندما كنت انا محتاج اليه؟
قال الرب انه كان في نفس المكان معي، مثلما كان مع الرب يسوع وهو على الصليب، انه كان هناك مثلما يكون مع ابنائه دائما.
على فكرة يا امي، لا احد يستطيع قراءة هذه الرسالة غيرك، لاي شخص سواك انها مجرد ورقة بيضاء. اليس ذلك لطيفا؟
يجب ان اعيد القلم للرب لانه يريد ان يضيف بعض الاسماء في سفر الحياة، الليلة انا ساتعشى مع يسوع.
انا متاكد ان الطعام سيكون لذيذا...
اه...لقد نسيت ان اخبرك انني لا اتالم ابدا، شفيت من السرطان، انا سعيد، لاني لم استطع ان احتمل الالم اكثر من ذلك والرب ايضا لم يحتمل ان يراني متالما اكثر. لذلك ارسل ملاك الرحمة لياخذني. قال الملاك
انني كنت بريدا مستعجلا.. ما رايك في هذا؟؟




www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الاثنين، 8 يوليو 2013

الجسر الذهبي


كان بناء جسر الباب الذهبي عند مدخل سان فرانسيسكوا يتعطل باستمرار لأسباب غير معروفة، وكان أحد المعوقات المحيرة والمربكة هو بسبب بشري. كلما كانت عملية الإنشاء تجري قدما، كان العمال يصيبهم الخوف والذعر، إذ عرفوا أنه كلما كان يُنفق مليون دولار في إنشاء الجسر، كان أحد العمال يموت في المعتاد.

أٌجريت كل الاحتياطات اللازمة، فقد أُعطي للعمال خوذات صلبة، وأخذية لا تنزلق، وأردية واقية للحياة، وفحوص طبية وغذاء مميز ليمنع احتمالات الإصابة بالدوار؛ ولكن لم تُجد كل هذه الاحتياطات نفعاً، وكان من الواضح أن العمل يتعوّق بسبب الفكر السائد والمزعج: "ماذا لو سقطت في المياه التي هي في أسفل ومت؟". وفعلا فإن كثيرين سقطوا وماتوا وكان العدد يزداد كل يوم.

وأخيرا أدرك رئيس المهندسين أن ما كان يُخيف العمال ليس هو خطورة السقوط؛ ولكن هو الخوف من السقوط ذاته؛ ولذلك فإنه فكر ما إذا كان من الممكن إعطاء الرجال الضمان أنه حتي لو سقطوا من الجسر الذين يقومون بإنشائه فلن يقعوا في الماء، فإن خوفهم وفزعهم سيتلاشي. من ثم كانت الإجابة هي عمل شبكة كبيرة من الحبال تمتد بطول الجسر، ولكن تهيأ أن مثل هذا العمل سيكون مضحكا، ولكن صمم كبير المهندسين علي تنفيذه. كلفت هذه الشبكة 800 ألف دولار، ولكن تبين أنها كانت أفضل تأمين للعمل والعمال.

ما إن أقيمت الشبكة إلا وتبدد تماما الخوف من السقوط، وبدأ العمال في تركيز فكرهم في العمل بدلا من أن ينشغلوا في الخوف من السقوط. أخذ العمل يجري بسرعة وبأكثر كفاءة. بالفعل لم يتغير شيء من نوعية العمل، ولكن وجد العمال إجابة مقنعة للسؤال: "ماذا إن سقطت من فوق الكبري؟"



نحن نجد في المسيح إجابة مقنعة لواحد من أكثر الأسئلة قلقا في الحياة: "ماذا لو سقطت من فوق جسر هذه الحياة؟"
في المسيح، حتي ولو أمسك بنا الموت، سنكون مقتنعين أنه يوجد تحتنا شبكة حب المسيح لتنتشلنا في أمان. تقول كلمة الرب: "الإله .. ملجأ والأذرع الأبدية من تحت" (تث33: 27).
Photo: ‎الجسر الذهبي كان بناء جسر الباب الذهبي عند مدخل سان فرانسيسكوا يتعطل باستمرار لأسباب غير معروفة، وكان أحد المعوقات المحيرة والمربكة هو بسبب بشري. كلما كانت عملية الإنشاء تجري قدما، كان العمال يصيبهم الخوف والذعر، إذ عرفوا أنه كلما كان يُنفق مليون دولار في إنشاء الجسر، كان أحد العمال يموت في المعتاد. أٌجريت كل الاحتياطات اللازمة، فقد أُعطي للعمال خوذات صلبة، وأخذية لا تنزلق، وأردية واقية للحياة، وفحوص طبية وغذاء مميز ليمنع احتمالات الإصابة بالدوار؛ ولكن لم تُجد كل هذه الاحتياطات نفعاً، وكان من الواضح أن العمل يتعوّق بسبب الفكر السائد والمزعج: "ماذا لو سقطت في المياه التي هي في أسفل ومت؟". وفعلا فإن كثيرين سقطوا وماتوا وكان العدد يزداد كل يوم. وأخيرا أدرك رئيس المهندسين أن ما كان يُخيف العمال ليس هو خطورة السقوط؛ ولكن هو الخوف من السقوط ذاته؛ ولذلك فإنه فكر ما إذا كان من الممكن إعطاء الرجال الضمان أنه حتي لو سقطوا من الجسر الذين يقومون بإنشائه فلن يقعوا في الماء، فإن خوفهم وفزعهم سيتلاشي. من ثم كانت الإجابة هي عمل شبكة كبيرة من الحبال تمتد بطول الجسر، ولكن تهيأ أن مثل هذا العمل سيكون مضحكا، ولكن صمم كبير المهندسين علي تنفيذه. كلفت هذه الشبكة 800 ألف دولار، ولكن تبين أنها كانت أفضل تأمين للعمل والعمال. ما إن أقيمت الشبكة إلا وتبدد تماما الخوف من السقوط، وبدأ العمال في تركيز فكرهم في العمل بدلا من أن ينشغلوا في الخوف من السقوط. أخذ العمل يجري بسرعة وبأكثر كفاءة. بالفعل لم يتغير شيء من نوعية العمل، ولكن وجد العمال إجابة مقنعة للسؤال: "ماذا إن سقطت من فوق الكبري؟" نحن نجد في المسيح إجابة مقنعة لواحد من أكثر الأسئلة قلقا في الحياة: "ماذا لو سقطت من فوق جسر هذه الحياة؟" في المسيح، حتي ولو أمسك بنا الموت، سنكون مقتنعين أنه يوجد تحتنا شبكة حب المسيح لتنتشلنا في أمان. تقول كلمة الرب: "الإله .. ملجأ والأذرع الأبدية من تحت" (تث33: 27).‎

www.tips-fb.com

إرسال تعليق


www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الجمعة، 14 يونيو 2013

أنجيلي المفرح


كان ” ريمون ” يعيش في روسيا مع والديه الأتقياء ، فتعلم منهم أصول الدين و أحب الله و لما دخل كلية الآداب قسم الفلسفة ، اضطرإلي أن يترك والديه و يعيش في المدينة الجامعية بقرب الكلية .
ذهب فرحا في أول يوم دراسي و في المحاضرة الأولى قال الأستاذ : إن الكون أوجد نفسه و إن هناك بعض المتخلفين يزعمون إن هناك خالق للكون ، و إني أنصحكم أن تتركوا هذه الخرافات لكي تنجحوا ، هل منكم من يعتقد في هذه الخرافات ؟ ” . خاف الجميع ولكن ” ريمون ” وجد في نفسه الشجاعة و رفع يده . فقال له الأستاذ : ” تعال هنا ، ماذا تعتقد ؟ ” . فقال له ” ريمون ” :
” الله هو خالق الكون كما هو مكتوب في الكتاب المقدس و سواء أثبت العلم ذلك أو لم يثبت فهذه حقيقة لا جدال فيها ” ، غضب الأستاذ وأعتبر ذلك نوع من التحدي و حذره بعنف إن لم يترك هذه الخرافات الموجودة في هذا الكتاب ، فلن ينجح .
رجع ” ريمون ” حزينا و لم يستطع استشارة والده ، فقرر أن يذهب للكنيسة و صلى صلاة عميقة ” يارب ثبتني في إيمانك مهما كانت النتيجة و أفتح بصيرة هذا الأستاذ الذي يؤثر على الكثيرين .
و توالت الأيام و ” ريمون ” مجتهد في دراسته ، واثق بربنا ، و الأستاذ في كل محاضرة يهزأبه و يسأله إذ هو مصمم إن كلام الكتاب ، الذي يدعوه الكتاب المقدس ، صحيح ؟ فيجيبه بكل ثقة :
” نعم يا أستاذ ”
و قرب نهاية العام تغيب الأستاذ عدة مرات و لما سأل ” ريمون ” عن السبب ، عرف إن ابنه مريض جدا ولم يستطيع أحد من الأطباء معرفة هذا المرض أو علاجه . ذهب ” ريمون ” للكنيسة و صلى صلاة عميقة ، ثم أخذ عنوان الأستاذ و ذهب ليزوره في بيته . فلما رأى الأستاذ ” ريمون ” ، اندهش و لكن كان الحزن يملأ قلبه ، و تغيرت لهجته و قال له : ” اتفضل يا ابني ”
سأله ” ريمون ” عن صحة الأبن ، فقال له الأستاذ : ” لا يوجد فائدة ”
قال له ” ريمون ” : ” إني أعرف علاجه ، فهل أنت مستعد أن تعمل أي شئ لأجل علاجه ؟ ” أجابه الأستاذ : ” و لو كان بآلاف الدولارات ، و لكن ماهو هذا العلاج ؟ ” ، قال له : ” أرجو أن تقف معي للصلاة ” . و بدون تردد ، وقف الأستاذ مع تلميذه للصلاة . صلى ” ريمون ” بحرارة أثرت كثيرا في الأستاذ . شعر الأستاذ بشعور غريب ، سلام ابتدأ يتسرب لقلبه و شكر ” ريمون” كثيرا . و بعد ما نزل ” ريمون ” ، فتح الأستاذ الانجيل لا لينقضه أو يتعالى عليه بل بإنكسار طلب من الله أن يكشف له ذاته . و مضى أسبوع و الولد في شبه غيبوبة و لكن الأب بدأ يجد راحته في كلام الانجيل ، و لأول مرة ركع و صلى قائلا : ” يا الله إني أؤمن بك ، أنا كنت أعرف إنك موجود و لكني لم أكن أريدك ، أما الآن فإني أطلبك ”
و بعد 10 أيام ، إذ بالولد يفتح عينيه ويبرأ و الأب غير مصدق يردد قائلا : ” أشكرك يا الله ” فقال له ابنه : ” ماذا تقول يا أبي ” . فقال له : ” أتعرف من الذي شفاك ؟ إنه خالق الكون العظيم الذي خلقني و خلقك و هو الذي حافظ عليك .
و انتهت السنة الدراسية و نجح ” ريمون ” و لكن الذي أبهج قلبه أكثر من النتيجة ، هو رجوع الأستاذ لحضن يسوع .

كن أمينا للموت فسأعطيك إكليل الحياة



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الأربعاء، 12 يونيو 2013

محتاج وقت وحب


طفل صغير بيسأل أبوه عن دخله ف دار بينهم الحوار ده:

الإبن: بابا ممكن أعرف انت بتاخد كام في الساعة؟

الأب: ده مش شغلك، ليه بتسأل الأسئلة دي؟!

الإبن: أنا بس عايز اعرف، عشان ربنا قوللي بتاخد كام في الساعة؟

الأب: لو لازم تعرف.. باخد 100 جنيه في الساعة..

الإبن: (وهو باصص في الأرض بحزن) بابا ممكن تسلفني 50 جنيه؟

الأب: (بعصبية) إنت لو بتسأل السؤال ده عشان في الآخر تطلب مني فلوس بالطريقة دي عشان تروح تشتري لعبة ساذجة ملهاش معنى ف اتفضل ادخل اوضتك.

دخل الإبن الأوضة وقعد الأب متعصب شوية ولما بدأ يفكر ان ابنه ممكن يكون فعلا محتاج الفلوس في حاجة تانية.. راح له الأوضة.

الأب: صاحي؟

الإبن: اه يا بابا..

الأب: امسك الخمسين جنيه اهي..

الإبن بفرحة طلع فلوس من تحت المخدة و زود عليهم الخمسين جنيه..

الأب: (بعصبية) طب طلبت فلوس ليه وانت معاك؟

الإبن: الفلوس اللي معايا ماكنتش كفاية.. دلوقتي أنا معايا 100 جنيه وعايز أشتري ساعة منك تيجي بكرة بدري تلعب معايا..

أكيد هتتخيلوا موقف ومشاعر الأب ساعتها..

مغزى القصة: لكل الناس اللي بتكرس كل وقتها للشغل.. حاولوا توفروا بعض الوقت للأهل والأصدقاء والأقارب عشان الفلوس وتوفير الاحتياجات المادية مش كل حاجة


www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الخميس، 6 يونيو 2013

و قد كان


قرر شاب أمريكى أن يذهب الى أوروبا فى بعض الدراسات ليتهيأ للخدمة

و اذ كان والدة يخشى أن يفقد ابنه ايمانة خلال دراسته على أيدى أساتذة ملحدين 

نصحة قائلا :

( احذر يا ابنى لئلا يأخذوا يونان منك )

و نصيحتة هذة تعنى أنة يجب أن يعيش فى حياة التوبة التى نادى بها يونان

و أن لا يتشكك فيما جاء فى الكتاب المقدس لأن الملحدين يهاجمون قصة يونان

حاسبين اياها قصة خيالية 

عاد الابن بعد عامين من دراستة فسأله الأب هل لازال يونان فى كتابك المقدس 

ابتسم الابن و قال له :

( هذه القصة ليست فى كتابك المقدس يا أبى ... أرنى كتابك و أظهر لى القصة )

أحضر الأب كتابة المقدس و أخذ يقلب صفحاتة و بالفعل لم يجد سفر يونان

راجع قائمة المحتويات ليعرف رقم الصفحة الموجود بها السفر و اذ بلغ الصفحة

وجد أن السفر منزوعا من الكتاب المقدس فقال :

( من نزع هذا السفر من كتابى )

أجاب الابن : أنا يا أبى 

لقد نزعته من كتابك منذ عامين حين قررت السفر الى أوربا لأقرأه باستمرار

لكننى أسألك : ما الفرق بين أن ينزع هذا السفر من كتابى المقدس بسبب دراستى

على أيدى أساتذة ملحدين

و بين حرمانك منه خلال اهمالك . اذ لم تفكر فى قراءته منذ عامين و لا بحثت عنه 

أخى الحبيب

ان كل من هاجموا الكتاب المقدس ماتوا و تبددت أفكارهم بينما بقى

الكتاب المقدس فى حياة المؤمنين

ان مايشوه الكتاب المقدس هو العثرة فى حياة بعض المسيحيين الذين يتمسكون 

بالكتاب و يحتفظون به و يزينونه و قد يكرزون به و يفسرونه لكنهم ينكرونه بحياتهم

و فى سلوكهم

ذلك لأن المسيحى الفاسد فى حياته أخطر من الملحد المقاوم للكلمة 

قال نيرون : ( هذا التعليم المسيحى لا يدخل بلادى )

و قال يسوع : لابد أن يكرز بالانجيل فى كل المسكونة ... و قد كان

قال دينثيوس : ( فلتمت المسيحية . فليبطل التبشير بها )

و قال يسوع : السماء و الأرض تزولان و لكن كلامى لا يزول ... و قد كان 

قال ديغلا الطاغية : ( يجب أن تهدم جميع الكنائس )

و قال يسوع : على هذه الصخرة أبنى كنيستى و أبواب الجحيم لن تقوى عليها ...
و قد كان

لقد اتحد كل هؤلاء الأباطرة لكى يمحو المسيحية و كتابها المقدس لكنهم ماتوا

و انتهى تاريخهم و بقيت المسيحية أقوى مما كانت و بقى كتابها المقدس أكثر انتشارا

قال الفيلسوف الملحد دافيد هيوم : اننى أرى غروب شمس المسيحية 

و لكن يبدو أنه لم يفرق بين الغروب و الشروق فما ظنه غروبا كان شروقا 

و مات هيوم الملحد و تحول بيته الذى مات فية الى ( مقر اجتماع لجنة الكتاب المقدس )

و هذا ما حدث أيضا مع لينين القائد الشيوعى الملحد الذى قال :

اننى أتوقع أن أحضر جنازة الديانة المسيحية

و فولتير قال متحديا : لقد بدأت المسيحية باثنى عشر رجلا و أنا وحدى سوف أفنيها

و لكن فولتير هذا قد مات و صار بيته مخزنا للكتاب المقدس 

تملأ نسخه حجراته من الأرض الى السقف

جوليان الامبراطور الوثنى صك عملة رسم صورته على أحد وجهيها و على

الوجه الاخر كتب ( سأمحوا المسيحية )

و لكنه انخلع عن عرشه و مات و انتهى و محى من على الأرض و انتهى تاريخه

و بقيت المسيحية

قام الألمان النازيين بجمع الكتاب المقدس و الكتب الدينية و حرقوها

و قال جوبلز : اننا نضع الان حرية جديدة و روح جديدة و بها سنغلب 

قال هذا و لم يكن يعلم أن صحيفة ألمانية ستكتب بعد سقوط النازية :

( ان الكتاب المحترق ما يزال يعيش )

و لا تزال راية الصليب عالية خفاقة رغم زئير الشياطين و هياج المعاندين 

لقد اضطهدوا الكنيسة و لم يمكنهم ملاشاتها و عذبوا شهداءها و لم يمكنهم

اخفاء نور انجيلها

و يبقى وعد الله لكنيستة و تعاليمها :

كل الة صورت ضدك لا تنجح و كل لسان يقوم عليك فى القضاء تحكمين علية
اش 54 : 17

قامت تيارات كثيرة من الفكر البشرى على مر العصور و الأجيال بعضها

يؤيد الكتاب المقدس و بعضا يعارض بعضها يبنى و بعضها يهدم

و الكتاب المقدس صامدا الى أن تحترق الأرض و المصنوعات التى فيها 

فالسماء و الأرض تزولان و لكن كلام الحياة لن يزول

لقد صمد هذا الكتاب الحى أمام قوات الظلمة فلم تقو على زعزعته ولا أسقطت 

نقطة أو حرفا منه و لا نالت منه الانتقادات و المهاجمات أى منال 

بل كانت قوات كل من تصدى له تتدافع متكسرة عليه كما تتكسر أمواج البحر الهائجة

على الصخور الصلبة 

انة كتاب ذو قوة جبارة قادرة على تغيير وجه الحياة الى الأفضل دائما 

و قوتة هذه اجتازت الموانع و العوائق فقد عبر المحيطات و وصل الى كل شعوب الأرض

و أسفاره هى أسمى فلسفة انها تحمل بين طياتها البراهين على صدقها

لقد صمد كتابنا المقدس أمام كل المحاولات التى قامت ضده و قاومته عبر الاف السنين

فمن ذا الذى يستطيع أن يمحو كلمة الله الحية و المحيية التى قال عنها الرب

انا ساهر على كلمتى ار 1 : 12

يحتوى الكتاب المقدس أسفارا مختلفة بأسلوب مختلف كتبت خلال ثقافات متباينة

امتدت الاف السنين و مع ذلك بقى و يبقى الكتاب حيا يحمل الينا الكلمة 

الالهية التى لا تشيخ 

قال العلامة سلدن و هو على حافة الموت :

ليس هناك كتاب فى الوجود ترتاح اليه نفوسنا عند الموت الا الكتاب المقدس 

الكتاب المقدس هو السند القوى لنا فى مسيرة الحياة



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الاثنين، 3 يونيو 2013

المسيح قارع الباب


رسم الفنان الألماني هولمان هانت لوحة إشتهرت على مرّ السنين، كانت تلك اللوحة تمثّل الرب يسوع المسيح واقفا خارج باب منزل، ويده تقرع على الباب.

عندما إنتهى هولمان من عمله، عرض تلك اللوحة على أحد أصدقائه الفنانين ليبدي رأيه فيها. تأمل صديقه مليا في اللوحة ثم قال: إنها رائعة حقا، لكن عيبها الوحيد هو أن الباب بلا مقبض!

أجاب هولمان ذلك لأن المقبض في الداخل، تفتحه أنت...

إن كل من يفتح قلبه للرب يسوع، يدخل الى حياته المسيح، ويخلق فيه قلبا جديدا، وعقلا جديدا، وروحا جديدة.

أن يدخل الرب يسوع الى قلبك هو أن يحوّل ذلك الإيمان العقلي والمعرفي الذي لديك الى حقيقة فعلية تحوي كيانك وتغيّر مسلك حياتك، الولادة الجديدة، هي الخليقة الجديدة في المسيح، هي بداية علاقة روحية مع الرب يسوع، حيث يكون الرب سرّ حياتك ومركز حياتك وهدف حياتك.

حينها يكون الرب يسوع هو السّيد والدافع لإفكارك واقولك واعمالك.

عندما ولد الرب يسوع في بيت لحم، تهللت ملائكة السماء وأضاء نجم في الأعالي.

عنما دخل يسوع بيت زكا وقلب زكا تحوّل زكا من جائب ضرائب، يشي بالناس طمعا في الربح، محبة للمال، الى شخصا يعطي الفقراء والمحتاجين...

عندما دخل يسوع القرى والمدن، جعل في الناس تغييرا، فأحبه الكثيرين وتبعوه...

عندما دخل يسوع الهيكل، طهّره من الفساد، وأرجعه مركزا للعبادة والقداسة.

عندما صلب الرب يسوع على الصليب، حدث تغيير في قلب اللص، وفي السماء.

عندما دخل يسوع الى قدس الأقداس السماوي لكي يطهّر قلبي وقلبك من خطايانا، فرحت السماء بالخلاص الذي تم.

فكل مكان دخله يسوع، أجرى فيه تغييرا كبيرا... وهو يريد أن يجعل من حياتك وحياتي شيء أفضل.

يقول الرب يسوع "إن سمع أحد صوتي وفتح الباب... هل سمعت صوت الرب يسوع اليوم؟ تذّكر تلك الصورة التي رسمها Holman Hunt إن مقبض الباب من الداخل، وأنت وحدك تملك مفتاح قلبك... لن تتعب يد الرب، ولن يكلّ عزمه. إنه قريب منك جدا، كل ما عليك أن تفعل هو أن تصلّي اليه قائلا...

يا رب أدخل الى قلبي اليوم واصنع مني إنسانا جديدا.



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

السبت، 1 يونيو 2013

حضن يسوع


عاشت ” نجاة ” في استهتار و مع إنها كانت تسكن في إحدى مدن الصعيد و لم تكن أماكن الترفيه متاحة في ذلك الوقت , لا سينما و لا نادي و لا …. و لكنها كانت تستغل كل فرصة للنزول للقاهرة والإسكندرية لتعمل ما تريده و تعيش حياتها كما تقول ….. و عندما يزورها أبونا أو تاسوني , كانت تقول لهم ” أنا جايه أتفسح و أنبسط مش جايه أروح كنايس , و أنا لسه في شبابي أريد أن أستمتع به و لا أريد هذا النكد……….. لما أعجز هأصلي ”
و لكن الحياة لم تستمر كما تريد , فقد اكتشفت يوما إصابتها بالمرض الخبيث . أظلمت الدنيا في عينيها , انهارت و بكت و مر عليها شريط حياتها المظلم . فكرت ماذا لو وقفت قريبا أمام المسيح لتعطي حسابا عن الأيام التي أمضتها دون أن تستجيب لنداء يسوع لها .
وإذا بنور يشرق في قلبها و ترن في أذنيها آية سمعتها منذ فترة ” قومي يا حبيبتي , يا جميلتي و تعالي ” في هذه اللحظة بالذات قررت أن تقوم قبل أن يفوت الأوان . قامت و قدمت توبة بدموع حارة لم تذرفها من قبل و شعرت لأول مرة بفرح و سلام لم تذقه من قبل و هي في قمة مسراتها العالمية , و لم يستطع المرض أن ينزع فرحها منها .
فكرت ” نجاة ” كيف تستطيع أن تعوض لحبيبها السنين التي قضتها بعيدا عنه …..ماذا يمكنها أن تقدم له ؟؟؟ فهي ربة منزل و لكنها ماهرة في الأشغال اليدوية . ذهبت للتاسوني القائمة على معرض الكنيسة المقام لحساب الفقراء و طلبت منها أن تساهم في هذا العمل , و كانت تسهر الليالي لتعمل المفارش و الملابس للفقراء , رغم ألمها و لما أشفقت عليها التاسوني و قالت لها : لا داعي أن تجهدي نفسك لهذه الدرجة و أنت مريضة متألمة .
أجابتها بفرح : ” كيف أعبر للرب عن شكري , فقد أرجعني لحضنه بهذا المرض و قد كنت هالكة لا محالة , و قد لا أعيش طويلا , فأريد أن أعمل بكل جهدي و إمكانياتي لأقدم ليسوع شيئا
شكرا له على ما فعله ”
و كلما تزايد الألم , ازدادت شكر و تسبيح و تحملت بفرح من أجل حبيبها . و غرست هذا الحب في ابنتها الصغيرة في الفترة الصغيرة التي عاشتها بعد ذلك
ففي يوم قالت ابنتها الطفلة للتاسوني : إني أحب يسوع , و أنا لا أريد أن أجلس على كرسي في السماء وسط الملائكة و القديسين بعيدا عن يسوع , أنا أريد أن أجلس في حضنه في أجمل حضن , حضن يسوع . 
هيا يا عزيزي ،تمتع بحضن يسوع قبلما تضيع الفرصة…كل لحظة في حياتك لها قيمة ،و يمكن أن تربح بها ملكوت السماوات.
لا تنتظر حتى تضيع عمرك في مباهج الدنيا …..بل ابدأ من الآن …..ابدأ الآن لتتمتع بحضن يسوع طول أيام حياتك و في ملكوت السماوات.
لا تنتظر…ربما تأتيك الفرصة في اللحظة الأخيرة مثل اللص اليمين …فربما في ذلك الوقت يكون قلبك غير مستعد لقبول الرب يسوع كما كان قلب اللص اليسار ….و لكن مادام أتتك الفرصة فكن أمينا فيها ولا تضيعها ، فستمتع ببركات و مذاقة الملكوت في حياتك على الأرض و في السماء.

اذكر خالقك في أيام شبابك


Photo: ‎قصة حضن يسوع
عاشت ” نجاة ” في استهتار و مع إنها كانت تسكن في إحدى مدن الصعيد و لم تكن أماكن الترفيه متاحة في ذلك الوقت , لا سينما و لا نادي و لا …. و لكنها كانت تستغل كل فرصة للنزول للقاهرة والإسكندرية لتعمل ما تريده و تعيش حياتها كما تقول ….. و عندما يزورها أبونا أو تاسوني , كانت تقول لهم ” أنا جايه أتفسح و أنبسط مش جايه أروح كنايس , و أنا لسه في شبابي أريد أن أستمتع به و لا أريد هذا النكد……….. لما أعجز هأصلي ”
و لكن الحياة لم تستمر كما تريد , فقد اكتشفت يوما إصابتها بالمرض الخبيث . أظلمت الدنيا في عينيها , انهارت و بكت و مر عليها شريط حياتها المظلم . فكرت ماذا لو وقفت قريبا أمام المسيح لتعطي حسابا عن الأيام التي أمضتها دون أن تستجيب لنداء يسوع لها .
وإذا بنور يشرق في قلبها و ترن في أذنيها آية سمعتها منذ فترة ” قومي يا حبيبتي , يا جميلتي و تعالي ” في هذه اللحظة بالذات قررت أن تقوم قبل أن يفوت الأوان . قامت و قدمت توبة بدموع حارة لم تذرفها من قبل و شعرت لأول مرة بفرح و سلام لم تذقه من قبل و هي في قمة مسراتها العالمية , و لم يستطع المرض أن ينزع فرحها منها .
فكرت ” نجاة ” كيف تستطيع أن تعوض لحبيبها السنين التي قضتها بعيدا عنه …..ماذا يمكنها أن تقدم له ؟؟؟ فهي ربة منزل و لكنها ماهرة في الأشغال اليدوية . ذهبت للتاسوني القائمة على معرض الكنيسة المقام لحساب الفقراء و طلبت منها أن تساهم في هذا العمل , و كانت تسهر الليالي لتعمل المفارش و الملابس للفقراء , رغم ألمها و لما أشفقت عليها التاسوني و قالت لها : لا داعي أن تجهدي نفسك لهذه الدرجة و أنت مريضة متألمة .
أجابتها بفرح : ” كيف أعبر للرب عن شكري , فقد أرجعني لحضنه بهذا المرض و قد كنت هالكة لا محالة , و قد لا أعيش طويلا , فأريد أن أعمل بكل جهدي و إمكانياتي لأقدم ليسوع شيئا
شكرا له على ما فعله ”
و كلما تزايد الألم , ازدادت شكر و تسبيح و تحملت بفرح من أجل حبيبها . و غرست هذا الحب في ابنتها الصغيرة في الفترة الصغيرة التي عاشتها بعد ذلك
ففي يوم قالت ابنتها الطفلة للتاسوني : إني أحب يسوع , و أنا لا أريد أن أجلس على كرسي في السماء وسط الملائكة و القديسين بعيدا عن يسوع , أنا أريد أن أجلس في حضنه في أجمل حضن , حضن يسوع . 
 هيا يا عزيزي ،تمتع بحضن يسوع قبلما تضيع الفرصة…كل لحظة في حياتك لها قيمة ،و يمكن أن تربح بها ملكوت السماوات.
 لا تنتظر حتى تضيع عمرك في مباهج الدنيا …..بل ابدأ من الآن …..ابدأ الآن لتتمتع بحضن يسوع طول أيام حياتك و في ملكوت السماوات.
لا تنتظر…ربما تأتيك الفرصة في اللحظة الأخيرة مثل اللص اليمين …فربما في ذلك الوقت يكون قلبك غير مستعد لقبول الرب يسوع كما كان قلب اللص اليسار ….و لكن مادام أتتك الفرصة فكن أمينا فيها ولا تضيعها ، فستمتع ببركات و مذاقة الملكوت في حياتك على الأرض و في السماء.



اذكر خالقك في أيام شبابك‎

www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الجمعة، 31 مايو 2013

شكرا لك يارب



إحدي المعلمات كانت تعمل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو عمل مُضن كان غالبا ما يجعلها في نهاية اليوم في غاية الإرهاق؛ تحكي كيف تصدت للاكتئاب، فتقول: 

"عندما كنت أشعر أحيانا بالاكتئاب، كنت أتوقف وأفكر في شيء أعترف بعمل الله فيه، وأقول: "شكرا لك يارب". ثم أفكر في شيء آخر وأقول مرة أخري: "شكرا لك يارب". وبمرور الوقت أجد نفسي وقد فكرت في ثلاثة أو أربعة أشياء قلت بخصوصها:"شكرا لك يارب"، وبهذا انسي كل شيء عن اكتئابي!"

هناك شفاء في هذا النوع من العلاج :"الشكر لك يارب".

إن ذاك الذي أتت من قبله كل الأيام الحلوة القديمة، يمكن أن نثق فيه ليعطينا أياما حلوة جديدة.



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الأربعاء، 29 مايو 2013

المحبة تبني


صاحب الصورة لمن لم يعرف عنه , رجل يدعى Dashrath Manjhi , فلاح بسيط يسكن في قرية نائية ومعزولة في الهند.
ذات يوم أصيبت زوجته إصابة خطيرة جدا وبسبب بعد المسافة بين المستشفى والقرية والطريق الطويل المعوج (70 كيلومترا) لم تصل سيارة الإسعاف في الوقت المناسب وماتت رفيقة الدرب بين يدي زوجها وهو عاجز لا يملك من أمره شيئا.
طلب من الحكومة أن تشقّ نفقا في الجبل لاختصار الطريق إلى القرية حتى لا تتكرّر هذه الحادثة لأناس آخرين ولكنّها تجاهلته؛ فقرّر هذا الفلاح قليل الحيلة أن يتصرف بنفسه لكي ينهي تلك المأساة التى يعيشها هو وأهل قريته؛ فأحضر فأسا ومعولا وقرر الحفر بيديه طريقا صخريا بريا بين الجبل.
سخر منه جميع أهل القرية واتهموه بالجنون، وقالوا إنه فقد عقله بعد وفاة زوجته !!
أمضى هذا الفلاح ما يقرب من 22 عاما (من 1960 إلى 1982) يحفر في الجبل، يوميًا من الصباح إلى المساء، دون كلل ولا ملل، ولا يملك إلاّ فأسه ومعوله وإرادة تواجه الجبال وصورة زوجته في ذهنه وهي تموت بين يديه.
ونجح في الأخير في أن يشقّ طريقا في الجبل بطول 110 أمتار، وبعرض 9 أمتار، وبارتفاع 7 أمتار، لتصبح المسافة بين قريته والمدينة فقط 7 كيلومترات بعد أن كانت 70 كيلومترا؛ وأصبح باستطاعة الأطفال الذهاب إلى المدرسة وأصبح بإمكان الإسعاف الوصول في الوقت المناسب.

" المحبة هي الميناء الإلهي , طوبى لمن وجدها .. فإنها أصل لكل بر "
( مار اسحق السرياني )



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الاثنين، 27 مايو 2013

قصة يسوع يحبك


على رصيف إحدى المحطات وقفت فتاة صغيرة مع والدها تنتظر قريبا لها و لفت نظرها رجل مقيد بسلسلة و بجواره أحد رجال البوليس . فسألت والدها عن سبب هذه القيود , فأجابها إنه مجرم حكمت عليه المحكمة بالسجن و هو في طريقه ليقضي مدة العقوبة , فتأسفت الفتاة لهذه الحالة المزرية .
لكن سرعان ما تهللت أساريرها إذ تذكرت ما تعلمته في مدارس الأحد أن الرب يسوع يحب الخطاه و قد جاء ليخلص الأشرار , فأستأذنت والدها و ذهبت إلي ذلك الرجل و قالت له : ” يا عم يا مجرم يسوع يحبك ” , فانتهرها بشدة , و لكنها عادت إليه مرة ثانية لتكرر نفس الكلمات : ” الرب يسوع يحبك ” فاستشاط الرجل غيظا و انتهرها متوعدا فعادت أدراجها , و قد أدت رسالتها .
جاء القطار , و رجعت الفتاه إلى بيتها , و ذهب الرجل في طريقه إلي السجن , و هناك في غرفة مظلمة بدأ في مرارة يستعرض تاريخ حياته الماضية شيئا فشيئا إلي أن وصلت به إلي هذه الهوة السحيقة , و بينما هو يندب حظه العاثر و حياته التعسة إذا بهاتف يصل إلى أعماق نفسه يردد الصوت الملائكي : ” الرب يسوع يحبك ” فهتف قائلا : ” من هذا الذي يحبني ؟ لقد تركني الجميع .
” و هل يوجد من يحبني ” , و إذا بالصوت يعود منشدا : ” نعم , الرب يسوع يحبك ” و كلما حاول لأن يطرد تلك الصورة كانت تبدو أكثر جمالا و أعمق تأثيرا حتى ملكت عليه مشاعره و عواطفه , فصرخ من أعماق نفسه و ثقل الخطية يحطم قلبه و دموع التوبة تملأ و جهه: ” يا يسوع ، يا من تحبني , أظهر لي ذاتك , طالما رفضت دعوتك و لم أستمع لصوتك , لكني اليوم ألتجئ إليك يا من تحبني ” و إذا بنور سماوي ينير ظلمة نفسه و يشرق في أعماق قلبه.
نعم إنه يحبك و قد تأنى عليك إلى هذه الساعة , فلقد أصابتك أمراض كثيرة و لكن الرب شفاك منها , و هو لا يريدك أن تهلك في خطاياك لأن الرب يسوع يحبك . ظروف عصيبة مرت بك لكن الرب أنقذك منها , وهو لا يريد أن تغرب شمس حياتك و انت في خطاياك لأن الرب يسوع يحبك .أخطار متعددة أحاطت بك كنت فيها قريبا من الموت , لكن الرب نجاك منها حتى لا تموت في عصيانك و شرورك لأن الرب يسوع يحبك .
هو لم يحبك بالكلام , لكنه أسلم نفسه لأجلك على الصليب ليسدد عنك ديون الخطية و يحررك من سلطانها و يغرس في قلبك الطبيعة الجديدة التي تسلك بالتوبة و الإيمان معترفا بخطاياك فتسمع الصوت الإلهي : ” ثق يا بني مغفورة لك خطاياك ”
ليتك , أيها العزيز , تخلو لنفسك , و تهدأ قليلا أمام الرب إلهك , و تفكر جديا في محبة يسوع لك فهي المحبة التي لم يستطع لهب الجحيم أو آلام الصليب أن تقف في سبيلها . إنه لأجلك , و في سبيل محبتك ,رضى طائعا مختارا أن يعلق على عود الصليب , مجروحا لأجل معاصيك و مسحوقا لأجل آثامك . لأنه و نحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا . ” و ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه من أجل أحبائه ” .
أيها العزيز , إن نسيت كل شئ فلا تنسى أن ” الرب يسوع يحبك ” . نعم يحبك و قد أسلم ذاته لأجلك



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

السبت، 25 مايو 2013

أبناء الرجل العجوز



" -في روما القديمة، وفي عهد الإمبراطور تيباريوس، عاش رجل طيب، كان أبا لولدين، الأول انخرط في
الجيش، وأُرسل إلى أقصى أقاليم الإمبراطورية، والثاني كان شاعراً سحر روما بشعره، البديع .
ذات ليلة حلم الأب حلماً، فقد ظهر عليه ملاك ليقول له أن كلام واحد من أبنائه سيعرف وسيردد في العالم
بأسره، وعبر أجيال المستقبل كّلها. أفاق الرجل العجوز وهو يبكي من الفرح لأن الحياة أظهرت له سخاءها،
وتجلّى له الوحي يبشره بشيء يجعل من أي أب كان أباً فخوراً .
بعد زمن وجيز، مات الأب وهو يحاول إنقاذ طفل أوشك أن يدهس تحت عجلات عربة، ولما كان عادلاً و طيباً في سلوكه طيلة حياته، فقد صعدت روحه إلى السماء مباشرة، وهناك التقى الملاك الذي كان قد تراءى له في
الحلم .
-لقد كنتَ رجلاً طيباً قال له الملاك عشتَ محاطاً بالحب، ومت بكرامة، أستطيع الآن أن أحقق لك واحدة
من أمنياتك .
-الحياة أيضاً كانت جميلة بالنسبة لي أجاب العجوز وعندما ظهرت لي في الحلم، قد فهمت أن في هذا
مباركة لي، لأن أشعار ولدي ستبقى في ذاكرة الناس إلى الأبد، فأنا ليس لدي أي طلب من أجل نفسي، غير
أن كل أب يعتز بمشاهدة من رعاه صغيراً وهّذبه يافعاً، ذائع الصيت، أتمنى أن تريني كلمات ابني في المستقبل
البعيد .
ربت الملاك على كتف العجوز، ومن ثم انقذفا معاً إلى مستقبل بعيد، فشاهدا أمامها ساحة مكتظة بآلاف الناس
الذين يتكّلمون بلغة غريبة .
بكى العجوز فرحاً، كنت اعلم قال للملاك أن أشعار ابني جميلة وخالدة، ألا تريد أن تقول لي أيا من
قصائده التي يرددها هؤلاء الآن؟
اقترب منه الملاك عندئذٍ، بكثير من اللباقة، وجلسا على أحد مقاعد تلك الساحة الفسيحة وقال له :
-قصائد ابنك الشاعر، كانت شعبية جداً في روما، وكل الناس قد أحبوها، واستمتعوا بها، ولكن عندما انتهى
حكم تيباريوس، فإنهم نسوها، الكلمات التي يرددها هؤلاء الناس الآن هي كلمات ابنك الآخر، الجندي .
نظر العجوز للملاك بدهشة، وتابع الملاك :
-ابنك ذهب للخدمة العسكرية في ولاية بعيدة، وصار قائد المائة (سانتوريون) لقد كان رجلاً طيباً وعادلاً، ذات
مساء مرض أحد خدمه وأشرف على الموت، وسمع ولدك برجل اسمه يسوع، كان يشفي المرضى، فقضى
أياماً طوالا بالبحث عنه، أثناء تجواله، اكتشف أن من يبحث عنه هو ابن الإله، وقد التقى أشخاصاً آخرين،
وقدر لهم الشفاء على يديه .
فبدأ يتعّلم تعاليمه، ورغم أنه قائد مئة، فقد اعتنق دينه، أخيراً ذات صباح جاء إلى جوار يسوع، روى له أن
أحد خدمه كان مريضاً وأبدى يسوع استعداده لمرافقته حتى بيته، لكن قائد المائة، كان رجلاً مؤمناً، فعندما
نظر إلى يسوع بعمق، أيقن أنه كان بحق يقف أمام ابن الله، فقد كان الناس المحيطون به ينهضون إجلالاً له .
كانت هذه كلمات ابنك قال الملاك للعجوز. الكلمات لم تكن لتُنسى إطلاقاً: " يارب لست مستحقاً أن تدخل
تحت سقفي، لكن قل كلمة لاغير فيبرأ فتاي ."
.
.
إن كل شخص على الأرض يلعب الدور الرئيس في سيرة العالم وهو لايدري



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الخميس، 23 مايو 2013

قصة القديسة ريتا



بسم الاب والابن والروح القدس امين 



( أنطونيو منشيني ) و( أماتا فاري ) زوجان من بلدة كاسيا الإيطالية؛ بلغا من العمر سن الشيخوخة دون أن يرزقا بولد؛ لكن صلاتهما المتواترة دون ملل جعلت الربّ يشفق عليهما فرزقهما طفلة دعوها باسم مرغريتا و سميت تحبّباً ريتا.

كان ذلك في 22 إيار 1381 . فعمّداها وشكرا الربّ على عطيّته لهما. في طفولتها حدثت بعض المعجزات التي ظلّ القرويّون يتناقلونها فترة طويلة، ومنها أن( النحل وضع في فمها عسلاً دون أن يؤذيها ) .

وراحت ريتا تكبر في الفضيلة والمحبّة بحسب تربية أبويها الفاضلين. وعندما بلغت عمر الزواج، فكّر أهلها في تزويجها. إلاّ أنّها كانت تعيش حبّاً داخليّاً للربّ يسوع وكانت توَد أن تنذر نفسها له؛ فراحت تنازعها عوامل الوفاء لنذرها والطاعة لوالديها.

ورضخت لإرادة والديها فتزوّجت من الرجل الذي اختاروه لها وراحت تعطيه كل حنانها ومحبتّها وصلاتها. اختار والدا " ريتا " شاباً غنياً وفارساً مقداماً لابنتهما كي يقيها شرّ الفقر؛ لكن هذا الشاب كان يفتقر إلى الإنسانية والحنان. همّه المبارزة وإظهار الذات ولو على حساب الآخرين. لذا لم يتورّع أن يوجّه إليها الإهانات، بل كان أحياناً كثيرة يعتدي عليها بالضرب الموجع ؛ مع ذلك كانت هي في استمرار تصلّي للعذراء كي تساعدها على تحمّل بلواها ولم تكن تخبر أهلها حتى لا تجعلهما يشعران بوخز الضمير على اختيارهما لزواجها.

استجاب الربّ لصلاتها ؛ فراح الزوج يعود إلى ضميره رويداً رويداً حتى دخل يسوع إلى قلبه وغدا إنساناً يعرف معنى الحياة الزوجية المسيحية.

رزق الله القديسة" ريتا " ولدين صبين فأحبتهما حباّ رقيقاً ولا أجمل؛ وراحت تزرع في قلبيهما خشية الربّ ومحبّة الآخرين؛ وتبعدهما قدر المستطاع عن روح المجتمع الذي كان أبوهما يتردّد إليه؛ وبدأت تعيش وإياهما حياة حلوة لم تنس في أثنائها أن السعادة هي هبة من الربّ. ولكن لم يطل الأمر حتى عاد الألم يقرع بابها مرّة أخرى، فقد رجال مسلحون زوجها ذات مساء أردوه قتيلاً.

حزنت ريتا على زوجها كثيراً ولكن بقوة الإيمان وعلى رجاء القيامة راحت تصلّي لنفسه وتغدق على ولديها خالص حنانها وعميق عنايتها. وعندما أخذت ريتا على عاتقها تربية ولديها، أدركت أنها سوف تخوض حرباً قاسية، فالمجتمع الذي تعيش فيه كان ينفث سمّ الانتقام في نفس الولدين وهي بكل قوتها تحاول زرع المحبّة. ولكن الجماعة أقوى من الفرد فرفض الولدين أفكارها، وأخذا يقتربان من الشرّ، عند ذاك، وبقوّة إيمانها طلبت من الربّ يسوع أن ينقذ نفسيّ طفليها حتى على حساب جسديهما. وبالفعل قد مرضا الواحد تلوَ الآخر، ورغم أنّها فعلت الكثير ممّا تفعله الأم لولدها المريض، إلاّ أن السماء أخذتهما بريئين قبل أن يقعا ضحيّة الشرّ المتجسّد في مجتمع الانتقام . وأصبحت القديسة ريتا وحيدة محرومة من كلّ أحبائها.

وتذكّرت ريتا نذرها القديم ففكرت في أن تحققه الآن، فراحت تقرع باب دير راهبات القديسة مريم المجدلية الأوغسطينيات. لكن باب الدير أغلِقَ في وجهها. فهي امرأة قسى عليها الدهر والدير ليس هروباً من آلام الحياة، لذا رفضتها الراهبات. لكن صلاتها المتواترة جعلتها تفعل الأعاجيب. فذات ليلة وهي منخطفة بروح الصلاة حملها القديسون إلى كنيسة الدير المغلق بوجهها. فصعقت الراهبات عندما رأينها في الصباح غارقة في تأملاتها في الكنيسة المغلقة. وتعجّبن كيف استطاعت الدخول. وعندما أخبرتهن الحقيقة خضعن لإرادة الربّ وقبلنها في الدير.

ونذرت الفقر والعفة والطاعة... وقد طلبت منها رئيستها يوماً امتحاناً لها أن تسقي عوداً يابساً ليزهرّ؛ وبالرغم من سخرية أخواتها الراهبات بها فإنّها لبثت تسقيه عاماً كاملاً بالماء والصلاة حتى أزهر وصار كرمة يجنى منها العنب حتى يومنا هذا في بستان الدير، ويتبارك بها المؤمنون وينالون بواسطتها شفاءات عجيبة. وطمحت ريتا أن تصل إلى مشاركة يسوع في آلامه، لذا طفقت تصلب يديها على الأرض أياماً، حتى كانت أخواتها الراهبات يظننها مائتة. ولأن يسوع يدرك الحبّ اكثر من كل الناس، قبل مشاركتها إياه، فزرع شوكة من أشواك إكليله في جبينها. فأخذت الآلام المبرحة توجعها، ورائحة الجرح تضطرها إلى الانزواء في غرفة قاسية لئلا تزعج الأخوات، وبقيت خمس عشرة سنة تمجّد الربّ في آلامها.

وفي السبعينات من عمرها زارت روما طالبة من الربّ أن يخفي جرحها حتى لا تُحرج أمام الآخرين فكان لها ما أرادت، وعندما عادت ظهر الجرح ثانية. وفي ليلة ميلادها السادسة والسبعين عانقت روحها الطاهرة يسوع في سمائه فانتشرت الرائحة الذكية في كل أرجاء الدير.

عندما حملت الراهبات جسد القديسة ريتا شعّ نور في غرفتها، وراح مكان الجرح يتوهّج. وكانت راهبة مشلولة اليد عانقتها فشفيت على الفور . و أفواج من الطالبين شفاعتها كانت تحصل على عجائب كثيرة.

نقلوها عدة مرات ليراها الجمهور ووضعوها في تابوت مرئي ليتبارك منه الناس.

عام 1626، منحها البابا أوربانوس الثامن لقب طوباوية. وعام 1900، أعلنها البابا لاون الثالث عشر قديسة.

وما زال المؤمنون حتى اليوم يؤمّون ضريحها من كلّ أقطار العالم ويتبركون به؛ ويطلبون من القديسة تحقيق أمانيهم المستحيلة لذا فهي تعرف حسب الكنيسة الكاثوليكية بأنها " شفيعة الأمور المستحيلة

بركة صلاوتها وشفاعتها تكون معانا امين

صلاة:

ربي يسوع يا مَن تنازلتَ ومنحت القديسة ريتا كل هذه النعم فأحبّت أعداءها وحملت في قلبها وعلى جبينها علامات حبّك وآلامك، نتوسل إليك باستحقاقها وشفاعتها أن تمنحنا النعمة لكي نغفر لأعدائنا ونتأمّل في عذابك فنلقى الثواب الذي وعدت به الوديعين والبائسين والباكين، أنت الحيّ السائد إلي ابد الآبدين. آمين.



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

السبت، 18 مايو 2013

حب ودموُع



إمرأة خاطئة
(القديس مارافرام السرياني)
عرض: القديس مارافرآم السرياني

ترجمة: القمص تادرس يعقوب ملطي

إمرأة خاطئة

دُعي يسوع إلى وليمة ليأكل خبزًا، وإذ سمعت امرأة خاطئة أنه دُعي في وليمة فرحت. جمعت أفكارها مع بعضهما البعض مثل البحر، وكان حُبها يعج في داخلها كالأمواج. تطلعت فرأت أن (يسوع) بحر النعمة قد جمع نفسه في مكان واحد، فعزمت أن تدخل إليه، وتُلقي بكل شرورها في أمواجه.

(لقد أدركت) إنها ربطت نفسها بقيود الألم بعصيانها، لهذا بدأت تبكي نفسها قائلة:

"ماذا انتفعت من هذا الزنا الذي ارتكبته؟ وماذا أفادني فجوري؟ لقد وصمت الأبرياء بالعار. لقد أهلكت الأيتام. وبوقاحة سلبت أموال التجار، ومع هذا لم أروِ جشعي. إنني كقوس في حرب، كنت أُصيب الصالح مع الطالح. إنني أشبه عاصفة في البحر، أغرقت سُفن كثيرين.

الآن، لماذا لا أربح لي إنسانًا واحدًا قادرًا على إصلاح فجوري، لأنه واحد هو اللَّه (الذي يُصلح الفجار) وكثيرون هم الشياطين".

نطقت المرأة في داخلها ثم بدأت تعمل. اغتسلت ومسحت أصباغ عينيها التي أعمتهما بها، وعندئذ تدفقت الدموع من عينيها.

سحبت سِوار صباها الجذَّاب من مِعصمها وألقت به من يديها.

نزعت ثوب زِناها الكتاني عن جسدها وطرحته، وعزمت أن تكتسي بالثوب الذي هو "ثوب الصلاح".

خلعت حذاء الفجور المزيَّن من قدميها وألقته. ووجهت خطواتها في طريق البُرج السماوي.

ثم أخذت في كفِّها ذهبًا، أمسكت بالذهب، وتطلعت نحو السماء، وبدأت تصرخ في سرِّها إلى ذاك الذي يصغي إليها باهتمام. لقد صرخت قائلة: "أيها الرب هذا ما ربحته من الشر، وها أنا اشتري به خلاصي. هذا ما قد جمعته على مر الأيام، وها أنا أربح به رب الأيتام".

-------------------------------------------------
مع بائع الطيب

نطقت المرأة سرًا ثم خرجت لتنفذ عملًا. أخذت الذهب في كفها، وحملت الصندوق المرمري في يديها، وبسرعة ذهبت في ندامة إلى بائع الطيب... رآها التاجر فتعجب، وبدأ يسألها. ابتدأ يقول للزانية:

"أما يكفيكِ أيتها الزانية أنكِ قد أفسدتِ كل مدينتنا؟ ماذا يكشف مظهرك هذا الذي تخدعين به أحبائك، إذ خلعتي عنك فجوركِ (وتظاهرتِ) باللباس المحتشم؟ لقد كنت تأتين إليَّ قبلا بمظهر يختلف تمامًا عما أنت عليه اليوم. إذ كنت تكتسين بثوب فاخر وتحضرين معك ذهبًا قليلًا، وتطلبين طيبًا ثمينًا حتى تجعلي به فجورك مُبهجًا. وأما اليوم فإنني أرى ثوبك معتدلًا وأتيت بذهب كثير.

لست أدري كيف أُعلل هذا التغيُّر الذي حدث... فإما أن تلبسي ثوبًا يتناسب مع قدرتك، أو تشتري طيبًا يتناسب مع ثوبك المعتدل. لأن الطيب الذي تطلبينه لا يتناسب مع قيمة ثوبكِ.

ألعله يوجد تاجر يقابلك، تغتني منه الكثير، وأنت تعلمين عنه إنه لا يحب مظهر الفجور، لهذا نزعتي عنك مظهر فجورك حتى تأسرين بطرق متعددة غنى كثيرًا؟ لكن لو كان هذا الرجل يُحب مظهر الاحتشام بسبب طهارته حقًا، فالويل له! في أي شيء ها هو يسقط؟ إنه سيُبتلع في دوامة تجرف بضائعه.

إنني كإنسان يريد لكِ الخير، أُقدم لك نصيحة، وهي أن تطردي عنك كل محبوبيكِ الذين لم يساعدونك منذ صباكِ، واطلبي لك عريسًا واحدًا يُصلح فُجورك".

بحكمة تكلم تاجر الطيب مع المرأة الزانية بهذه الأقوال. وإذ انتهى الرجل من حديثه أجابته المرأة الزانية وقالت:

"لا تعوقني يا إنسان، ولا توقفني بتساؤلاتك. فإنني لم أسألك الطيب مجانًا، إنما سأدفع لك قيمته برضى. خُذ ذهبًا ما شئت واعطني الطيب الثمين. خذ ما لا يدوم، وهب لي ما يدوم، فإنني سأذهب (به) إلى ذاك الذي يدوم، واشتري له ما يدوم. وكما قلت لي فإنه تاجر غني جدًا سيقابلني، إنه يسلبني، وأنا أيضًا أسلبه. هو يسلبني خطاياي ومعاصي، وأنا أيضًا أسلب غناه.

وكما تكلمت عن الزواج، فإنني قد ربحتُ لي عريسًا في السماء، ذاك الذي سُلطانه يدوم إلى الأبد، وملكوته لا يزول".

ثم أخذت الطيب وانصرفت.

-----------------------------------------------
حديث مع الشيطان

انصرفت المرأة بسرعة، وإذ رآها الشيطان ثار غاضبًا، وحزن في داخله حُزنًا عظيمًا. كان فرحًا من جهة، وحزينًا من جهة أخرى. كان فرحًا لأنها تحمل معها الطيب، لكنه كان خائفًا بسبب اكتسائها بثوب مُحتشم. لقد التصق بها، وتتبع خطواتها كلصٍ يتبع تاجرًا. أَنْصَت إلى دمدمة شفتيها وأَصْغى إلى كلماتها. لاحظ عينيها بتدقيق إلى أين كانت تُوجه نظراتها. وإذ انصرفت تحرك مع حركات قدميها ليعرف إلى أين هي متوجهة.

الشيطان المملوء مكرًا يعرف هدفنا عن طريق كلماتنا. وهكذا إذ رأى عجزه عن أن يُغير فكرها، ظهر لها في شكل رجل، ومعه مجموعة من الشبان الصغار يُشبهون أحبابها القدامى، وعندئذ بدأ يوجه إليها الحديث قائلًا:

"أستحلفك بحياتك أن تُخبريني أيتها المرأة إلى أين أنت تتوجهين؟ لأنكِ على غير عادتك تُسرعين. اخبريني ماذا تُعني وداعتك هذه، لأن نفسكِ منكسرة (في الأصل "وديعة") كنفس الأَمَة؟ هوذا بدلًا من ثياب الكتان الفاخرة، تكتسين بثوبٍ حقير. وبدلًا من أساور الذهب والفضة لا يوجد حتى خاتم واحد في إصبعك. لا تلبسين حتى حذاءًا عاديًا بدلًا من الصنادل الفاخرة. اكشفي لي عن نيتكِ، فإنني لا أفهم معنى تغيرك. هل مات لكِ أحد أحبابكِ، وأنت ذاهبة لكي تُكفِّنينَه؟ فإنني أذهب معكِ إلى القبر وأُشارككِ حزنكِ".

أجابت المرأة الخاطئة وقالت للشيطان: "حسنًا قُلت إنني أذهب لكي أدفن الميت. فإنه قد مات لي واحد، هو خطية أفكاري. وها أنا أذهب لأدفنه".

أجاب الشيطان وقال: "انصرفي أيتها المرأة (عما أنت قادمة عليه) فإنني أول أحبابك. وأنا لست مثلكِ، فإنني لا أضع يديّ عليك، بل اقدم لك ذهبًا اكثر من قبل".

أجابت المرأة الخاطئة وقالت: "إنني غاضبة يا هذا. فإنك لستَ بمحبٍ لي. إنني اقتني لي زوجًا في السماء، الذي هو اللَّه، الذي هو فوق الكل، سلطانه يبقى إلى الأبد وملكوته لا يزول. إنني هوذا أقول في حضرتك، بل وأعود فأكرر ولا أكذب، إنني كنت عبدة للشيطان منذ طفولتي إلى اليوم. وكان يطأ بأقدامه علىّ، وأنا بدوري أهلكت كثيرين. أصباغ العيون أعمت عيني. لقد كنت عمياء، ولم أكن أعرف أن هناك واحد هو الذي يقدر أن يهب النور للعميان. وها أنا أذهب لأنال نورًا لعينيّ، وبهذا النور أضيء لكثيرين. لقد كنت من قبل مُقيدة برُبط وثيقة، ولم أكن أعرف إنه يوجد واحد يُحطم الأوثان. وها أنا أذهب إليه ليُبيد أوثاني، وأنزع غباوة الكثيرين. لقد كنت مجروحة ولم أعرف أن هناك واحد هو الذي يقدر أن يُضمد جراحاتي. وها أنا أذهب إليه لكي يُضمدها".

تكلَّمت المرأة الزانية بهذه الأمور بحكمة مع الشيطان. فتنهد وحزن ثم بكى. صرخ صرخة مدوّية وقال: "لقد انهزمت منك يا امرأة، ولستُ أدري ماذا أفعل؟"

الشيطان في حيرة

ما أن أدرك الشيطان عجزه عن تغيير ذهنها، حتى بدأ ينتحب نفسه قائلًا:

"هوذا منذ الآن تشامخي يَهلك، وكبرياء كل أيامي يَبيد. كيف أُلقي الشِبَاك لتلك التي ارتفعت إلى الأعالي؟ كيف أُصوِّب ضدَّها السهام هذه التي حُصونها لا تهتز؟ لذلك فإنني أذهب إلى حضرة يسوع... هوذا قد أوشكت أن تمثُلَ في حضرته.

لأذهب وأقول له: هذه المرأة زانية، لعلَّه يحتقرها ولا يقبلها. لأقول له: هذه المرأة التي جاءت إلى حضرتك هي زانية. لقد أسرت رجالًا بفجورها، وأفسدت الشبان. ولكن أنت أيها الرب بار والكل يحتشد لكي يراك. فإن رأتك البشرية تتحدث مع زانية، يهربون من حضرتك، ولا يُسلم عليك أحد.

ولكن كيف أدخل في حضرة يسوع، هذا الذي يعرف كل المكنونات الخفية؟ إنه يعلم من أنا؟ إنه يعرف إنني لا أقوم بعمل ما بقصدٍ حسن. فربما ينتهرني فأهلك وتفسد كل حِيَلي. إنني أذهب إلى سمعان، لأن سمعان لا يُدرك الخفيات. وأضع في قلبه هذا الأمر، فربما اصطاده بهذه الصنارة. وهكذا أقول له: "استحلفك بحياتك يا سمعان أن تُخبرني عن ذلك الرجل الذي استضفته في بيتك: هل هو بار أم صديق للأشرار؟ فإنني إنسان غني ولي ممتلكات كثيرة، وأرغب أن أستضيفه مثلك حتى يبارك ممتلكاتي"...

أجاب سمعان قائلًا: "منذ رأيته لم أرَ فيه دنسًا، بل بالأحرى أرى فيه هدوءًا وسلامًا وخيرًا. الضعفاء شفاهم بغير مكافأة، والمرضى بغير أجر. في البرية رأى الجياع يخورون جوعًا، فأجلسهم على العشب وأشبعهم برحمته. الأرملة التي ليس لها أحد، تبعت ابنها [الوحيد] لتدفنه في القبر، فعزَّاها، وردَّه إليها. وأبهج قلبها. وهب البُكم والعُمي بصوته شفاء. البُرص شفاهم بكلمته. الأعمى الحزين المتضايق فتح عينيه ليُعاين النور. أما من جهتي أنا فإنني قد سمعت عن شهرة هذا الرجل من بعيد فدعوته لكي يبارك ممتلكاتي ولطعاني ومواشي".

بعد ما نطق سمعان بهذا الكلام، أجابه الشيطان: "لا تُمجد إنسانًا منذ البداية، لكن انتظر حتى النهاية. فالرجل تبدو عليه سمات الوقار ههنا، ونفسه لا تُسر بالخمر. فإن ترك بيتك دون أن يتحدث مع زانية فهو إذًا بار وليس بصديق لأناس يرتكبون الشر".

بمكر نطق الشيطان بهذا مع سمعان، ثم اقترب، لكنه وقف بعيدًا ليرى ماذا يحدث؟

--------------------------------------------------
المرأة الزانية عند الباب

وقفت المرأة المملوءة معاصيًا ملتصقة بالباب. لقد ضمَّت يديها للصلاة، وهكذا توسَّلت [سرًا]:

"مبارك أيها الابن الذي نزل إلى الأرض من أجل خلاص الإنسان. لا تُغلق الباب في وجهي، فأنت دعوتني وها أنا قد أتيت. إنني أعرف أنك لا تحتقرني. افتح لي باب رحمتك، لكي أدخل يا ربي، وأجد لي فيك ملجأ من ذاك الشرير [الشيطان] وجنوده. لقد كنت كعُصفور والصقر يلاحقني. لقد هربت والتجأت إلى عُشك. لقد كنت كبقرة، والنير هيَّجني. ها أنا أرتد إليك من ضلالي، فضع على كتفي نيرك الذي أحمله".

هذا ما نطقَت به المرأة الزانية عند الباب وهي تبكي بدموع غزيرة.

تطلَّع رب البيت فرآها، وللحال تغيَّر لون وجهه، وبدأ يوجه حديثه للزانية قائلًا: "أُخرُجي من هنا يا زانية، فإن الذي دخل ها هنا هو بار، وأتباعه هم بلا لوم. أما يكفيكِ يا زانية أنكِ قد أفسدتِ المدينة كلها؟ لقد أفسدتِ الطاهرين بغير خجل. لقد سلبت الأيتام بغير حياء. لقد نهبت ربح التُجار وملامح وجهك لم تخز. إن شِباكك لن تُفسد هذا الرجل، لأنه بالحق هو بار، وأصحابه بلا لوم".

إذ انتهى سمعان من حديثه، أجابته المرأة الخاطئة وقالت له: "بالتأكيد أنت هو حارس الباب لكنك لا تعرف الأسرار الخفية. إنني سأعرض أمري في الوليمة، وأنت سوف لا يكون عليك لوم [إذ تتركني أدخل]، لأن إن كان أحد يرغب في دخولي، فسيأمرني بالدخول، فأدخل".

أسرع سمعان وأغلق الباب [في وجهها] وابتعد. وتأخر كثيرًا دون أن يعرض أمرها في الوليمة. وأما هو [السيد المسيح] العارف بالأسرار، فإنه أومأ إلى سمعان وقال له: "تعال يا سمعان. إنني آمرك، هل يوجد على الباب أحد؟ أيا كان هذا الإنسان افتح له لكي يدخل ليأخذ ما يحتاج إليه وينصرف. فإن كان جائعًا ومحتاجًا إلى طعام، فها هوذا في بيتك يوجد مائدة الحياة. وإن كان ظمآنًا ومحتاجًا إلى ماء، فها هنا في مسكنك يوجد الينبوع المبارك. وإن كان مريضًا ويطلب الشفاء، ففي منزلك الطبيب العظيم. دع الخُطاة يتطلعون إليّ، فإنني من أجلهم قد نزلت، وإنني أصعد إلى السماء، حاملًا على كتفي القُطعان التي ضلت من بيت أبي، وارتفع بها إلى السماء".
--------------------------------------------
لقاء مع يسوع

اقترب سمعان وفتح الباب قائلًا: "ادخلي واصنعي ما شئت لذاك الذي هو مثلك".

دخلت المرأة الخاطئة المملوءة عِصيانًا. عبرت ثم وقفت عند قدميه. ضمت يديها مصلية [سرًا] قائلة:

"عيناي قد صارتا ينابيع دموع، لا تكف عن أن تُروي الحقول، وها هي اليوم تغسل قدمي ذاك الذي يبحث عن الخطاة. هذا الشعر غزير منذ طفولتي حتى اليوم، ليته لا يحزنك أن أمسح به جسدك الطاهر. الفم الذي قبَّل الفُجار، لا تمنعه عن أن يُقبِّل الجسد الذي يغفر المعاصي والفُجور."

بهذا تكلَّمت المرأة الخاطئة مع يسوع ببكاءٍ كثيرٍ. أما سمعان فوقف من بعيد يترقب ماذا يفعل الرب معها *.

تركزت أنظار سمعان على المرأة يرقب كل حركة من حركاتها، وإذا به يسمح لأفكاره قائلًا في نفسه:

"ما هذا؟ امرأة زانية تدخل بيتي! بيتي أنا الفريسي الطاهر الذي لم يتجنس قط! آه لو علِمت هذا ما كنت قد دعوتك يا يسوع! لقد خدعتني يا يسوع! هل هذا معلِّم، ويترك الزانية تغسل رجليه بدموعها دون أن يطردها؟ هل هذا نبي، ويترك النجسة تمسك بيديها الدنستين رجليه لتمسحهما بشعر رأسها؟ لقد صدَّق ذاك الذي نصحني إنه ما كان لي أن أحكم عليه من السماع أو من بداية أمره.

إنه ليس نبي! إنه صديق للزناة والخطاة! إنه ليس بار كما ظننته. لو كان هذا نبيًا لعلم من هذه المرأة التي لمسته إنها خاطئة".

وإذ هو غارق في أفكاره إذ بيسوع - عارف الأسرار- يومئ إليه قائلًا بلطف: "يا سمعان عندي شيء أقوله لك".

خجل سمعان، إذ بينما هو يُجدف على المعلِّم، إذ بالمعلِّم يُحدثه في لُطف ورقة، يُحدثه كصديق يستشيره في أمر خاص. عندئذ بدء يُفكر،قائلًا في نفسه:

"من يكون هذا؟ أنا حكمت عليه ليس بنبي، وأمَّا هو فيريد أن يستشيرني في أمر ما. وبلطف زائد يُحدثني حديث الصديق مع صديقه. يا سمعان عندي شيء أقوله لك. إنه بالحق مُعلِّم".

عندئذ أجاب سمعان في خجل من نفسه: "قل يا معلِّم".

قال له يسوع: "كان لدائن مدينين. على الواحد خُمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون. وإذ لم يكن لهما ما يوفيانه سامحهما كليهما، فقل أيهما يكون أكثر حُبًا له؟"

أجاب سمعان للحال قائلًا: "أظن الذي سامحه بالأكثر".

فقال له يسوع "بالصواب حكمت".

عندئذ تطلع يسوع إلى المرأة وتحدث مع سمعان معاتبًا إياه، لأن ما كان يلزم أن يصنعه ولم يفعله قامت به تلك التي كانت زانية وممقوتة. "أنظر هذه المرأة. إنني دخلت بيتك وماء لرجلي لم تُعط ها أنت يا سمعان قد أحجمت حتى عن واجب الضيافة العادي. وأما هي فقد غسلت رجلي بالدموع. أُنظر أيّ ثمن تستحقه؟ بزيت لم تدهن رأسي، تأمل علامة إهمالك. وأما هيَ فقد دهنت بالطيب رجلي، تأمل علامة غيرتها. قُبلة لم تُقبلني، تأمل شهادة عداوتك. وأمَّا هيَ فلم تكُف عن تقبيل رجليَ، تأمل علامة حبها. من أجل ذلك أقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة، لأنها أحبت كثيرًا. والذي يُغفر له قليل يُحب قليلًا".

ثم التفت يسوع إلى المرأة وقال لها: "مغفورة لك خطاياك".

عندئذ أحنى سمعان رأسه وبدأ يُفكر في نفسه قائلًا:

"مغفورة لكِ خطاياك... مغفورة لكِ خطاياك... من يغفر الخطايا إلا اللَّه وحده.

آه. لقد حسبته نبيًا فدعوته ليُبارك بيتي، ولغباوتي حكمت عليه أنه ليس بنبي لأنه غير عارف أمر المرأة.

والآن من يكون هذا؟.

إنه يعرف المرأة تمامًا... يعرف إنها خاطئة جدًا، ولكنها تُحب كثيرًا.

لقد تعجَّلتُ وتسرَّعتُ وحكمتُ عليه إنه لا يعرف أمرها. وها هو يعلم أفكاري الخفية.

ظننته لم يعرف خطاياها، وحكمت عليه أنه ليس نبي، مع أن الأنبياء لا يعرفون كل الأمور، بل ما يُكشف لهم.

تسرَّعت في الحكم عليه، وهو استشارني بلطف.

جدَّفت عليه في داخلي، وها هو يُعلن ذاته لي.

إنه المُحب...

ساتر الخطايا...

عارف أفكاري وأسراري...

غافر الخطايا...

هو هو رب الأنبياء بعينه..."



www.tips-fb.com

إرسال تعليق