في ذات يوم عاد فرانكلين روزفلت من سباحته في المياه الباردة كعادته قرب شاطئ نوفا سموشيا، حيث أصابته حُمَّى شديدة أدّت إلى شلل. فطلبت منه والدته أن يسكن بعيدًا ويعتني به الخدم. إلاّ أن أحد أصدقائه ناشده ألاّ يستسلم لرغبة والدته هذه، ولكن طلب منه أن يبذل كل جهد ممكن في أن يقف من جديد على قدميه وأن يستأنف مكانه في المجتمع مستثمرًا كلّ مواهبه.
وعندما غادر الجميع الغرفة، وبينما هو على كرسيه المتحرّك، بذل روزفلت كل جهده كي ينزل بقدميه على الأرض دون مساعدة أحد، ولكنه وقع منبطحًا على وجهه، ثمّ أخذ يزحف ليصل إلى الكرسي المتحرّك مرّة أخرى ليعاود المحاولة ثانية. وفي مرّات أخرى بعد نزوله على الأرض يزحف من كرسي إلى آخر وهو يحاول أن يمرِّن عضلاته ليستردّ جزءًا من عافيته، وفعلاً نجح في الوقوف على رجليه ثمّ المشي بعد ذلك، ليصبح رئيسًا للولايات المتحدّة الأمريكية لمدّة 12 سنة متوالية..!
إن روزفلت وسط المصائب الهائلة لم يفشل في استثمار وزناته المعطاه له، ولا فشل في المثابرة على تحريك رجليه، ولم يستسلم للمرض راثيًا لحاله! ولكنه استنفز ما تبقّى له من قوة قليلة ليُنَمِّها لتعود صحته إلى ما كانت عليه.
ونحن في أحيان كثيرة لا نستخدم كلّ ما أعطانا الله، فنستغل القليل من الممنوح لنا..!
قليلون مِنّا يستثمرون الطاقة الكامنة داخلهم فيغتنون، والكثيرون يتكاسلون ويعيشون فقط بجزء صغير من طاقاتهم فيفتقرون
إرسال تعليق