الخميس، 15 أكتوبر 2009

الثلاث حروف ثيتا

فى أواخر القرن الرابع كان البابا ثاؤفيلس بين الحين والآخر يتطلّع من قلايته نحو أكوام التراب الضخمة، مشتاقًا أن يحقّق ما سمعه من معلمه وسلفه البابا أثناسيوس الرسولى أنه يريد أن يزيل هذه الأكوام، ويقيم كنيسة تكريمًا لإله القديس يوحنا المعمدان. كان يبدو ذلك مستحيلاً بسبب ضعف الإمكانيات المادية، لكنه فى نظر البابا ليس شئ مستحيلاً أمام الإيمان بعمل الله.
كان يرفع قلبه إلى الله ليعطيه حكمة وإرشادًا وتدبيرًا حسنًا.
سَمَعَتْ عن ذلك سيدة جاءت من روما وفى صحبتها ولداها بعد وفاة زوجها، وكانت السيدة غنية، فقدّمت من مالها للبابا كى يزيل الأكوام لإقامة الكنيسة.
بفرح شديد بدأ البابا عمله، مدركًا يد الله العجيبة التى كانت تسنده، غير مفكِّر من أين يأتى بالمال لبناء الكنيسة، فإن ما قدمته السيدة لا يكفى إلا لإزالة الكوام.
كانت المفاجاة أن العمال رأوا كنزًا عظيمًا جدًا يرجع إلى أيام الإمبراطور الإسكندر الأكبر مدفونًا تحت الأكوام، كما وجدوا حجرًا منقوشًا عليه حرف ثيتا ثلات مرات. أسرع العمال إلى البابا البطريرك ليخبروه بما وجدوا. تطلّع البابا إلى الحجر، ورفع قلبه نحو الله العجيب فى تدبير كل احتياجات كنيسته، حتى المادية.
سأله أحد كهنة الإسكندرية: بماذا تفسِّر نقش حرف ثيتا ثلاث مرات على الحجر؟
- أرى يد الله العجيبة التى تؤكد أن كلّ ما يحدث لن يكون عن طريق المصادفة كما يظن البعض، بل كلّ أمورنا سبق الله فهيأ لها ما هو لبنياننا.
- ماذا تعنى يا أبانا البطريرك؟
- أراد الله أن يؤكد أن هذا الكنز محفوظ لخدمة البلد وبناء كنائس له.
- كيف هذا؟
- حرف ثيتا مكرر ثلاث مرات لتأكيد أن هذا الكنز هو من قِبَل عناية الله، يُعلَن عنه فى أيام الإمبراطور ثيؤدوسيوس.
حرف ثيتا الأوّل يشير إلى الله "ثيوس"، والحرف الثانى يشير إلى الإمبراطور"ثيؤدوسيوس"، أمّا الحرف الثالث يشير إلى ضعفى"ثيؤفيلس".
فرح كل الكهنة وجميع المؤمنين بعمل الله الذى يخطِّط كلّ شئ لبنيان شعبه، حتى فى الأمور المادية.
رفض البابا أن يمد يده إلى الكنز بل أرسل إلى الإمبراطور ليخبره بما حدث، وإذ قدّم له الكنز قدّم الإمبراطور منه بسخاء لبناء كنيسة الله باسم القديس يوحنا المعمدان، كما قدّم له الكثير، فبنى البابا سبع كنائس مع اهتمامه الشديد باحتياجات الفقراء و المحتاجين
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق