ي وقت حبرية قديسن العظيم يوحنا ذهبي الفم في القرن الرابع كانت الملكة افدوكسية زوجة الملك أركاديوس هي امبراطورة الشرق ونظرا لضعف شخصية زوجها أركاديوس فكانت هي الملك الفعلي للمملكة و المتحكمة في كل أمورها
و في أحد الأيام ذهبت الملكة في جولة في القسطنطينية فأعجبها أحد الكروم فاستفسرت عنه
الملكة : لمن هذا الحقل الصغير هناك ؟؟
قائد الحرس : هو لاحدي الأرامل يا مولاتي تدعي .... و قد توفي زوجها منذ فترة
الملكة : أتدري لقد أعجبني هذا الحقل
قائد الحرس : و لكن يا سيدتي ...
الملكة : لا يوجد لكن
( كان يريد أن يقول لها ان الأرملة لن تبع الحقل ابدا ...لكن شيئا ما في لهجتها أو نظرتها القاسية جعلته يبتلع لسانه في صمت )
الملكة : هذا الحقل ينتقل الليلة الي ملكيتي مفهوم ؟؟
قائد الحرس : مفهوم يا جلالة الملكة
وهكذا وبرغم دموع الأرملة و بكائها الشديد طردها الحرس بالقوة خارج ارضها و تركوها تبكي وتغرق في دموعها
لكنها لم تيأس ..فذهبت لقاضي المدينة فتحمس للدفاع عنها لكن اذ عرف انها الملكة هز كتفيه في صمت و قال لها : الملكة لديها الحق في كل ما تشاء
وهكذا خرجت من عنده تجر أذيال الخيبة و ذهبت للواالي و حاكم الاقليم ..لكن واحد منهم لم يقدر ولا حتي علي تدوين الشكوي بل تعمدوا ايذاء العجوز ارضاء للملكة
وهنا ..بعد أن فقدت كل أمل ..سطع اخيرا بريق أمل كبير جدا ...الوحيد الذي يمكنه انقاذها ذو القلب الرحوم و الذي لا يخشي الملكة ولا أي شئ ..أسقف المدينة ...يوحنا ذهبي الفم
و فعلا ذهبت اليه و هناك بكت بين يديه و عرفته الموضوع بالكامل ...فبعث أحد الشمامسة لتقصي الحقيقة فعاد الشماس ليؤكد انها مظلومة حقا
وهنا قال لها القديس لا تلقي بالا سأعيد لك حقك بمشيئة الله
وهكذا خرجت الأرملة من عنده فرحة واثقة بأن رجاؤها لن يخيب
أما القديس فبعد صلاة بسيطة أخذ عصاه و اتجه للهدف مباشرة ..للقصر الامبراطوري
دخل قديسنا الي القصر الامبراطوري و طلب مقابلة الامبراطورة
فتحرك الوزير في ممل من اتعاد علي هذه الطلبات ولا عجب فقد كان سابقوه و الأساقفة ممن اعتادوا التقرب الي الملك و الحكام طمعا في رضائهم
لكنه لم يكن يدري أنه هذا الرجل بالذات يختلف عنهم ...يختلف تماما
و بعد فترة قصيرة كان قديسنا يقف أمام الملكة التي بادرته
الملكة : مرحبا بك في قصري يا جناب الاسقف
القديس : شكرا لملاتي لكني هنا لطلب بسيط من جلالتك
الملكة : لا عليك ..فقد اعتدت ذلك من باقي الأساقفة و لبيت طلباتهم الشخصية و ..
قطعها القديس : انه ليس طلب لأجلي أنا يا جلالة الملكة
الملكة : فيم طلبك اذن ؟؟
القديس : اعيدي الحقل الذي اغتصبتيه من الأرملة الفقيرة ونطقها في صرامة جعلت الملكة تقطب حاجبيها ثم قالت له بهدوء
الملكة : لا شأن لك بهذا الأمر اكتفي بكنيستك
القديس : لكنك عضوة في قطيع المسيح أيضا وواحدة من رعيتي لهذا فأنت ملتزمة بدستور المملكة
الملكة : دستور !!!!
القديس : نعم ...الانجيل يقول هذا لذلك لابد أن تردي الحقل لهذه الأرملة الفقيرة
الملكة ( غاضبة ) : أنا الملكة ومن حقي أن أفعل ما أريده
القديس : ليس حينما تكون ضد الحق
الملكة : أنا من أقرر الحق .. و لا تتعب نفسك فلن ارد الحقل
القديس : أنا لا أطلب منك لكني أمرك بما لي من سطان كهنوتي من الرب
الملكة : اسمع يا هذا سابقوك من الأساقفة اكنوا يذعنون لي في أي شئ أطلبه و لم يرفضوا لي طلب ...و الأفضل لك أن تتعلم منهم عدم عصيان الأوامر و الا ...
سأحرمك من دخول القصر.. و أستردفت ساخرة و أنت تعرف ماذا يعني دخولك القصر
القديس بقوة : قصرك هذا لا يعنيني في شئ فمسيحي هو ملك المذود و ليس القصور ...و أنا لا أطلب شئ من العالم ..لكن لاصرارك وعنادك ..فاني بالسلطان الكهنوتي الممنوح لي من قبل الرب نفسه أمنعك من دخول الكنيسة و انت محرومة أيتها الملكة من تناول القربان المقدس حتي تعيدي الحقل ...!!
نطقها في قوة ثم استدار ليغادر تتابعه الأعين مدهوشة ..اذ من هذا الذي يجرؤ أن يفعل هكذا بالامبراطورة هذه التي يرتعد أمامها الملوك و يبتغي رضاه العظماء ...لكنه ام يكن من هذا العالم كان يعرف شئ واحد فقط و هو الحق .
ومرت الأيام في سرعة كأنها تتعجل اللقاء حتي أتي يوم الأحد ..و ذهب قديسنا العظيم للكنيسة كالعادة لصلاة القداس و سار القداس في سلام و هو لا يعلم أن الملكة تتحرك و معها عدد كبير من جنودها لحضور القداس أيضا ...حتي لو ..بالقوة !!
و عند تلاوة قانون الايمان أتي شماس و أخبر القديس أن الملكة اقتحمت ساحة الكنيسة و هي تنوي حضور القداس ..ففي جرأة عظيمة و قوة نادرة قال القديس بصوت مرتفع للشمامسة حراس أبواب الكنيسة : أغلقوا الأبواب و لا تدعوا الملكة تدخل للكنيسة
دوي صوته بقوة في الكنيسة و أسرع الشمامسة فأغلقوا أبواب الكنيسة في وجه الملكة ..!!
وهنا ثارت ثائرة الملكة اذ كيف يفعل ذهبي الفم بها هذا .. و في ثورة غضبها تجاسرت و امرت احد حراسها قائلة : حطم أبواب الكنيسة لنري كيف سيمعني هذا الاسقف من حضور القداس ...لكن الجندي خاف و تردد كثيرا فهي بيعة الله و لا يقدر أن يمسها بسوء ..لكن تحت صراخ الملكة و الشرر المتقد في عينيها رفع البلطة التي في يده و ..
"أأأه " هكذا صرخ الجندي صرخة قوية انتزعت الملكة من غضبها لتجد الجندي قد تسمر في الارض ممسكا البلطة......ففزع الجنود وولوا و الملكة نفسها حل عليها رعب شديد و هربت مسرعة من الكنيسة
أما داخل الكنيسة فكان القديس قائما يصلي صلاة القداس حتي اذ انتهي و ناول الشعب من القربان المقدس أمر الشمامسة ففتحوا أبواب الكنيسة..ليجدوا أمامهم الجندي مسمرا في الارض و يداه مرفوعة ممسكة بالبلطة ...أما القديس فعلم بالروح ما كان فنظر للجندي و قال له " كيف تجاسرت يا هذا ان ترفع يدك علي بيعة الله لأجل امرأة محرومة من شركة الكنيسة ؟؟" لكن نظرة الألم في عيني الجندي كانت كافية لتعلن توبته فأخذ القديس من ماء القداس و رش عليه فتحرك و عادت يده صحيحة كما في البداءة ....فيما بعد أرسلت الملكة تعتذر و ردت الحقل لكن للأسف ليس عن توبة لكن عن ضعف اذ بدأت بعد ذلك تدبر المكائد للقديس حتي انها كانت السبب في استشهاده و اكن ...مين يقدر عليه ؟؟
بركة صلاته تكون معنا أمين .
قول أباء :
جزء من مقارنة روووعة بين الملك و الراهب
الملك يتحكم في مدن وشعوب وجيوش أما الراهب فيتحكم في شهواته
الملك يحارب برابرة للتوسع أما الراهب فيحارب الشياطين ويرشد النفوس
الملك حياته ملآنة الام ومشكلات أما الراهب فيعيش في فرح وسلام
الملك يهدي ذهبا" اما الراهب فيقدم نعمة وتعزية
الملك يصعب عليه استعادة امبراطوريته إن فقدت اما الراهب يسهل ان يقوم من سقطته
القديس يوحنا ذهبي الفم
و في أحد الأيام ذهبت الملكة في جولة في القسطنطينية فأعجبها أحد الكروم فاستفسرت عنه
الملكة : لمن هذا الحقل الصغير هناك ؟؟
قائد الحرس : هو لاحدي الأرامل يا مولاتي تدعي .... و قد توفي زوجها منذ فترة
الملكة : أتدري لقد أعجبني هذا الحقل
قائد الحرس : و لكن يا سيدتي ...
الملكة : لا يوجد لكن
( كان يريد أن يقول لها ان الأرملة لن تبع الحقل ابدا ...لكن شيئا ما في لهجتها أو نظرتها القاسية جعلته يبتلع لسانه في صمت )
الملكة : هذا الحقل ينتقل الليلة الي ملكيتي مفهوم ؟؟
قائد الحرس : مفهوم يا جلالة الملكة
وهكذا وبرغم دموع الأرملة و بكائها الشديد طردها الحرس بالقوة خارج ارضها و تركوها تبكي وتغرق في دموعها
لكنها لم تيأس ..فذهبت لقاضي المدينة فتحمس للدفاع عنها لكن اذ عرف انها الملكة هز كتفيه في صمت و قال لها : الملكة لديها الحق في كل ما تشاء
وهكذا خرجت من عنده تجر أذيال الخيبة و ذهبت للواالي و حاكم الاقليم ..لكن واحد منهم لم يقدر ولا حتي علي تدوين الشكوي بل تعمدوا ايذاء العجوز ارضاء للملكة
وهنا ..بعد أن فقدت كل أمل ..سطع اخيرا بريق أمل كبير جدا ...الوحيد الذي يمكنه انقاذها ذو القلب الرحوم و الذي لا يخشي الملكة ولا أي شئ ..أسقف المدينة ...يوحنا ذهبي الفم
و فعلا ذهبت اليه و هناك بكت بين يديه و عرفته الموضوع بالكامل ...فبعث أحد الشمامسة لتقصي الحقيقة فعاد الشماس ليؤكد انها مظلومة حقا
وهنا قال لها القديس لا تلقي بالا سأعيد لك حقك بمشيئة الله
وهكذا خرجت الأرملة من عنده فرحة واثقة بأن رجاؤها لن يخيب
أما القديس فبعد صلاة بسيطة أخذ عصاه و اتجه للهدف مباشرة ..للقصر الامبراطوري
دخل قديسنا الي القصر الامبراطوري و طلب مقابلة الامبراطورة
فتحرك الوزير في ممل من اتعاد علي هذه الطلبات ولا عجب فقد كان سابقوه و الأساقفة ممن اعتادوا التقرب الي الملك و الحكام طمعا في رضائهم
لكنه لم يكن يدري أنه هذا الرجل بالذات يختلف عنهم ...يختلف تماما
و بعد فترة قصيرة كان قديسنا يقف أمام الملكة التي بادرته
الملكة : مرحبا بك في قصري يا جناب الاسقف
القديس : شكرا لملاتي لكني هنا لطلب بسيط من جلالتك
الملكة : لا عليك ..فقد اعتدت ذلك من باقي الأساقفة و لبيت طلباتهم الشخصية و ..
قطعها القديس : انه ليس طلب لأجلي أنا يا جلالة الملكة
الملكة : فيم طلبك اذن ؟؟
القديس : اعيدي الحقل الذي اغتصبتيه من الأرملة الفقيرة ونطقها في صرامة جعلت الملكة تقطب حاجبيها ثم قالت له بهدوء
الملكة : لا شأن لك بهذا الأمر اكتفي بكنيستك
القديس : لكنك عضوة في قطيع المسيح أيضا وواحدة من رعيتي لهذا فأنت ملتزمة بدستور المملكة
الملكة : دستور !!!!
القديس : نعم ...الانجيل يقول هذا لذلك لابد أن تردي الحقل لهذه الأرملة الفقيرة
الملكة ( غاضبة ) : أنا الملكة ومن حقي أن أفعل ما أريده
القديس : ليس حينما تكون ضد الحق
الملكة : أنا من أقرر الحق .. و لا تتعب نفسك فلن ارد الحقل
القديس : أنا لا أطلب منك لكني أمرك بما لي من سطان كهنوتي من الرب
الملكة : اسمع يا هذا سابقوك من الأساقفة اكنوا يذعنون لي في أي شئ أطلبه و لم يرفضوا لي طلب ...و الأفضل لك أن تتعلم منهم عدم عصيان الأوامر و الا ...
سأحرمك من دخول القصر.. و أستردفت ساخرة و أنت تعرف ماذا يعني دخولك القصر
القديس بقوة : قصرك هذا لا يعنيني في شئ فمسيحي هو ملك المذود و ليس القصور ...و أنا لا أطلب شئ من العالم ..لكن لاصرارك وعنادك ..فاني بالسلطان الكهنوتي الممنوح لي من قبل الرب نفسه أمنعك من دخول الكنيسة و انت محرومة أيتها الملكة من تناول القربان المقدس حتي تعيدي الحقل ...!!
نطقها في قوة ثم استدار ليغادر تتابعه الأعين مدهوشة ..اذ من هذا الذي يجرؤ أن يفعل هكذا بالامبراطورة هذه التي يرتعد أمامها الملوك و يبتغي رضاه العظماء ...لكنه ام يكن من هذا العالم كان يعرف شئ واحد فقط و هو الحق .
ومرت الأيام في سرعة كأنها تتعجل اللقاء حتي أتي يوم الأحد ..و ذهب قديسنا العظيم للكنيسة كالعادة لصلاة القداس و سار القداس في سلام و هو لا يعلم أن الملكة تتحرك و معها عدد كبير من جنودها لحضور القداس أيضا ...حتي لو ..بالقوة !!
و عند تلاوة قانون الايمان أتي شماس و أخبر القديس أن الملكة اقتحمت ساحة الكنيسة و هي تنوي حضور القداس ..ففي جرأة عظيمة و قوة نادرة قال القديس بصوت مرتفع للشمامسة حراس أبواب الكنيسة : أغلقوا الأبواب و لا تدعوا الملكة تدخل للكنيسة
دوي صوته بقوة في الكنيسة و أسرع الشمامسة فأغلقوا أبواب الكنيسة في وجه الملكة ..!!
وهنا ثارت ثائرة الملكة اذ كيف يفعل ذهبي الفم بها هذا .. و في ثورة غضبها تجاسرت و امرت احد حراسها قائلة : حطم أبواب الكنيسة لنري كيف سيمعني هذا الاسقف من حضور القداس ...لكن الجندي خاف و تردد كثيرا فهي بيعة الله و لا يقدر أن يمسها بسوء ..لكن تحت صراخ الملكة و الشرر المتقد في عينيها رفع البلطة التي في يده و ..
"أأأه " هكذا صرخ الجندي صرخة قوية انتزعت الملكة من غضبها لتجد الجندي قد تسمر في الارض ممسكا البلطة......ففزع الجنود وولوا و الملكة نفسها حل عليها رعب شديد و هربت مسرعة من الكنيسة
أما داخل الكنيسة فكان القديس قائما يصلي صلاة القداس حتي اذ انتهي و ناول الشعب من القربان المقدس أمر الشمامسة ففتحوا أبواب الكنيسة..ليجدوا أمامهم الجندي مسمرا في الارض و يداه مرفوعة ممسكة بالبلطة ...أما القديس فعلم بالروح ما كان فنظر للجندي و قال له " كيف تجاسرت يا هذا ان ترفع يدك علي بيعة الله لأجل امرأة محرومة من شركة الكنيسة ؟؟" لكن نظرة الألم في عيني الجندي كانت كافية لتعلن توبته فأخذ القديس من ماء القداس و رش عليه فتحرك و عادت يده صحيحة كما في البداءة ....فيما بعد أرسلت الملكة تعتذر و ردت الحقل لكن للأسف ليس عن توبة لكن عن ضعف اذ بدأت بعد ذلك تدبر المكائد للقديس حتي انها كانت السبب في استشهاده و اكن ...مين يقدر عليه ؟؟
بركة صلاته تكون معنا أمين .
قول أباء :
جزء من مقارنة روووعة بين الملك و الراهب
الملك يتحكم في مدن وشعوب وجيوش أما الراهب فيتحكم في شهواته
الملك يحارب برابرة للتوسع أما الراهب فيحارب الشياطين ويرشد النفوس
الملك حياته ملآنة الام ومشكلات أما الراهب فيعيش في فرح وسلام
الملك يهدي ذهبا" اما الراهب فيقدم نعمة وتعزية
الملك يصعب عليه استعادة امبراطوريته إن فقدت اما الراهب يسهل ان يقوم من سقطته
القديس يوحنا ذهبي الفم

إرسال تعليق