الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

المصفاة الثلاثية

اشتهر سُقراط ( أحد فلاسفة الإمبراطورية الرومانية) بالحكمة والإفراز، لذا كانت له مكانة مرموقة بين الفلاسفة.
في أحد الأيام جاءه شخص يقول له بحماسٍ شديد: "هل تعرف ما سمعته أخيرًا عن أحد تلاميذك؟!"
أجابه سقراط: "قبل أن تتكلّم، أُريد أن أُجري عليك اختبارًا بسيطًا.. وهو اختبار المصفاة المثلث"
سأله الرجل مُندهِشًا: "وما هو هذا الاختبار العجيب؟!"
أجابه سقراط: "هو اختبار يجب أن نُجريه قبل أن نتكلّم، هلم نبدأ في تصفية ما سوف تقوله..
أول مصفاة اسمها الحقيقة: هل أنت مُتأكِد أن ما ستقوله لي هو الحقيقة؟"
قال الرجل: "لا لستُ متأكدًا، أنا سمعتُ من..."
قال سقراط: "حسنًا، إذًا أنت لستَ واثقًا إن كان الأمر صحيحًا.. فلننتقِل إلى المصفاة الثانية وهي مصفاة الخير: هل ما ستقوله لي هو للخير؟"
فأجاب: "لا بل على العكس"
أكمل سقراط: "إذًا تُريد أن تقول لي خبر سيء حتى وإن لم تكن متأكدًا من صحته؟!.. ومع ذلك فسوف نُجرِّب المصفاة الأخيرة، مصفاة الفائدة: هل ما ستقوله لي سيعود علىّ بالفائدة؟"
أجاب الرجل في خجلٍ: "لا ليس له فائدة".
ختم سقراط الحديث بقوله: "إذًا مادام ما تُريد أن تقوله لستَ متأكدًا من حقيقته، ولا هو للخير، وليس له فائدة، فلماذا تُريدني أن أسمع؟!"


هي قصة فلسفية نوعا ما لكنها ممتازة في الهدف خاصة بالنسبة لنا كمسيحيين فكثيرا جدا ما نترك أذننا مفتوحة لكل من يريد أن يقول أي شئ سواء كان ادانة أو خطية ...الخ ونهتم جدا أن نسمع أخبار فلان و فلان و ماذا فعلت فلانة لنجد أنفسنا في النهاية محاصرين من أفكار لا حصر لها من الادانة و الخطية قهل عرفت السبب ؟؟ احذر جدا اذن لئلا بسبب الادانة تفقد محبتك لأصدقائك و اخوتك
تذكر دائما قول ربنا يسوع :
"لا تخرُج كلمة ردية من أفواهكم، بل كل ما كان صالحًا للبنيان حسب الحاجة، كي يعطي نعمة للسامعين" (اف 4 : 29).


قول أباء :
يا ابني لا تدن احدا قط ...احفظ نفسك تماما من مثل هذا الفكر لأنه ردئ جدا ..و الله يمقت بشدة الانسان الذي لا يمدح الا نفسه

أنبا باخوميوس
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق