الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

ربي يسوع ...هل تركت العالم لتهتم بي ؟؟

في كثير من الأحيان يشعر الواحد منا أنه وحيدا ...اذ كيف ينظر اليه الله و يهتم به وسط هذه الجموع هناك أكثر من 6 مليار نسمة علي وجه الأرض ...هو ربنا فاضيلي ..انا أكيد واحد من ضمن ناس كتير عنده ..أكيد دار بذهنك مرة هذا الكلام كما دار بذهني وأحيانا يأتي الرد بأسرع مما نتوقع لكن الأول خلونا مع القصة :

في وسط سكون الليل تسللت الأم ماريا مسئولة ملجأ الأيتام الي الطريق المؤدي للمخزن ... و لم تقاوم دموع حبستها طويلا ان تنزل علي خديها لتعلن عن ما يفتعل في نفسها من ألم و مرارة ....فهاهوذا وقت العشاء قد حان .و أمامها أكثر من مائة و خمسون طفلا تحت رعايتها في الملجأ لم يتناولوا أي طعام منذ الصباح الا القليل و القليل جدا ... كانوا بحاجة ماسة للخبز خاصة ... وماذا تفعل هي في هذا الجو البارد و هي في منطقة بعيدة بالاضافة لضعف امكانيتهم ...دارت هذه الأفكار بفكرها و هي في طريقها الي المخزن ..وفتحت بابه لتتأمل في رفوفه الخاوية كأنها تتخيل و للحظات أنها ممتلئة عن أخرها بالخبز .. ثم تعود لتكتشف الحقيقة أمامها فتغلق باب المخزن و تعود أدراجها وهي تئن في داخلها معاتبة الرب اذ كيف لا يهتم بشئون أولاده هكذا ...وكيف ..و كيف ..و أفاقت من أفكارها لتجد نفسها أمام أمام حجرة الأب بابلو مدبر الملجأ الروحي و هناك شكت له الأم ماريا المشكلة بتفاصيلها
الأب بابلو : وهل صليتي لأجل هذا الموضوع يا ماريا ؟؟
ماريا : بالتأكيد يا أبي لكن يبدو أن الله منشغل عنا هذه الأوقات
الأب بابلو : لا تقولي هكذا فحتي ان نسيت الأم الرضيع هو لا ينسانا...اسمعي يا أمنا لما سأقوله لكي ...اجمعي كل أولاد الملجأ ال 150 طفلا و ادخلي الكنيسة و صلي معهم و قولي لهم أن يطلب كل واحد أن يرسل لنا الله خبزا من عنده ..و أنا ايضا سأمكث ههنا و أصلي و أنا أثق انه لا يتركنا
ماريا : حسنا يا أبي سأفعل بالتأكيد
و بالفعل قامت ماريا و جمعت الأولاد و دخلوا الكنيسة و بدأوا بالصلاة ..كل طفل بقلبه البسيط يطلب من الله أن يرسل لهم خبزا من السماء ..و مرت الدقائق بطيئة عليهم .. وهم يصلون و ينتظرون ..ثم اذ فجأة سمعوا صوتا فقالت الأم ماريا للأطفال أكملوا الصلاة و سأنظر ماذا بالخارج
وخرجت بالفعل لتنظر فاذا به مطر شديد ينهمر في المنطقة ...حزنت الأم جدا ...وذهبت للأب بابلو ..فوجدته منسكبا في حجرته الخاصة يصلي
ماريا: أرايت يا ابانا طلبت من الله خبزا فأرسل مطرا يزيد من معاناتنا
الأب بابلو : يا ابنتي لا تنظري هكذا فما أبعد أحكامه عن أفكارنا
ماريا : و لكن يا أبي ان ...
أسكتها الأب بابلو بيده ليرهف السمع ...نعم انه صوت جرس الباب ...فأخذ مظلته و اتجه نحو الساحة المفتوحة للمنزل وهو يفكر في هذا الشخص الذي دفعه حظه السئ للخروج في هذا الجو العاصف ..عله يحتاج للمساعدة
وفتح الأب بابلو الباب ليجد أمامه رجلا فأدخله بسرعة لداخل البيت ...حتى لا يغرقا من المطر الكثيف
لكن الرجل قال له : لا يا أبي فمعي شاحنة بالخارج محملة خبزا لابد أن ندخله أولا حتي لا يفسد !!!
وبذهول شديد توجه الأب بابلو تجاه الباب و فتحه لتدخل الشاحنة الضخمة محملة عن أخرها ..و أمامه وقفت الأم ماريا ذاهلة فهي لم تصل لتصور هذا الأمر ولا في أسعد أحلامها و ما الذي أحضرك الي هنا يا أخي ؟؟؟
انطلق هذا السؤال من شفتي الأب بابلو و هو لا يزال في دهشته
فأجاب الرجل : أنا يا أبي سائق أعمل بالأجرة و قد استأجرني اليوم صاحب مخبز و طلب مني أن أنقل شحنة كبيرة جدا من الخبز لمكان محدد وبينما أنا في الطريق هطل هذا المطر الشديد الذي لم يكن متوقعا علي الاطلاق مما كان من شأنه أن يفسد الخبز فاتصلت علي الفور بصاحب المخبز ففهم الموقف وقال لي أين أنت ؟؟ وكنت في هذه اللحظة بالذات أمام ملجأكم ..فأجبته أمام ملجأ للأطفال ..فقال علي الفور اذن ارسل لهم هذا الخبز و اطلب منهم الصلاة لأجلنا و هكذا فعلت

صديقي ...الله لم يخلقك فردا ضمن قطيع ..أو واحد من أبناء كثيرين بل لك مكانا مميزا جدا في قلبه و لو كنت أنت الوحيد علي الأرض صدقني كان سينزل من سماه ليصلب من أجلك
لذلك ثق أنه يستمع اليك شخصيا في كل أمورك و يدبر حياتك بتفاصيلها فأنت ابنه المحبوب جدا

قول أباء :
أعيش في العالم كمن لا يوجد أحد في العالم غير المسيح و غيري

القديس لورانس
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق