الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

من منكم اذا اهتم يقدر أن يزيد قامته ذراعاً

في كثير من الأحيان أحمل همي فوق كتفي و كأنني أنا من أعتني بنفسي ..و أنسي أنني بين يدي أبي الحبيب وهو يدبر بحبه كل شئ
لأنقل لكم هذه القصة الحقيقية رواها الأب روفينيوس صدقوني حاولت أختصر و أنا أكتبها لكنها جميلة جدا جدا


في نشاط ملحوظ بدأ الأب فرونتون مسيرته وسط اخوته ..و عقله يسترجع البداية ...بداية هذه المجموعة من الملائكة الأرضيين فهو يذكر جيدا يوم أن اجتمعوا معا اتفقوا أن يحيوا بجملتهم للرب يومها قطعوا معا عهد البتولية و اتفقوا أن يحيوا بتوليين في هذا العالم و يكون لكل منهم المسيح عريسا شخصيا وكرسوا أنفسهم لخدمة الرب في تضحية و بذل شديد

غير ان الأب فرونتون كان يشعر برغم خدمتهم المثمرة أن هناك شئ ينقصه ..يشعر بضجيج شديد حوله و يحتاج أكثر الي الهدوء و الصلاة بتأمل ..وما أن وصلوا الي بيتهم الذي يقيمون فيه معا حتي كان الأب فرونتون قد اتخذ قراره و
اجلسوا يا اخوتي فهناك شئ هام أريد أن أحدثكم به ...هكذا بدأ الأب فرونتون حديثه مع اخوته الرهبان ثم استطرد
تعلمون يا اخوتي خدمتنا ومحبتنا للرب يسوع و محبتنا الشديدة بعضنا لبعض لكني في الأونة الأخيرة تمنيت لو أننا نبيع كل ممتلكاتنا ونذهب للصحراء حيث نعيش معا رهبانا في محبة و نتفرغ للصلاة و الجهاد فما رأيكم ؟؟
ما أن سمع اخوته هذا حتي انهالت عليه عبارات الاستحسان و التشجيع و الموافقة كانما كانوا ينتظرون هذه اللحظة و يحتاجون للتشجيع غير أن الأب فرونتون أوقفهم باشارة من يده و قال " لكن يا اخوتي لابد أن أحذركم أن الطريق كربة و كل من يبدأ فيها لابد أن يكون بكامل رغبته لا عن ضغط بل محبة في ربنا يسوع "
وهكذا في هدوء و سرعة وزعو كل ما يملكون من أموال و أبقوا معهم فقط بعض الأدوات و البذور للزراعة و ذهبوا للصحراء الداخلية
ومرت الأيام سريعا و هم بين صلوات حارة و عمل يدوي و كلمات روحية بينهم وكان الأب روفينيوس دائما يقول لهم " اطلبوا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم "فلم يعولوا هما لأي شئ لأن أبوهم السماوي يدبر
غير أن عدو الخير لا يهدأ و كيف يهدأ و قد صارت الأرض سماء في هذه البقعة الصغيرة فلجأ الي سلاحه الفتاك
و هكذا بدون مقدمات انتشرت فجأة روح التذمر بين الإخوة ...تذمر علي كل شئ كانوا يقولون فيما بينهم ماذا يجبرنا علي هذه الصحراء ٍ القاحلة المدينة أفضل ..وماذا عن الأخطار و البرد و الجوع و بدلا من الحب الذي كان يسودهم أصبح كل منهم يهتم بنفسه و يدين الأب فرونتون الذي أحضرهم لهذا المكان وصلت الأخبار سريعا للأب فرونتون غير أنه لم يتكلم حتي أتي يوما وفد عن المتذمرين
و بغضب واضح و قرار نهائي قال أحدهم ..لقد أتينا لتوديعك يا أبانا فاننا راحلون للمدينة حيث نجد طعاما فهنا الله لا يهتم بنا و لا نجد ما نأكله
فرفع الأب فرونتون عينيه و هي تبكي و قال لهم " ألا تدركون يا اخوتي أن الله لا يترك أحد مخلوقاته يموت جوعا فما بالكم تخافون هكذا و تتذمرون "
فرد عله أحدهم " لقد اتخذنا قرارا يا أبانا فالله لن يرسل لنا طعاما من السماء لذا سنرحل "
هنا وكمن يتشبث بأمله الأخير قال الأب فرونتون " ليكن يا اخوتي لكن لي طلب أخير لنصلي غدا قداسا معا و نصلي ونري بماذا يجيبنا الرب ثم تمضون في طريقكم "
و بينما الأب فرونتون يكلمهم كانت دموعه تبلل لحيته الخفيفة ... هذه الدموع التي تفتح أبواب السماء و ان كانت مغلقة
و فعلا أرسل الرب ملاكه في الحال الي أحد أغنياء الاسكندرية و قال له " أنت هنا تتنعم ترفا و تترك عبيدي يهلكون جوعا في الصحراء ارسل لهم طعاما " فاستيقظ الغني وهو مندهش من الحلم غير أنه لم يكن يعرف مكان القديسين فلم يعرف ماذا يفعل
و في الليلة التالية أرسل الله الرد عن طريق أحد أصدقائه الذي قال " أنت تملك عددا كبير من الجمال فضع الطعام علي ظهورها و اجعل أحد خدامك يقودها للصحراء و يتركها هناك و الرب يقودها " فوافق الجيع علي الاقتراح و حملوا خمسة و ستين جملا ً و ربطوها معا و أطلقوها علي مشارف الصحراء فسارت الجمال وحدها كأنما تعرف طريقها وظلت سائرة في الصحراء لمدة أربعة أيام حتي أتت لموضع القديسين وركعت جميعها أمام القلالي ..غير أن أحدا لم يشعر بها فقد كانوا كلهم في ذلك الوقت مجتمعين مع الأرب روفينيوس يصلون القداس الأخير لهم معا و أنهوا القداس معا و خرج الأب روفينيوس وهو مشرق الوجه جدا و فتح لهم باب الكنيسة و قال لهم " أمازلتم يا اخوة تتذمرون ؟؟ "
أما هم فلم ينطقوا من غرابة المشهد ..فقال الأب " لقد وكل الله احد أغنياء الاسكندرية للعناية بنا فهلم نرفع الحمل عن الجمال " فلم يجاوبوه بل في فرح شديد اندفعوا يرفعون الطعام عن الجمال و كتعبير عن شكرهم أخذوا نصف الطعام فقط و ردوا البقية عل الجال وتركوها تعود
أما الغني فكان في الاسكندرية يلومه أقرباؤه علي هذا الفعل الأحمق الذي فعله اذ أهلك جماله ..لكنه لم يجيهم حتي مرت ثمانية أيام فاذ بقافلة الجمال تعود وحدها ومعها شكر من الأباء القديسين فانعقدت الألسن من الدهشة لعمل الله العجيب و استمر الغني يرسل قافلة الجمال هذه في كل عام
أخي الحبيب ..لا تتعجب من القصة فصدقني هذا يحدث معك و معي كل يوم غير اني لغبائي الروحي لا ألاحظ يد الله فلا تتذمر أبدا بل اشكر كل حين و لاتفكر للغد فأنت محمول علي ذراع الهك
أترككم مع الأية الجميلة دي ياريتها تكون لنا منهج
يا رب تجعل لنا سلاما لانك كل اعمالنا صنعتها لنا (اش 26 : 12)
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق