بسم الاب و الابن و الروح القدس
إلة واحد أمينتبدأ القصة من:-بيت صغير و عائلة فقيرة من فردين
الام تجلس مع ابنها و تحاورة
تابعوا معنا......
جاك! أظن أنني لا أقدر ان أدعك تذهب!
هذا ما قالته أم أرملة لابنها الأكبر الذي كان عدتها وسندها بعد وفاة أبيه.
والآن قد دعي للخدمة في السفينة "كورنيليا" المزمعة ان تسافر إلي الهند الغربية بعد ساعات قليلة.
أما هو فقال لها: ينبغي ان تذكري ما قلته لي مرات كثيرة وخصوصاً أمس مساءً وهو أني في البحر كما في البر لا خوف علي اذا كنت أسأل الله ان يحفظني.
وهكذا قال لي معلمي ايضاً. ولا يمكنني ان أظل بطالاً في البيت.
بل علي ان اشتغل لأعولك مع اخوتي الصغار. فلا تخافي يا أماه. اني أعتنى بنفسي، وان ساعدني الحظ والتوفيق أجد في الحال مقداراً من الدراهم وارسله اليك.
وكان عمره حينئذ ثلاث عشرة سنة، لكنه قال هذا الكلام بلهجة وهيئة رجل كبير. فلم يسع امه حينئذ الا ان تفتخر به وتقبله شاكرة الله علي إعطائه إياها ابناً كهذا.
ثم أعدت له ثيابه في الصندوق، ووضع انجيله الجميل المهدي له من معلمه فيه ايضاً. وبعدما صلت أمه طالبة من الله حفظه من الخطيئة والخطر انطلق ذاهباً إلي السفينة.
وقد كان السفر اميناً ساراً. وحصل جاك علي رضي الضباط ومحبة النوتية. وبلغت السفينة الهند الغربية وأفرغت شحنها ورجعت بما وسقته من هناك وإذا بنوء شديد يحدث في البحر.
وظلت السفينة اياماً تحمل مسلمة لرحمة الأمواج وقل الرجاء بسلامتها. وفي اليوم الخامس تعرقل أحد حبال الصاري المقدم ومست الحاجة إلي واحد يصعد ويحله. ولكن من؟ بالجهد يقدر السنجاب علي ذلك في مثل هذه العاصفة.
فنظر القبطان إلى ذلك الصاري المائل بالحبل المعرقل وقال: لابد من صعود واحد وإلا فكلنا نهلك. يا جاك! فرفع الفتي نظره وأعاد القبطان قوله له.
فتوقف جاك قليلاً ثم ذهب صامتاً إلى مقدم السفينة. وبعد دقيقتين عاد واضعاً شيئاً في جيبه. وعلي الفور أخذ بسلم الصاري وصعد.
وحينئذ جاء قسيس السفينة إلى جانب القبطان ونظر الفتي صاعداً فقال للقبطان: لماذا أصعدت هذا الولد؟ لا يمكنه ان ينزل حياً. فأجابه: أصعدته لينقذ حياته.
بعض الأوقات نفقد رجالاً في مثل هذا العمل. لكننا لم نفقد قط ولداً. انظر كيف يتمسك كالسنجاب! وعما قليل ينزل سالماً.
فلم يستطع القسيس ان يجيبه شيئاً ووقف منقطع النفس من شدة خوفه علي جاك الذي كان يقفز من حبل إلى حبل كالسنجاب.
ثم أغمض القس عينيه صارخاً: آه سقط! هلك! لكن جاك لم يسقط بل الصاري المتمايل أخفاه قليلاً عن النظر. وما لبث ان عاد فظهر وقد بلغ الحبل المعرقل.
ومسح القسيس دموعه شاكراً الله علي ذلك. وبعد ربع ساعة حل جاك عرقله الحبل واستقام امر الصاري. وعاد جاك إلى السلم ونزل إلى ظهر السفينة سالماً.
ولما سكنت العاصفة طلب القسيس ذلك الفتي واستوضحه أشياء كثيرة أُشكلت عليه فقال له أول كل شيء: لقد اقدمت علي عمل عظيم ولولا رحمة الله لهلكت.
فقل لي لماذا توقفت قليلاً قبل الصعود. هل خفت؟
فأجابه: كلا يا سيدي.
فسأله: إذا ماذا؟
فأجابه: ذهبت لأصلي. ظننت اني ربما لا انزل حياً. فاستودعت الله نفسي قبل كل شيء.
فسأله القس متعجباً: وأين تعلمت ان تصلي؟
فأجابه: امي ومعلمي علماني يا سيدي أن اصلي إلي اله ليحفظني.
فقال القس: حسناً فعلت يا بني إذ ليس أفضل من هذه الواسطة عند الخطر. والآن قل لي ما هذا الذي اعتنيت بوضعه في عبك؟
فأجابه متورداً: هو إنجيلي يا سيدي أعطاني إياه معلمي حين سافرت فقلت إني إذا لم انزل سالماً أحب أن أموت وكلمة الله قريبة من قلبي.
فنعما هذا الفتي الذي تقلد سلاحه قبلما ذهب إلي القتال.
افتكروا به أيها الأولاد الأعزاء ولا تتعرضوا لخطر بدون أن يكون ترس وصلاة ودرع كلمة الله معكم.
وحينئذ اشكروا رئيسكم العظيم الذي نلتم به الغلبة والظفر

إرسال تعليق