كان هناك إعلان عن سهرة رائعة لمطرب مشهور، أمضي والدا نبيلة ساعات استعدادا لهذه السهرة.
وبينما كانا يتأهبان بسرور لمغادرة المنزل، لاحظت الأم أن نبيلة تعاني من حمي مفاجئة. فقالت لزوجها:
"اذهب أنت ورفّه عن نفسك، أما أنا فسأبقي إلي جانب نبيلة".
فأجابها زوجها:
"لماذا عليك أنت أن تضحي دوما، اذهبي أنت إلي السهرة، فأنت جديرة بها، بعد يوم من العمل الشاق"
قالت الزوجة:
"لا يا حبيبي، أنا لا أحس بأنني أضحي بنفسي من أجل ابنتي، أنا أحب البقاء إلي جانبها دون أي شعور بالتضحية لأني أحبها".
لقد قالت الزوجة: "لا وجود للتضحية، لأن هناك حبا". وكأنها أرادت أن تقول: إذا كان هناك حب، فما من تضحية. وإذا كان هناك تضحية، فذلك يعني غياب الحب.
ويمكن القول أيضا إن هناك تضحية بسبب غياب الحب. ففي الحب تخل حر عن الفرح، في حين تكون التضحية تخليا مجبرا ومعذبا بدافع الواجب، ولن يسكن الفرح والحب والحرية، ولن تكون التضحية هدية للآخر، إذ في عمق التضحية يكمن الألم والقهر ونكران الذات.
"المحبة قوية كالموت. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقار" (نش ٨: ٦، ٧)
إرسال تعليق