الأربعاء، 28 مارس 2012

ذبابة أم…نحلة..!!


في أحد الأيام ذهبنا نسأل أحد المرشدين الروحيين فى الكنيسة عن مشكلة كانت تؤرقنا:
"أستاذ..أنت دايماً تطلب منا أن تكون أفكارنا طاهرة و نقية بعيدة عن الإدانة، لكن دعنا 
نعرض عليك هذا الموقف لنعرف رأيك فيه:
جاء إلينا بعض الناس يقولون أن أستاذ فلان يُدخن السجائر، وأن آخر يجلس علي المقهى 
، وثالث يعاكس الفتيات، وأثبتوا لنا صحة كلامهم بالأدلة..فكيف نرد عليهم..؟!
فبدأ المرشد يُحدثنا قائلاً:
أنا أعلم من خلال تجربتي في الحياة أن الناس ينقسمون إلي مجموعتين لا ثالث لهما:
النوع الأول من الناس يشبه الذباب؛ فالذبابة دائماً تهبط علي القاذورات...
فمثلاً لو تأملنا حديقة مليئة بالأزهار الجميلة ذات الرائحة الذكية وفي أحد أركانها 
فضلات أحد الحيوانات، نجد أن الذبابة تعبر كل هذا الجمال وتهبط علي الفضلات 
تغوص داخلها مستمتعة برائحتها الكريهة ولا تحاول أن تُخرج نفسها منها.
فإذا سألنا الذبابة عن الورود الجميلة في الحديقة سوف تجيب أنها لا تعرف 
حتى ما هي الورود، ولكنها وجدت القاذورات والفضلات و استمتعت بها..
هذه هي الفئة الأولي من الناس، مثل الذباب لا يفكرون ولا يبحثون إلا عن الرديء 
ولا يعرفون أو يرغبون في معرفة شيء عن الأمور الجيدة الحسنة.
أما النوع الثاني من الناس فيشبه النحل؛ فالنحلة تبحث وتهبط علي كل ما هو حلو 
وجيد..فمثلاً لو وضعنا قطعة من الحلوى في حجرة غير نظيفة وتأملنا النحلة نجدها 
تترك كل القاذورات وتبحث عن الحلوى حتى تجدها وتهبط عليها.
فإذا سألنا النحلة عن الأقذار التي تمتلئ بها الحجرة نجدها لا تعلم عنها شيء،
بل تجيب أنه يوجد بستان وزهور ورحيق وعسل؛ فهي تعرف جيداً الأشياء 
الجميلة وتجهل القبيح السيء.
هذه هي الفئة الثانية من الناس أصحاب الأفكار الجيدة الذين لا يفكرون ولا
يرون ولا يبحثون إلا عن الجيد.
أحبائي...حينما يأتي إليكم أحد ليدين أو ينقد آخر، قصوا عليه هذا المثل 
واعرضوا عليه هذين النوعين من الناس، واتركه يقرر الانضمام إلي 
أي مجموعة منهما...
أحبائي...فليكن لنا هذا الفكر النقي وهذه العين البسيطة..لا نبحث عن
الشر أو إدانة الآخرين بل نسعى دائماً وراء كل ما هو حسن وكل ما يمجد
اسم الله كما يقول معلمنا بولس الرسول:
"يا أحبائي،كونوا أولاداً في الشر أما في الأذهان فكونوا كاملين"      (1كو 20:14


www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق