الأحد، 25 مارس 2012

النملة السعيدة



اعتادت النملة بهيجة أن تعود كل يوم إلى حجرتها متهللة . كانت تروي للنمل أصحابها عن الخالق المبدع الذي أوجد هذا العالم الجميل . فكانت تخلق جواً من الفرح . وإذ عادت يوماً وهي تغني وتسبح الله ، سألها أصحابها : أرو لنا ما أعجبك اليوم يا بهيجة ؟ نراك متهللة جداً أكثر من كل يوم . 
قالت لهم بهيجة : 
بعد أن أنتهيت من عملي معكم انطلقت أتمشى على صخرة ، ووقفت أتأمل في السماء الزرقاء الجميلة . عبرت بي يمامة تطير ، كان جناحاها الجميلان أشبه بمروحتين رائعتين . 
قالت لها : يالك من يمامة جميلة ! لقد أبدع الخالق فأعطاك جناحين جميلتين ، وصوتاً عذباً . إني أرى لمسات الخالق المبدع واضحة فيك . 
بينما كنت أتحدث معها إذا بتيار جارف يقتحم المكان فانجرفت في الماء . 
أسرعت اليمامة إليّ ، وقد أمسكت بمنقارها فرعاً صغيراً من الشجر . تسلقت عليه ، ثم انطلقت بي اليمامة تحملني بعيداً عن الماء . لقد أنقذتني من موت محقق !
شكرتها على محبتها ولطفها وحنانها . 
بعد قليل نامت اليمامة على فرع شجرة ، وإذا بصبي يراها ، فأمسك بمقلاع ليصوب حجراً عليها ليصطادها . أسرعت إليه ولدغته في قدمه فصرخ وقفز . 
استيقظت اليمامة وطارت في الجو ، ولم يستطيع الصبي أن يصطادها . لقد أنقذتها من يد الصبي القاسية . 
إني اشكر الله الذي أعطاني أن أنقذ اليمامة . 
حقاً إني محتاجة إليها ، وهي محتاجة لي ! 

ليت البشر يدركون ذلك فلا يحتقر أحدهم الأخر . 
القوي محتاج إلى الضعيف ، كما الضعيف إلى القوي . 
الكبير يحتاج إلى الصغير ،كما الصغير إلى الكبير .

"احملوا بعضكم اثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح. 3 لانه ان ظن احد انه شيء وهو ليس شيئا فانه يغش نفسه. 4 ولكن ليمتحن كل واحد عمله وحينئذ يكون له الفخر من جهة نفسه فقط لا من جهة غيره. 5 لان كل واحد سيحمل حمل نفسه."
(غلاطية 6: 2)

 
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق