الخميس، 8 مارس 2012

الخروف فوفو



كان لداود، الراعي الصغير ، قطيع غنم ، يحسبه أجمل وأثمن ما في العالم. يعرف كل خروف باسمه، إذ كانت كل الخراف أصدقاء له. إن مرِض خروف أو تألم يغتم داود كأنه قد فقد كل ما يملكه. 

حدث ذات يوم، بعد الظهيرة بقليل، إذ أكل داود طعامه صار في غم شديد، لأن خروفا ما يُدعى "فوفو" قد ُفقد.

طلب داود من كلبه الأبيض "سنووي" أن يجمع الخراف ويحميها حتى يذهب هو لينظر "فوفو" المفقود. 

تسلل "فوفو" من وسط القطيع، وصار يجول هنا وهناك، وكان يتحدث مع كل ما يلتقي به من طيور وحيوانات ونباتات، قائلا لهم: 
"باء... باء... باء" 

التقى بالعصفور الصغير "تويتي" الذي كان يطير مع عصافير أخرى، وكان يغني متهللا: "صو... صو... صو" 
سأل العصفور الخروف "فوفو": 
"لماذا أنت هنا بمفردك؟ أين هو راعيك المحبوب؟ ولماذا تركت القطيع يا "فوفو"؟
أجاب "فوفو" : "أريد الحرية ! فإن داود يهتم بي جدًا ويقوتني، لكنه يحسب علىّ كل خطواتي ! إنني أريد أن أكون حرًا!" 

سار "فوفو" ثم سار ... وبدأ يشعر بالعزلة. حل به الخوف، وخشى أن يهجم عليه ذئب. 

فجأة عبر به الأرنب "جيجي"، فسأله: 
"ألا تعرف الطريق فأرجع إلى أصدقائي؟ باء... باء... باء"
أجاب جيجي: 
"لا تخف يا "فوفو"، حتما يبحث عنك راعيك، سيك... سيك... سيك" 

رأى الكلب بيانكي فوفو يبكي، فقال له: "لماذا تبكي أيها العزيز "فوفو"؟ "هوّ... هوّ... هوّ" 
أجاب "فوفو": "اشتقت إلى صحبة أصدقائي، أريد أن أكون مع راعيّ باء... باء... باء" 
أجاب "بيانكي": "لا تضطرب يا "فوفو"، فإن راعيك يحبك، هوّ... هوّ... هوّ" 

سمع "فوفو" صوت داود راعيه يدعوه: 
"أين أنت يا حبيبي "فوفو"؟
أين أنت؟ 
إني أبحث عنك!"

تهلل "فوفو" جدًا، وقال بفرح: "باء... باء... باء".
إذ وجد داود خروفه الضال فوفو تهلل قلبه في داخله . 
لم يفكر قط أن يعاقب فوفو لتصرفه الخاطيء،
وإنما حمله على ذراعيه وقبَّله، وقال له: 
"لا تخف يا فوفو! إني ها هنا... إني أحبك... إنني لن أنساك!"

عاد داود إلى قطيعه يحمل فوفو على كتفيه.

رحَّب به الكلب "سنووى" الذي صار يهز ذيله، كما صار القطيع كله يُمأمي، كأنه يرحب بعودة الراعي داود ومعه خروفه المفقود "فوفو".

منذ ذلك الحين، عاش "فوفو" سعيدًا وسط القطيع ومع راعيه داود



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق