الأحد، 12 فبراير 2012

يا من تشبهت بخالقك


لم يتصور الرهبان أن راهبًا يقبل دخول سيدة إلى قلايته. لكن إذ لاحظ راهب ذلك على زميله ترقبه هو وبعض زملائه حتى تأكدوا من تردد سيدة على قلاية الراهب.

ذهبوا إلى القديس مقاريوس يشكون له هذا الأخ الراهب سائلين منه أن يطرده من مجمع الدير.
...

قال لهم القديس:

"يا اخوة لا تُصدقوا هذا الأمر، وحاشا لأخينا المبارك من ذلك!"




أما هم فقالوا له:


"اسمح يا أبانا وتعال لتبصر بعينيك حتى يمكنك أن تصدق كلامنا".




ترقب الرهبان القلاية من بعيد حتى رأوا السيدة دخلت، فوقف أحدهم عند القلاية وجاء بقيتهم إلى القديس يطلبون منه أن يرى السيدة بعينيه.




طلب القديس منهم أن يبتعدوا قليلاً حتى يدخل هو أولاً إلى القلاية لئلا يكون ما قد رأوه خيالاً. قرع الأب باب القلاية، وإذ عرف الراهب أن القديس على الباب ارتبك جدًا، وطلب من السيدة أن تختبئ تحت "ماجورٍ" كبيرٍ.




دخل القديس وجلس على الماجور، وتحدث مع الراهب كأنه لا يعلم شيئًا، ثم جاء الاخوة وتطلعوا في كل جوانب القلاية ولم يروا السيدة، فخجلوا من أنفسهم، وخرجوا.


إذ قام القديس ليترك القلاية أمسك القديس بيد الراهب وهو يقول له:




"يا أخي أًحكم على نفسك قبل أن يحكموا عليك"،


ثم ودّعه وتركه.




وفيما هو خارج سمع صوتًا يقول:


"طوباك يا مقاريوس الروحاني، يا من قد تشبَّهتَ بخالقك، تستر العيوب مثله!"




بكى الراهب في توبة صادقة، وقضى بقية أيامه يجاهد بقوة ليحيا في الطهارة!




في كل صلواتنا الخاصة والعامة نشكر اللَّه لأنه "سترنا". لنستر على اخوتنا كما يستر اللَّه كل يوم علينا، فيستر علينا في يوم الرب العظيم.




أشكرك يا مخلصي لأنك دومًا تستر عليَّ.


هب لي أن يعمل روحك فيّ،


بالحب استر على إخوتي ولا أُشهِّر بهم.


سترتني في أحشائك الملتهبة حبًا،


ليتسع قلبي لاحتمال ضعفات الكل!


من كتاب أبونا تادرس
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق