الثلاثاء، 17 أبريل 2012

قصة لقاء مفاجيء



إذ كان جورج وماجد يتحدثان معًا، ينتقدان بعض الأصدقاء، فجأة قطع جورج حديثه وقال لماجد: "ألم نتفق معًا أنه إن تحدث أحد منَّا بكلمة بطَّالة لا نفع فيها، أو أدان أحدنا غيره، يقول له الآخر: "لا أريد أن أسمع؟"

- أرجو ألا تكون متزمتًا يا جورج؟

- لا، يلزمنا أن نكون مستعدين، ماذا نقول لو جاءنا رب المجد يسوع الآن؛ أو استدعى أحدنا عنده إلى الفردوس؟

صمت الاثنان قليلاً، ثم قطع جورج هذا الصمت قائلاً:

كلما تذكرت زيارة الرئيس الأمريكي راويت ديفد آيزنهاور 
لبول دونالد هالي يوخزني ضميري، مترقبًا مجيء ملك الملوك حسب وعده الإلهي


سأل ماجد: "ما هي قصة هذه الزيارة؟"

أجاب جورج:

إذ صار الجنرال الأمريكي رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية (1953-1961) قام في إحدى سنوات رئاسته بزيارة إلى دنفر للاستجمام.

عرف الطفل الصغير بول دونالد هالي، البالغ من العمر السادسة، والذي كان يُعاني من مرض السرطان في مرحلته الأخيرة بزيارة الرئيس. قال الطفل لأبيه دونالد هالي:

"إني أُحب الرئيس جدًا، ومشتاق أن أراه.

كيف يُمكنني أن أراه ولو من بُعد".

أخذ الوالد ابنه في حضنه وقبَّله بابتسامة تخفي من ورائها دموع حزنه على ابنه إذ يعلم أنه في أيامه الأخيرة. وفي شيء من الدعابة قال لابنه: "اكتب للرئيس أنك مشتاق أن تراه".

كتب بول للرئيس خطابًا يشرح له ظروفه ومرضه وأنه مشتاق أن يراه. تأثر الرئيس بالخطاب. وفي صباح الأحد طلب من سائق الليموزين أن يذهب به إلى عنوان الطفل.

قرع الرئيس الباب، وفوجئ دونالد هالي بالرئيس أمامه يطلب أن يرى ابنه بول الذي كان يسير خلفه.

ارتبك الرجل إذ لم يكن يتوقع زيارة رئيس الجمهورية له، لكن الرئيس في ابتسامة لطيفة قال له: "آسف، لم اتصل بك لأحدد موعدًا للزيارة، لكنني أتيت لالتقي بالطفل العزيز بول".

التقى الرئيس بالطفل وحيَّاه وهو يقول له: "لقد عرفت أنك تشتاق أن تراني، أنا أيضًا مشتاق أن أراك، لقد جئت إليك لألتقي بك!"

أمسك الرئيس بيد الطفل وسار معه إلى عربة الليموزين ليرى عربة الرئيس، وبعد حديث وِدي استأذن الرئيس، وعاد بالطفل إلى مسكنه.

عاد الطفل ليجد والده مضطربًا.

قال الطفل لوالده: لماذا أنت مضطرب يا أبي؟

أجاب الوالد: "كيف استقبل الرئيس بملابسي هذه، بالبنطلون الجينس والقميص بلا أكمام...؟ أهكذا يُستقبل الرئيس؟!"

بابتسامة عريضة تكشف عن اعتزاز الطفل بزيارة الرئيس له، قال: "إنه قد جاء من أجلي وليس من أجلك يا أبي... إنه يحبني ويشتاق أن يراني".

قال الوالد: "إني مسرور أنه صديقك الشخصي، وقد ذهب بك إلى سيارته لكي يريك إياها، وتحدث معك على انفراد. لكن كان يجب عليّ ألا التقي به بهذه الملابس".

قال الطفل: "لكنك لم تعرف أنه قادم".

أجاب الوالد: "مادمنا أرسلنا له خطاب كان يجب أن نتوقع حضوره... إني مُتألم لأني لم أكن مستعدًا لمجيئه!"

ختم جورج القصة معلقًا:

"مع كل نسمة من نسمات حياتي أقول لسيدي: 
"نعم، تعال أيها الرب يسوع... فكيف لا أسهر مُترقبًا مجيئه؟"

إني طِفلَه المريض المُشتاق إليه، بل هو أحبني أولاً، ووعدني أنه قادم ليمسك بيدي، يخرج بي من مسكن غربتي إلى حضن أبيه، لكنه لا يتحدث معي حديثًا وديًّا مؤقتًا، بل أبقى معه في ميراثه، شريكًا معه في أمجاده. يعبر بي إلى سمواته ويكشف لي عن أمجادها، ويتحدث معي حديث الصداقة الأبدية.

أعماقي تئن في داخلي: تعال أيها الرب يسوع!
من يُعِد نفسي لمجيئك، إلاّ روحك القدوس الناري؟!
ألهِب أعماقي بنار حبك،
فازداد حنينًا نحو اللقاء معك أبديًّا!
لتأتِ إليّ، أو لتأخذني إليك.
إني مشتاق إلى رؤياك.
مشتاق أن تستقر نفسي مع جسدي،
وأوجد معك إلى الأبد.
لتأتِ، فإني لن أكُف عن الشهادة لمجيئك،
أود أن أرى كل البشر معي على السحاب،
أتهلل بك حين يتهلل الكل بك،
وأُكلل حين أرى الجميع يُكللون!
لن أكُف عن النداء:
مسيحنا قادم، هلم ننتظره بفرحٍ ساهرين.



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق