الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

لا تدين لي بشيء

في إحدى الأيام، كان الولد الفقير الذي يبيع السلع بين البيوت ليدفع ثمن دراسته، ... ... قد وجد أنه لا يملك سوى عشرة سنتات لا تكفي لسد جوعه، لذا قرر أن يطلب شيئا من الطعام من أول منزل يمر عليه، ولكنه لم يتمالك نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة، فبدلا من أن يطلب وجبة طعام، طلب أن يشرب الماء.وعندما شعرت الفتاة بأنه جائع، أحضرت له كأسا من اللبن، فشربه ببطء وسألها: بكم... أدين لك؟ فأجابته: لا تدين لي بشيء .. لقد علمتنا أمنا أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير'.. فقال: ' أشكرك إذاً من أعماق قلبي'، وعندما غادر المنزل، لم يكن يشعر بأنه بصحة جيدة فقط، بل أن إيمانه بالله وبالإنسانية قد ازداد، بعد أن كان يائسا ومحبطاً.

بعد سنوات....
... تعرضت تلك الشابة لمرض خطير، مما أربك الأطباء المحليين، فأرسلوها لمستشفى المدينة،التي كان يعمل بها هذا الشاب الفقير بعد ان تخرج من كلية الطب وتم استدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضها النادر . وعندما سمع إسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة، لمعت عيناه بشكل غريب، وانتفض في الحال عابراً المبنى إلى الأسفل حيث غرفتها، وهو مرتديا الزي الطبي، لرؤية تلك المريضة، وعرفها بمجرد أن رآها، فعاد إلى غرفة الأطباء، عاقداً العزم على عمل كل ما بوسعه لإنقاذ حياتها، ومنذ ذلك اليوم أبدى اهتماما خاصا بحالتها. وبعد صراع طويل، تمت المهمة على أكمل وجه، وطلب الفاتورة إلى مكتبه كي يعتمدها، فنظر إليها وكتب شيئا في حاشيتها وأرسلها لغرفة المريضة. كانت خائفة من فتحها، لأنها كانت تعلم أنها ستمضي بقية حياتها تسدد في ثمن هذه الفاتورة
أخيراً .. نظرت إليها، وأثار إنتباهها شيئا مدونا في الحاشية،
فقرأت تلك الكلمات:
"مدفوعة بالكامل بكأس واحد من اللبن"
ففاضت عينها بالدموع وتذكرت تلك اللحظات وذلك الولد الفقير وشكرت إلهها وسبحته ...

عزيزي القارئ لا تنتظر أجرة الخير الذي تقدمه واعلم يقينا أن ما يزرعه الانسان اياه يحصد (غلاطية 6: 7)حقا إن الله ليس بظالم حتى ينسى تعب المحبة ...
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق