الخميس، 24 نوفمبر 2011

لكى يحيا و لا يموت

فى ليلة يوم شديد البرودة وقارس سنة 1925 فى كوريا , كانت أم حامل صغيرة السن تدعى ( باك يوون ) , قتل زوجها فى الحرب الكورية , ولم يكن لها من يساعدها فى معيشتها .
تذكرت صديقة لها مسيحية طيبة تدعى ( مس واطسن ) يمكن أن تساعدها , فقررت الذهاب اليها , وفى طريقها اليها ودموع الحزن على خديها , كان بالقرب من منزل صديقتها قناة عميقة 
 يربط ضفتيها جسر , وبينما كانت تتعثر قدماها فاجأتها آلام الولادة , فوقعت على الأرض وأحست بعدم قدرتها على الوصول , فزحفت حتى نهاية الجسر وولدت طفلها دون أن يكون معها أحد.
لم يكن لديها أى شئ تلف به المولود غير ملابسها الثقيلة المبطنة التى تلبسها , فبدأت تخلعها قطعة بعد أخرى وتلفها حول المولود , ومن شدة التعب والبرودة فارقت الحياة بجوار ابنها المولود على الجليد ( الثلج )
وفى صباح اليوم التالى كانت ( مس واطسن ) تسوق سيارتها على هذا الجسر ومعها سلة مملوءة بالاطعمة لاحدى العائلات المحتاجة . وفى طريق عودتها لمنزلها وعند اقترابها من الجسر , اذ بالسيارة تقف لعدم وجود بنزين بها . فخرجت منها وبدأت تعبر الجسر مشياْ على أقدامها , واذ بها تسمع صوت صراخ طفل ضعيف , فتوقفت لحظة للتأكد من هذا الصوت , فسمعت الصرخة الخافته مرة أخرى وكأنها صادرة من تحت الجسر . فزحفت تحت الجسر لتبحث عن مصدر الصوت , الى أن وجدت طفلاْ صغيراْ مقمطاْ ( ملفوفاْ ) ولما اقتربت منه وجدت جسمه دافئاْ ولكنه جائع , وبجواره أمه المتجمدة المائتة .
فأخذت الطفل معها لمنزلها , وبعد أن اعتنت به , عادت ومعها بعض المساعدين لها لحمل جثمان الأم ( باك يوون ) ودفنها
أما الطفل المولود فقد تبنته ( أى يكون ابناْ لها ) وسمته " سوبارك" وضمته الى الاطفال اليتامى الآخرين الذين كانت ترعاهم , أما سورباك فكان له مكانة خاصة عندها .
وكثيراْ ما كانت تقول له " لقد أحبتك أمك حباْ عظيماْ يا سوبارك , لقد ماتت متجمدة لأنها خلعت ثيابها لتلفك بها" , لم يتضايق الصبى من سماع هذا الكلام الذى كانت تردده كثيراْ ( مس واطسن ) عن أمه التى أحبته بهذا المقدار لتنقذه من الموت ويعيش .
وفى عيد ميلاد سوبارك الثانى عشر , كان الثلج يتساقط , وبعد انتهاء الأطفال بالاحتفال به , جلس بجوار ( مس واطسن ) وسألها " هل تعتقدين أن الله سمح بأن يفرغ البنزين من سيارتك فى هذا اليوم لكى ماتجدينى؟" أجابته " بالتأكيد هو سمح بهذا , لأنه لو لم تتعطل السيارة فى هذا اليوم ماكنت وجدتك , ولكن كم أنا مسرورة جداْ بوقوفها , فأنا أحبك كثيراْ وفخورة جداْ بك يا سوبارك" , ثم أحاطته بذراعيها , فأسند رأسه عليها وقال لها " ماما واطسن , هل تسمحين وتأخديننى الى مقبرة أمى ؟ أنا أشكر الله من أجلها , وأريد أن أشكرها أيضاْ لأنها وهبتنى الحياة.
أجابته " بالتأكيد نعم , فالبس معطفك الثقيل لأن الجو شديد البرودة ". وعندما وصلا الى المقبرة طلب سوبارك من ماما واطسن أن تتركه وحده وتنتظره بعيداْ . فمشت بعيداْ وانتظرت , وهى تراقبه , فاذا بها تفاجأت به وقد بدأ يخلع ملابسه الدافئة قطعة بعد أخرى , الى أن خلع كل ملابسه ووضعها على قبر أمه , ثم ركع عارياْ على الجليد وهو يرتجف بشدة من البرد . انتظرت ماما واطسن دقيقة ودقيقتين ثم أسرعت اليه ووضعت يدها على كتفه , فنظر اليها , ثم انحنى نحو القبر وفى حزن عميق صرخ لأمه التى لم يرها ولا عرفها " هل بردت هكذا , بل وأكثر من هذا من أجلى يا أمى ؟" ثم بكى بمرارة وحزن شديد لأنه شعر وأحس بنفسه كم قاست أكثر مما قاسى هو بكثير لكى يحيا ولا يموت .

وهذا ما فعله المسيح لنا " الله بين ( أظهر ) محبته لنا , لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ( ليعطينا الحياة )"
...
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق