قرر أب أن يرسل ابنه الصغير إلي مدينة بعيدة لزيارة أقارب لهم، وبينما كانوا يتوجهون بالسيارة نحو القطار، كشف الابن لابيه عن قلقه الشديد بخصوص الرحلة، فلم يسبق له أن ارتحل بعيدا عن بيته، وكان من الطبيعي أن يتساءل في ترق
ب عما قد يحدث عندما يصل إلي مقصده.
لكنه سرعان ما اكتشف أن مشاعر القلق التي يعانيها لا لزوم لها، لأنه عندما
صعد إلي القطار سأله محصل التذاكر إذا كان هناك ما يمكنه أن يعمله
لمساعدته، بينما أرشده شخص آخر إلي عربة البوفيه وساعده في الحصول علي
وجبته، وعندما وصل إلي المدينة التي يقصدها، أوقف رجل لطيف سيارة أجرة
وأركبه فيها، وهذه العربة أوصلته مباشرة إلي منزل أقاربه.
لم يفهم
الصبي ما حدث علي الإطلاق، وظن أن كل هذا كان معجزة، ولكنه أدرك بعد مرور
عدة سنين أن كل هذه الترتيبات بتفاصيلها قد قام بها أبوه من أجله، فلقد سبق
وتحدث إلي محصل التذاكر، وأعد بإحكام كل الترتيبات ليضمن أن يصل الصبي إلي
المكان الذي يقصده.
إذا كان الآباء الأرضيون يقومون بمثل هذه
الترتيبات لأبنائهم، فكم بالأكثر يكون أبونا السماوي. فلقد أعد ترتيبات
مفصلة لرحلتنا وما بعدها. وعلي وجه التحديد، فلقد أحبنا للحد الذي جعله
يرسل ابنه الوحيد حتي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية
إرسال تعليق