الخميس، 5 يناير 2012

كيف نحتفل بالميلاد ؟


عندما نحتفل بعيد صديق ٍ او قريب ٍ عادة ً نود أن نحتفل بالطريقة التي يريدها هو ، بالطريقة التي ترضيه وتفرحه ، ولا يمكن ان نفعل ما يسيء اليه أ وما يزعجه . هل هذا هو الحال معنا بالنسبة لعيد ميلاد المسيح ؟ هل تسائلنا كيف يريدنا صاحب العيد أن نحتفل بعيده أم اننا نفعل ما يحلو في اعيننا أو ما تعودنا على عمله ؟ . ان السواد الاعظم منا يفعل ما فعلته مرثا عندما زارها الرب يسوع في بيتها . يقول الكتاب في انجيل لوقا 10 : 40 " وَأَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ. " فسببت كثرة الانشغالات لمرثا كما تسبب لنا نحن تعبا ً جسديا ً ونفسيا ً حتى قالت للرب : " يَا رَبُّ ، أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي ؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِي ! " ان مرثا تعرف تماما ً أن الرب يبالي ، ويبالي كثيرا ً لكن تعب الاعصاب يجعل الانسان يقول ما لا يجب ان يقوله فيجرح من يحب ويفعل ما لا يجب ان يفعله فيخطئ نحو الآخرين . لم يوافق الرب على تصرف مرثا ولم يمدحها على نشاطها الفائق لكنه وبخها بالقول : " مَرْثَا ، مَرْثَا ، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا. " ماذا اختارت مريم يا ترى ؟ بينما كانت مرثا منهمكة ٌ ومشغولة كانت مريم جالسة ٌ عند قدمي يسوع تستمع الى كلامه المبارك . هل انت في عيد الميلاد المبارك كمرثا أم كمريم ؟ هل كثرة الاعمال والتحضيرات تنسيك صاحب العيد وتنسيك ما يريدنا ان نفعله في عيده كما حدث مع احدى العائلات المسيحية إذ كتبت ربة البيت اختبارها قائلة ً : لقد قمنا بكل التحضيرات الكثيرة سواء من التزيين أو من شراء ولف الهدايا ، أم من اعداد الحلويات والمأكولات والى ما هنالك . قالت : عندما اقبل عيد الميلاد احسست بالارتياح وصممنا ان نقضي اليوم بجو عائلي وروحي نقرأ فيه مع الاولاد من الكتاب المقدس قصة الميلاد ونرنم الترانيم الميلادية الجميلة ونتحدث عن هذه العطية السماوية التي اغنت وباركت حياتنا . نهض الاولاد باكرا ً في ذلك اليوم لانهم كانوا يحلمون بفتح الهدايا وغيرها من افراح العيد . قلت ُ لهم : اسبقوني الى الطابق السفلي وانتظرونا قليلا ً ريثما يتهيأ والدكم واضعه في كرسيه المتحرك لأن الاب كان مقعدا ً . ثم اكملت السيدة كلامها فقالت : بينما كنت على وشك انهاء تحضير زوجي والباسه ثياب العيد حتى دق جرس التلفون . من هذا الذي يتصل لكي يعيدنا باكرا ً جدا ً ؟ كان جورج ، هو ايضا ً رجلا ً مقعدا ً صادقه زوجي وشارك معه رسالة الانجيل . اعطيت سماعة التلفون لزوجي داني الذي بدوره تكلم اليه ثم وضع يده على ناحية الاستماع من السماعة وقال لي : لوري ، جورج في المطار الآن ، ينقصه بعض المال ليدفع بطاقة الطائرة الى مدينة كالجري في كندا ، هل نستطيع أن نساعده ؟ همست : لا ، ألا يعلم انه صباح الميلاد ؟ كيف يتجرأ أن يتطفل هكذا في هذا الوقت ؟ الاولاد يتنظرون بفارغ الصبر فتح هداياهم . اعتذر دانيال منه ثم وضع سماعة التلفون وجلس صامتا ً . عندها ، تقول : سمعت ُ صوتا ً في داخلي يقول : لوري ، لماذا الزينة الجميلة ؟ لماذا الشموع ؟ لماذا القصص والترانيم ؟ هل هذه مجرد عرض تمثيلي ؟ عرفت حالا ً ان كل هذا فارغ ٌ وبلا قيمة ٍ اذا لم نشارك بشكل ٍ عملي محبة الله التي ظهرت لنا في تجسد المسيح وفدائه . قلت : حسنا ً هذا ما سنفعله . ذهبنا حالا ً الى المطار تركت داني والاولاد في السيارة ودخلت لأجد جورج يجلس في كرسيه حزينا ً بقرب التلفون . صرخت : جورج أنا لوري زوجة دانيال ، كل عام وانت بخير ، ما الأمر ؟ . اخبرني انه في حالة ٍ نفسية صعبة وبحاجة ٍ ماسة في هذا الوقت أن يخرج من وحدته ويزور اخته في مدينة كالجري بكندا لكنه لا يملك المال الكافي لذلك . قلت له : بل ستملك المال الكافي وستكون مع اختك اليوم ان شاء الرب ، ثم سلمته ظرفا ً وكيسا ً من الحلوى وعانقته وتمنيت ُ له ميلادا ً سعيدا ً ورحلة مريحة . اشرق وجهه ثم شكرني وقال : سأدفع لكم عندما اعود . قلت له : لا حاجة لذلك هذه هدية منا ، مع السلامة والرب معك . عدت الى السيارة لاوصل سلامات جورج وتشكراته الحارة للعائلة ، ثم شرحت ُ للاولاد ان هذا هو ما يريدنا الرب يسوع ان نفعله في عيده .
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق