انطلق الصبي ماثيو مع والده إلى معرضٍ دولي. وإذ دخلا قسم الموسيقى كان الاثنان يتنقلان بين أدوات الموسيقى وكان ماثيو منسجمًا جدًا مع صوت الموسيقى الهادئ.
- يا لها من موسيقى رائعة!
- نعم إنها موسيقى الفنان المشهور بيتهوفن الذي حُرِم من عطية السمع.
- هل لو اشتريت أدوات موسيقى من هنا أصير مثل بيتهوفن، أخترع موسيقى جميلة هكذا؟
- تساعد الأدوات الإنسان، لكن ما قدمه بيتهوفن هو ثمرة نبوغه مع جهاده بمثابرة. صمت الصبي وعاد يستمتع بموسيقى بيتهوفن، كما اشترى بعض الإسطوانات الموسيقية لهذا الفنان. دخل الاثنان معًا قسم الفن... وقد وقف الصبي أمام بعض التماثيل الرائعة واللوحات العالمية، وكان مشدودًا لهذا الفن.
وفي حوار لطيف مع والده اشتاق الصبي أن يهبه اللّه نبوغًا لتقديم عمل فني رائع..
هكذا مع كل قسم من أقسام المعرض كان قلب الصبي يلتهب بالشوق أن يكون يومًا ما نابغًا. في المساء جلس ماثيو مع والده وتباحثا معًا في موضوع النبوغ في المواهب، وكان الأب يحاول أن يُمسِك بيد ابنه ليكتشف مواهبه الخاصة ويُنميها. قال الأب: "كم أنا سعيد يا ماثيو من أجل شوقك الحقيقي أن تكتشف مواهبك لتنميتها وتصير يومًا ما نابغًا.. لكنني أود أيضًا أن أُحدِثك عن نبوغٍ أبدي وفريد"
- ما هو يا أبي؟
- لا يستطيع الإنسان أن يكون نابغًا في كل شيء، إنما يلزمه أن يكتشف مواهبه. لكنه يوجد نبوغ فريد وفي متناول يدنا ونلتزم به جميعًا.
- ما هو؟
- أن نحمل في داخلنا السيد المسيح، حكمة اللَّه والبرّ، نحمله فننعم بحياته فينا. نعيش مُقدَسين، نُماِرس الحياة الفائقة العجيبة. لذا دُعيّ اسمه عجيبًا، ويجعل من مؤمنيه عجبًا. يجعل قلوبنا بعواطفها، وأجسادنا بحواسها، وفكرنا وكل طاقاتنا تعمل بقوة فائقة سماوية..!!
إلهي، من يقدر أن يُروِّض لساني؟ من يَضبُط أفكاري ويقدسها؟! من يُقدِّس حواسي؟ من يُبارِك أحلامي؟ لأقتنيك يا قدوس فأقتني حياتك فيك
إرسال تعليق