الخميس، 25 أغسطس 2011

خدمة يسوع


في كل يوم أحد عصرا، وبعد انتهاء خدمات صباح الأحد، كان الراعي وابنه البالغ من
لعمر 11 عاما يذهبان إلى المدينة ليوزعا بعض النبذ .وفى يوم الأحد الذي نتحدث عنه، عندما حان وقت خروجهما للشوارع يحملان النبذ ، كان الجو قد أصبح شديد البرودة وراح المطر ينهمر . وارتدى الصبي أثقل الملابس التي يمتلكها وقال في حماس لوالده
" نعم يا بابا ، إنني مستعد "
ورد عليه والده الراعي " ما الذي أنت مستعد له ؟ فقال الصبي " أبى ، إنه الموعد الذي فيه نأخذ فيه النبذ معاً ونخرج للشارع "
فرد عليه والده " ياولدى ، إن الجو شديد البرودة في الخارج ، والأمطار تهطل بشدة"
وهنا نظر الصبي نظرة تعجب لوالده ، متسائلا " ولكن أما زال الناس يذهبون للجحيم حتى أثناء هطول المطر؟"
فأجابه والده وقال في بطء "ولدى ، لن أخرج في مثل هذا الجو "
فسأل الصبي والده وهو يائس" أبى هل من الممكن أن اذهب أنا _ من فضلك اسمح لي ؟
تردد والده للحظات ثم قال " يمكنك أن تذهب ياولدى . ها هي النبذ ، فقط كن حريصاً يا بني "
فقال الصبي " شكراً يا أبى " وحالما انتهى من جمع النبذ خرج من الباب في حماس
مهرولا في المطر . مشى الغلام ذو الإحدى عشر عاما في شوارع المدينة وهو يقرع
الأبواب بابا وراء الآخر ، بينما راح يعطى نبذة لكل من يقابله في الشارع . بعد مرور
ساعتين كان قد ابتل حتى نخاع عظامه وقد بقى معه آخر نبذة .فوقف في ركن وهو يتطلع
ليقابل أي مار ليعطيه النبذة الأخيرة ، ولكن الشوارع بدت مهجورة تماما .
وهنا اتجه إلى أول منزل رآه، ومشى الممر الجانبي متجها للباب الأمامي ودق جرس الباب. دق الجرس ولم يستجب أحد . فدق الجرس مرة أخرى ، وما زال ليس هناك استجابة .
انتظر ولكنه لم يتلقى استجابة . وفى النهاية استدار الصبي ذو الاحد عشر أخرى،يمشى ولكن شئ ما استوقفه.
فعاد مرة أخرى إلى الباب ودق الجرس مرة أخرى ، وأخذ يقرع الباب بقبضته محدثا صوتا عالياً .
وانتظر فقد كان هناك شيئا ما يستوقفه في الردهة الأمامية . ثم دق الجرس مرة أخرى،
وهذه المرة كانت هناك استجابة ، فقد فتح الباب ببطء شديد.
ورأى سيدة كبيرة السن يرتسم على ملامحها الحزن الشديد، تقف أمام الباب. ولكنها قالت
له بهدوء " ما الذي يمكنني أن افعله من أجلك ، يا ولدى؟ "
فقال الغلام بعينين مشعتان وابتسامة عريضة تضئ وجهه " سيدتي ، إنني آسف إذ كنت قد
أزعجتك ، ولكنني فقط أريد أن أخبرك ، أن يسوع يحبك بصدق ، بالحقيقة يحبك أنتِ"
وقد أتيت لأقدم لك آخر نبذة بقيت معي ، والتي ستخبرك كل شئ عن يسوع ومحبته العظيمة"
وهنا ناولها الصبي آخر النبذ التي معه ، واستدار ليمشى . وقالت له السيدة وهو يبتعد
" شكرا لك ، يا بني ! الرب يباركك "
وقد لاحظ الغلام أن هناك نبرة تعزية وأمل صارت في صوتها .
في الكنيسة ، صباح يوم الأحد التالي ، ومن فوق المنبر قال الوالد الراعي متسائلا
"هل هناك من لديه اختبار يود أن يشاركنا به ؟ أو أي منكم يريد أن يكلمنا بشئ ؟ "
وفى الصف الأخير من الكنيسة ، وقفت في بطء سيدة كبيرة السن على قدميها .
وحين بدأت الكلام ، أشرق وجهها بضياء مجيد وهى تقول " لا أحد منكم في هذه الكنيسة
يعرفني ، فلم أحضر بينكم من قبل . هل تعلمون أنه قبل الأحد الماضي لم أكن مسيحية
مؤمنة . زوجي قد توفى، في وقت سابق، وقد تركني وحيدة تماما في هذا العالم. والأحد الماضي كما تذكرون كان شديد البرودة مطير، وهكذا كان حال قلبي بل أكثر..حيث وصلت إلى نهاية طريق
أصبحت بعده بدون أي أمل أحيا من أجله .
"وهكذا أخذت حبلا وكرسي ، وتسلقت السلم إلى سطح منزلي حيث ربطت أحد أطراف الحبل
جيداً في أحد دعامات السقف ، ثم وقفت فوق الكرسي وربطت طرف الحبل الآخر حول عنقي ".
وكنت واقفة هناك فوق الكرسي وأنا وحيدة بشدة وقلبي كسير جداً ، وبينما كنت على وشك
أن اقفز من فوق الكرسي لأشنق نفسي ، وفجأة إذا بصوت جرس الباب العالي يزعجني
وفكرت أن انتظر ، لدقيقة ، وسيمضى الطارق اى كان "
" انتظرت وانتظرت .. ولكن رنين جرس الباب بدا أنه صار أعلى وأكثر اصراراً
ثم بدأ الشخص يدق الباب بقبضته بصوت عال. وفكرت في نفسي مرة أخرى وأنا أتساءل
" من يكون هذا في هذه الدنيا ؟ . فلم يدق جرس بابي أحد من قبل ولم يحضر أحد أبداً لرؤيتي
وهكذا حللت الحبل من حول عنقي وتوجهت ناحية باب المنزل الأمامي ، بينما رنين الجرس
المستمر والقرعات على الباب يصبحان أكثر ارتفاعا طيلة الوقت .
وعندما فتحت الباب ونظرت ، وبالكاد استطعت أن أصدق عيناي !
"فقد كان هناك في فناء بيتي الخارجي ، أكثر وجه طفل ملائكي مشرق قد سبق ورأيته طيلة عمري
ابتسامته! أوه لا يمكنني وصفها لكم ! والكلمات التي خرجت من بين شفتيه جعلت قلبي،
الذي كان قد مات منذ زمن طويل ، يبدأ يعود للحياة مرة أخرى .
بينما يعلن لي في صوت ملائكي " سيدتي ، لقد أتيت فقط لأخبرك ، أن يسوع يحبك بصدق ، بالحقيقة يحبك أنتِ"

ثم اعطانى هذه النبذة التي امسكها بيدي الآن . وحينما اختفى هذا الملاك الصغير ،
خلف ظلمة هذا الجو المطير الرطب ، حينئذ أغلقت أنا بابي وقرأت بتمعن كل كلمة وردت
في هذه النبذة . ثم صعدت إلى سطح منزلي وأحضرت الحبل والكرسي، فلم أعد أحتاج لهم مرة أخرى
" كما ترون أنا الآن ابنة سعيدة للملك ، ولما كان عنوان كنيستكم مذكور في ظهر النبذة
فقد حضرت بنفسي لأقول ، شكراً لملاك الله الصغير الذي جاء في اللحظة الأخيرة ،
وبعمله هذا أنقذ نفسي من أبدية في الجحيم "
وفى هذه اللحظة لم يعد هناك عيون غير باكية في الكنيسة . وبينما هتافات الحمد والتهليل
والتمجيد لملك الملوك سمع صداها من كل عمود في البناية ،

نزل الوالد الراعي من فوق المنبر
واتجه للصف الأول من المقاعد حيث كان الملاك الصغير يجلس . وحمله بين ذراعيه وهو يجهش بالبكاء بدون توقف
ربما لم تختبر كنيسة أخرى لحظات مجيدة كهذه اللحظات
وربما في كل العالم لم يغمر أب آخر محبة وافتخار من جهة ابن
إلا واحد فقط . هذا هو أبانا السماوي الذي سمح لإبنه الوحيد ، يسوع أن يأتي إلى عالمنا البارد المظلم
ثم استقبله ثانية ، وكما سبحت جميع السماوات وعظمت الملك ، أجلس الآب ابنه الحبيب
على عرش أعلى من كل الرياسات والسلاطين والقوات وأعطاه اسما فوق كل اسم يسمى .
ربما يكون هناك من يقرأ هذه القصة ، وهو يجتاز نفسه في أوقات مظلمة باردة ، وحيدا في أعماقه.


قد تكون مسيحيا مؤمنا، لأننا لسنا بلا مشاكل، أو ربما لم تتعرف بعد بملك الملوك.
لكن مهما كانت علاقتك بالرب ، ومهما كان نوع مشكلتك أو الموقف الذي ترى نفسك فيه ،
لا يهم كم السواد حالك من حولك ، فقط أنا أريدك أن تعرف يقيناً اننى هنا لأقول لك

" أن يسوع يحبك بصدق ، بالحقيقة يحبك أنت شخصياً "

www.tips-fb.com

إرسال تعليق

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

alah y3awadko bgd

إرسال تعليق