الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

ألتمس العذر

كنت في طريقي الى قطار انفاق نيويورك صباح أحد ايام الأحد ..وكان الناس يجلسون في هدوء ..بعضهم كان يقرأ الجرائد و البعض الآخر كان غارقاً في التفكير و البعض الآخر اغلق عينيه طلباً للاسترخاء ..كان الجو يغلفه الهدوء و السلام

و فجأة دلف الى العربة رجل بصحبة أطفاله و كانوا يثيرون ضجة عالية أحدثت تغييراً مفاجئاً في جو العربة

جلس الرجل الى جوا...ري و اغلق عينيه و كأنه لا يرى ما يحدث من اطفاله ..و كان الأطفال يذرعون العربة ذهاباً و اياب و هم يصرخون و يقذفون الأشياء بل و ينزعون الصحف من أيدي الناس مما تسبب في ازعاج شديد ..و مع ذلك لم يحرك الرجل الجلس بجواري ساكناً

و كان من الصعب الا اشعر بالضيق ..و لم استطع تصديق ان هذا الرجل متبلد الى هذا الحد الذي يجعله يترك أطفاله يفعلون ما يحلو لهم دون أن يفعل شيئاً حيال تصرفاتهم أو أن يتحمل مسئوليتها

وكان من السهل ان استشعر ضيق باقي الركاب .. و أخيراً شعرت اني صبور و متحمل أكثر من اللازم ..فالتفت الى الرجل قائلاً " سيدي ان أطفالك يسببون ازعاجاً للكثير من الركاب ...فهل يمكنك السيطرة عليهم قليلاً
رفع الرجل بصره و كأنه يعي اخيراً ما يجري و قال بهدوء " أنت على حق ..أعتقد انه على ّ فعل شئ حيال هذا ...لقد عدنا لتونا من المستشفى حيث توفيت والدتهم منذ ساعة ... و أنا عاجز عن التفكير تماماً ... و أعتقد انهم هم أيضاً لا يعرفون كيف يتعاملون مع الموقف "

هل تتخيل كيف كان شعوري لحظتها ؟ ...لقد رأيت الأمور من منظور مختلف ...ولأني رأيتها بمنظور مختلف ..فكرت بأسلوب مختلف و ساورني شعور مختلف ..و جاء تصرفي مختلفاً
اذ زال ضيقي و لم اعد مهتماُ بالسيطرة على توجهي أو سلوكياتي ..فقد شعرت بألم الرجل يعتصر قلبي ..و تدفقت بداخلي مشاعر التعاطف و الشفقة على حاله " لقد توفيت زوجتك توا ؟؟ اني شديد الأسف ..هل يمكنك التحدث معي عن هذا الأمر ؟..هل توجد طريقة اساعدك بها ؟ "
و من هذه اللحظة تغيرت الأمور تماما

هذه القصة أثرت فيّ جداً ...نقلتها لكم من كتاب العادات السبع الأكثر فاعلية ل ستيفن ر كوفي ...اتركها لتأملك الشخصي دون تعليق
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق