الأحد، 20 ديسمبر 2009

مغبوط هو العطاء



بينما يتساقط الثلج، كان يجلس هذا الصبي، خارج منزله الحقير، ولم يكن يرتدي في رجليه، سوى حذاء رقيقا، لا يصلح حتى لأيام الصيف.

لقد كان يحاول بأقصى جهده، ليفتكر، عما يقدر أن يقدمه لأمه بمناسبة عيد ميلادها... لكن من غير نتيجة... فقد حاول كثيرا، حتى لو أستطاع أن يفتكر في شيء ما، فليس بحوزته أي من المال...

بل ومنذ، توفي والده، وهم يعيشون في حالة فقر مدقع دائم، فكانت والدته تعمل بأقصى جهدها، لكن لم تكن لتسد جوعها وجوع أولادها الخمسة.

فلم يكن لها إلا دخلا ضئيلا... لكن تلك الأم بالرغم من فقرها، كانت تحب أولادها محبة، بلا نهاية...

كان هذا الصبي حزينا للغاية... إذ انه لا يستطيع شراء أي شيء، مسح هذا الصبي دموعه، ثم أخذ يسير باتجاه المدينة، ليلقي نظرة على الأماكن المزينة والحوانيت المليئة بالهدايا والألعاب...لم يكن الأمر سهلا، على صبي صغير، يبلغ سبعة سنين، بعد أن فقد أبوه وهو في الرابعة من عمره، فلم يكن له أب ليحتضنه ويلعب معه كباقي الأولاد...

كان ينظر من خلال الواجهات، الي كل ما في الداخل، وعيناه تبرقان... كان كل شيء جميل للغاية... لكن لم يكن بمتناوله عمل أي شيء ...

بدت الشمس تعلن عن مغيبها، فهمّ هذا الصبي بالعودة الي المنزل، وهو يسير حزينا منكس الرأس... وفجأة، إذ به يرى شيئاً يلمع على الأرض، أندفع الصبي مسرعا، وإذ به يلتقط 10 قروش من على الأرض... ملأ الفرح قلبه، وإذ به يشعر وكأنه يملك كنزا عظيما، ولم يعد يبالي بالبرد، إذ كان في حوزته عشرة قروش...

دخل إحدى الحوانيت، علّه يستطيع شراء شيء ما... لكن يا لخيبة الأمل، عندما أخبره صاحب الحانوت، بأنه لن يستطيع شراء أي شيء ب 10 قروش ...دخل هذا الصبي حانوت آخرا لبيع الورود، كان هناك العديد من الزبائن، فانتظر دوره...بعد بضعة دقائق، سأله صاحب الدكان عما يريد...

قدم الصبي الي صاحب الدكان ال 10 قروش التي في حوزته، ثم سأل إن كان بإمكانه شراء وردة واحدة لأمه بمناسبة عيد ميلادها... نظر صاحب الدكان الي الولد الصغير ملياً، ثم أجابه... انتظرني قليلا... سأرى ما باستطاعتي عمله...

دخل صاحب الدكان الي الغرفة الداخلية، ثم بعد قليل عاد وهو يحمل في يديه أثنتا عشر وردة حمراء، لم يرى هذا الصبي نظيرهما في الجمال من قبل، ثم أخذ صاحب الدكان، يضع بجانبهما الزينة وغيرها، ثم وضعهما بكل عناية في علبة بيضاء... وقدمهما الي ذلك الصبي، وقال: 10 قروش من فضلك أيها الشاب ...

هل يعقل ما يسمع... لقد قال له صاحب الحانوت الآخر... لن تستطيع شراء أي شيء ب 10 قروش... فهل يعقل ما يسمعه...شعر صاحب المحل بتردد الولد فقال له... أنت تريد أن تشتري ورود ب 10 قروش، أليس كذلك؟ فإليك هذه الورود ب 10 قروش فهل تريدها... بكل سرور أجاب الولد، معطيا كل ما لديه لصاحب الدكان...فتح صاحب الدكان الباب للصبي، ثم ودّعه قائلا... ميلاد سعيد لوالدتك يا أبني...

عاد صاحب الدكان الي منزله، وأخبر زوجته بالأمر العجيب الذي حصل معه في ذلك اليوم... فقال لها... في هذا اليوم وبينما أحضر الورود... جاءني صوت يقول، أنتخب 12 وردة حمراء من أفضل الورود التي لديك، وضعهما جانباً... لهدية خاصة... لم أدري معنى هذا الصوت... لكنني شعرت في قراره نفسي بأنه ينبغي عليَّ أن أطيعه...

وقبل أن أقفل الدكان، جاءني صبي صغير تبدو عليه علامات الفقر والعوز، راغبا أن يشتري لأمه وردة واحدة، ومقدما لي كل ما يملك، 10 قروش...وأنا إذ نظرت إليه، تذكرت نفسي، كيف عندما كنت في سنه، كيف لم أملك أي شيء لأقدم لأمي على عيد ميلادها... وذات مرة عمل معي إنسانا لم أعرفه من قبل معروفا... لم أنسه الى هذا اليوم...امتلأت عينا الرجل وزوجته بالدموع... ونظرا الي بعضهم البعض... ثم احتضنا وشكرا الله ...

يقول الكتاب المقدس...

"ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يسرّ الله ... مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ .... "

عندما ينتابك شعور بالإحباط بعد مجهود شاق لم يثمر عن شيء ...

ثق ، أن الله يعلم كم أنت تحاول بكل طاقتك

عندما تبكى بشده ويعتصر قلبك بالحزن ثق ، أن الله يحفظ دموعك في زق ..

عندما يبتعد عنك من حولك من الأصدقاء وتبقى وحيدا بلا صاحب ....ثق ، إن الله يبقى آمينا معك للمنتهى وتذكر دائما انه أينما ذهبت ....ومهما فعلت
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق