الجمعة، 4 ديسمبر 2009


كان لملك صديق حميم، وكان هذا الصديق يقول في كلّ الظروف "هذا حسن"، إيمانًا منه بأن كلّ ما يحدث هو بتدبير من الله، وبهذا يكون حسن. وكان الملك يصطحب صديقه هذا في كلّ رحلاته. وفي إحدى رحلات الصيد طلب الملك من صديقه تجهيز البندقيّة لبدء الصيد، وعندما أطلق الملك أوّل طلقة أصيب في إبهامه، فقال الصديق كلمته المعتادة "هذا حسن"، فثار الملك جدًا، وأمر بوضع الصديق في السجن.
وبعد فترة خرج الملك في رحلة صيد بمفرده، فاخطأ الطريق ووجد نفسه وسط إحدى القبائل الهمجيّة التي تقوم بتقديم ذبائح بشريّة. فأخذوه وأعدّوه ليكون ذبيحة لآلهتهم، ولكن قبل تقديمه لاحظوا إبهامه المقطوع، فلم يقدّموه لأن شريعتهم تُلزِم أن تكون الذبيحة كاملة الجسد.
فرجع الملك فَرِحًا وأخرج الصديق من السجن، وقصّ عليه ما حدث واعتذر له، ولكن الصديق قال للملك "لست في حاجة للاعتذار، فما فعلته بي كان حسنًا جدًّا".. فتعجّب الملك وتساءل "السجن كان حسنًا جدًا؟!!" فأجابه الصديق "نعم. لأني لو كنت قد ذهبت معك لكنت أنا الذبيحة لأني كامل الجسد."
هل نؤمن نحن مثل هذا الصديق أن ما يمرّ بنا من ضيقات هو بتدبير من الله، وأنه للأحسن؟.. وإن لم نفهم هذا في حينه فهذا في حينه فهذا بسبب قِصَر أنظارنا ومحدوديّة عقولنا
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق