الجمعة، 11 ديسمبر 2009

مأساة في عسل النحل


سأل شاب أحد الآباء قائلاً :
" لماذا لا يسمح اللَّه لنا بالأفكار التي تبعث لذة جسدية ؟ إنها لا تضر أحدًا ! إنني لا أستطيع أن أنام ما لم تمر بي هذه الأفكار، ولو إلى بضع دقائق ؟ ما هي مضار الأفكار الجسدية إن كانت لا تتحول إلى ممارسة خاطئة ؟ "

سكت الأب للحظات ثم روى لذلك الشاب القصة التالية :

" في فصل الربيع إذ أزهرت الأشجار، وفاحت الروائح الجميلة وسط الحقول ، انطلقت نحلة إلى الحقل المجاور؛ كانت تبسط جناحيها لتطير في كمال الحرية من زهرة إلى زهرة .
كان المنظر جميلاً للغاية، والرائحة جذابة ، أما هي فكانت تجمع الرحيق باجتهادٍ وتحمله إلى الخلايا، لتعود فتنقل غيره ........
قضت أيامًا كثيرة تجمع الرحيق بفرحٍ حتى صارت كمية العسل ليست بقليلة ..
و في أحد الأيام وجدت النحلة كمية عسل في وعاء فوقفت تتأمله :
ما أعذب هذا العسل الذي جمعته ، و لكن لماذا أطير بعد لأجمع غيره؟!
لأتمتع بالعسل وأعيش فيه .....
و بالفعل ألقت النحلة بنفسها وسط العسل ، و أخذت تغوص و تتمرغ فيه ... و لكن حدثت المفاجأة التي لم تكن تتوقعها النحلة ..... حيث أنها لم تعد قادرة على الخروج منه ، ولا الطيران بين الزهور ، و كانت النهاية المؤسفة .. أنها ماتت في وسط العسل!!!!!!!!!!!!!

هذه ليست قصة خيالية، بل هي قصة الكثيرين، عوض أن يحملوا الفكر الحرَّ الذي يطير بالروح ليجمع الرحيق العذب، يسقط تحت لذة الشهوات فيفقد الفكر حريته واتزانه وسموه ليغوص في شهوات قاتلة للنفس ..
* لقد وهبنا اللَّه الفكر لكي نسمو به ويرفعنا إلى لذة السماويات ، لا لكي نغوص في عسل الشهوات القاتل فنتحطم ونحطم الحياة التي في داخلنا !
* وهبنا الله المشاعر لنحبه بها و نحب خليقته لا لكي ندفن فيها أنفسنا بالأنانية و حب الذات .

صلاة .......

أشكرك يا إلهي يا من وهبتني عطية الفكر،
وقدمت لي روحك جناحين لتطير بهما أفكاري.
ارتفع إليك، وارتمي في أحضانك.
هب لي أن أجمع بالفكر رحيقًا عذبًا
لا تسمح لي أن أغوص كنحلة في العسل
هب لي أن أمتلك أفكاري ومشاعري لا أن يمتلكاني هما
قدس إرادتي فيك،
وجه أفكاري نحوك بنعمتك،
فلا تحطم الأفكار إرادتي،
وتجعلني أسير لذات مفسدة

لا تنزع عن ذاكرتي صورة النحلة التي أهلكها عسلها
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق