السبت، 7 نوفمبر 2009

عندما اختفي مارمرقس


يُحكى أن البابا كيرلس الخامس كان يقضي أوقاتًا كثيرة في لبقلاية في البطريركية بالإسكندرية، وكان في أيامه بستاني مكلَّف بالاهتمام بحديقة الكنيسة المرقسية. وكان هذا الرجل تقيًّا كثير الصلاة السهر، وكان هذا الرجل مفتوح العينين، يرى رؤى الله.. كان يرى القديس مارمرقس كلّ ليلة يحمل مجمرة مملوءة بخورًا ويطوف المنطقة كلّها.
وفي يوم من الأيام لم يرَ الرجل الطيب مارمرقس بحسب عادته اليومية، فأخذ يصلّي ويتضرّع إلى الله حتى يرى مارمرقس، ولكنه لم يَرَه أيضًا في الليلة الثانية والثالثة، فصار حزينًا كسير القلب. وأخيرًا صعد إلى قلاية البابا وأخبره بما حدث، فقال له البابا: "صلّي وربنا يدبّر.. ونشوف ليه حصل كده".
استقصى البابا أخبار الكنيسة وخدّامها، فعرف أن الكاهنين خادمي الكنيسة المرقسية قد حدث بينهما خلاف منذ عدّة أيام وأنهما متخاصمان. فاستدعاهما البابا وأصلح بينهما ونزلا من عند البابا في سلام. وفي اليوم التالي استدعى البابا البستاني وسأله "كيف الحال؟" فأجاب الرجل قائلاً: "الحمد لله يا سيدنا.. مارمرقس رجع تاني".
إن الله يعطينا الكثير من النعم والبركات، ولكننا نحن الذين نمنعها عن أنفسنا إذا لم نُحِبّ ونحتمل الآخرين. فالله محبة ولا يستطيع أن يعمل في جو يشوبه الكراهية والخصام.
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق