الاثنين، 11 مارس 2013

الفقير الغنى



يحكي هذه القصة أبونا القمص تادرس يعقوب :كان شخصا فقيرا في منظره، في إمكانياته، هو شاب ولد وبه بعض العاهات فلسانه منعقد، يتكلم بكلمات قليلة بالكاد تفهم ما يريد، و ثيابه رثه جدا، ولعابه يسيل من فمه علي ثيابه.

فيشمئز البعض من منظره. قدراته محدودة ومنظره كالمسنين، ولكن كان هذا المسكين قد حصل علي لقب حار نحو خدمة الفقراء، شئ مذهل لا يصدقه عقل.

انه محب للمسيح وأخوة الرب الفقراء. كثير من الناس اذ يروا منظره ويقدمون له بعض المال، لا يرفض أن يأخذ، بل كثيرا ما يأتي إليه الآباء يطلب قدرا من المال!

عرفنا فيما بعد، أنه رجل مقتدر، تاجر فاكهة بالجملة ولا يعوزه شئ. بل عرفنا أن هذا الأخ عفيف سخي في العطاء. بل هو يأخذ مبالغ كبيرة من والده الطيب ليخدم بها الفقراء. والرجل فرح بأن البر أنعم علي أبنه بدل النقص الجسدي.. زيادة في الروح وخدمة المسيح.

انه يعرف عددا كبيرا من العائلات الفقيرة.. يعرفهم بالاسم فان تصادف أن يوجد بعض منهم في الكنيسة لطلب احتياجاتهم فانه يقترب من الكاهن ويهمس في أذنيه. الست دي محتاجة جدًا..

وهذه أعطها بركة وخلاص..

وتلك مبسوطة ممكن تمشي حالها....

فوجئت مرة وأنا في دير مارمينا..

بأتوبيس كبير مملوء من الفقراء.. نزلوا منه بفرح وتهليل سيدات وأطفال.. كان هذا الأخ قد رتب هذه الرحلة للفقراء..

جمع المطلوب من المال لإيجار الأتوبيس وطلب من أحد الأخوة بالكنيسة أن يؤجر له الأتوبيس لأنه لا يعرف..

واتفق مع السيدات الفقيرات وجمعهن هن وأطفالهن في الكنيسة وصحبهن إلي دير مارمينا.. ولم تدفع إحداهن قرشا واحدا.. تكفل هو بكامل المصاريف...

يقول دائما "غلابة كلهم يسوع بيحبهم" "يسوع بيحب أولاد الفقراء"..

وقد تكررت هذه الرحلات الفقيرة وأطفالهم يقوم بها هذا الأخ العجيب...

عشرات المرات وفي كل مرة يأخذ مجموعة غير المجموعة السابقة ببساطة وطفولية وحكمة نازلة من فوق وقلب ناري محب، يحمل طعامهم.. ويسير به مسافات طويلة.. يقرع أبوابهم في الليل يحمل علي رأسه أقفاص الفاكهة وأقفاص مأكولات..

يسعى في الشوارع النهار كله..

و يخدم المسيح بهذه الإمكانيات البسيطة..

إن منظر هذا الأخ يبكت أكبر الخدام والكهنة في الكنيسة..

و يعطي درسا بأنه..

(ليست بالقوة ولا بالقدرة بل بروحي قال رب الجنود)


www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق