السبت، 12 يناير 2013

‎(أغنى رجل)



كان "شارل" أحد أصحاب الإقطاعيات الزراعية الكبيرة يمتطي جواده، متجوِّلاً في أراضيه الشاسعة، متباهياً بثروته الهائلة وممتلكاته المتعددة، في الوادي الكبير الكائن بجانب النهر الذي يشق إحدى بلدات الريف.
وفي يوم من الأيام، بينما هو يتجوَّل راكباً على جواده المُحبَّب، متفقِّداً العمل في مزرعته الكبيرة المترامية الأطراف، رأى ”جون“ الفلاح العجوز المُعمِّر في المزرعة منذ أن كان طفلاً.
كان جون جالساً تحت شجرة كافور بينما كان شارل يتجوَّل في مزرعته. ورآه شارل مفترشاً الأرض يتناول طعام الظهيرة ؛ بصلة وخبزاً جافاً وبعض الأعشاب الخضراء. فسأله ”شارل“:
- كيف حالك يا جون ؟
فأجابه جون مبتسماً، وعلى وجهه علامات الرضا والسعادة:
- لقد كنتُ أشكر الله بعد أن انتهيتُ من تناول الطعام.
لكن شارل اعترض كلامه قائلاً :
- إن كان هذا هو كل ما آكله أنا، فما الذي يجب أن أشكر الله علي ه!
فردَّ عليه جون بتواضع شديد:
- إن الله أعطاني كل ما أنا محتاج إليه . لهذا أنا أشكره وأحمد فضله على ذلك .
ثم أردف الفلاح العجوز الذي كان مشهوراً في مزارع السيد ”شارل“ بطيبة قلبه وشفافية روحه قائلاً : كما أنه من الغريب يا سيدي أنك تمرُّ عليَّ اليوم، لأني حلمتُ حلماً غريباً الليلة . فقد سمعتُ في هذا الحلم صوتاً يقول لي: ”إن أغنى رجل في هذا الوادي سوف يموت الليلة“! وأنا لا أعرف ماذا يعنى هذا؟ ولكني وجدتُ من الضروري أن أُخبرك به.
وأبدى ”شارل“ اشمئزازه قائلاً :
- ”الأحلام كلها هراء“!
وانطلق بحصانه بعيداً مُكمِّلاً تجواله. لكنه لم يكن قادراً أن ينسى كلمات ”جون“: ”أغنى رجل في الوادي سوف يموت الليلة“!
لقد كان واضحاً لشارل وللجميع أنه هو أغنى رجل في الوادي. لذلك فحالما عاد إلى بيته استدعى طبيبه الخاص إلى منزله في هـذا المساء. وقصَّ ”شارل“ على الطبيب ما قاله ”جون“ له.
وقام الطبيب بفحص ”شارل“ فحصاً دقيقاً، ثم قال لصاحب المزارع الغني:
- ”يا شارل، أنت قوي وبصحة جيدة كالحصان! وليس من سبيل إلى أنك ستموت الليلة“.
لكن ”شارل“ ألحَّ على الطبيب أن يُلازمه الليلة كلها، لزيادة الاطمئنان ودرءاً لأي طارئ مفاجئ، مقابل مبلغ كبير من المال. وقضيا الليل كله معاً يلعبان الورق (الكوتشينة).
وفي الصباح الباكر غادر الطبيب منزل ”شارل“ بعد الاطمئنان عليه. واعتذر ”شارل“ له على إزعاجه له بحلم ذلك الفلاح العجوز.
وفي حوالي الساعة التاسعة، دقَّ الباب طارقٌ، ففتح له ”شارل“، وبادره القول:
- ”ماذا عندك“؟
فردَّ عليه الرسول:
- إن الأمر يتعلَّق بالفلاح العجوز ”جون“. لقد مات الليلة الماضية بينما هو نائم!!
+ «أَمَا اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان، وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يُحبُّونه» (يع 2: 5).


www.tips-fb.com

إرسال تعليق

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

شكراً لله الذي يقودنا في موكب النصرة كل حين
كفقراء لا شيء لنا ونحن نغني الكثيرين

إرسال تعليق