الاثنين، 30 يوليو 2012

السعادة الحقيقية


انها رائعة الاديب البير كامي التي تحكى وقائع قصة حقيقة حدثت فى تشيكوسلوفاكيا منذ سنين طوال عن امراة تمتلك فندق صغير فى احدى المدن النائية ولديها شاب وبنت صغيرة هجرهم الاب . وعندما بلغ الابن الثمانية عشر عام هاجر بعيدا ليكافح وتنقطع اخباره عن اسرته لعشرين عام فى القارة البعيدة.
كون هناك ثروة كبيره وتزوج بسيدة اميره وعاش فى سعادة وهناء لمدة خمسة اعوام ولكن ظل ضميره يؤنبه لعدم سؤاله عن أمه واخته و وطنه الام فبهذا تكتمل سعادته، واقنع زوجته ان ترافقه فى رحلة الى ارض مولده وعندما وصل الى عاصمة الإقليم قرر ان يقوم بمفاجأة اسرته وترك زوجته فى فندق بالعاصمة وذهب وحيدا لكي يرى أسرته لوحده وهل سيتعرفوا عليه ام ان الزمن غيره وغيرهم.
نزل فى الفندق كنزيل عادى .. كبرت الأم وتريد ان تضمن مستقبل للفتاة ، عاملوه كصيد ثمين، كما عاملوا غيره من قبل ليحققوا ثروة تجعلهم يهجروا هذا البلد النائي. فهو شاب وحيد ويبدو عليه الثراء، دخل الغرفة لينام ، اقبلت عليه الفتاة بالشاي وخفيف الطعام دون ان يطلبه وعندما اعلن لها عدم احتاجه له قالت له ان العامل بالفندق اوصل الرسالة الخاطئة لها بانه هذا طلبه، فلم يريد احراجها واخذه منها وأكل وشرب ونام نوم الموت..
اقبلت الأم وبنتها وحملوه ليلا من الباب الخلفي للفندق والقوا بجثته فى النهر.. واخذوا يبحثوا فى متعلقاته .. ويا للهول، اعلنت الفتاة للأم انه اخيها طبقا لبيانات جواز السفر.. لقد ارادا ان يحققا سعادة وهمية بالحصول على بعض المال الحرام وقد قررتا ان تكون هذه الجريمة أخر الجرائم وقد كان.
كان الشاب يحلم باسعادهم و نقلهم الى وطنه الجديد وليجمع شمل الاسرة بعد تباعد الايام. كان يريد ان يرى كيف تعيش الاسرة مرارة او صعوبة الايام ويقف على طبيعة ظروفهم يوما واحدا ويكشف لهم عن شخصيته ومحبته وما حققه من امال.
لم تحتمل الأم الصدمة فخرجت مسرعة الى الباب الخلفي والقت بنفسها فى النهر لتغرق وتنتهى صفحات حياتها اما الاخت فقررت ان تشرب من نفس الكأس الى سقتها للبعض من قبل.
اقبلت الزوجة وهى تضع الامال العريضة على الحياة السعيدة وعلى ما ستجده من ترحيب ومفاجات،اعترفت لها الاخت بما حدث بهدوء قاتل ثم تركتها ونفذت فى نفسها حكم الاعدام.
ان سوء التفاهم يسود عالم اليوم ويتحكم فى مصير الكثيرين ، يحيا البعض الجريمة ويشربون الاثم كالماء غير عالمين ان الجزاء من جنس العمل وما يزرعه الانسان اياه يحصد.
لكن هل يتعظ الناس بما فى التاريخ والحياة من أحداث. ام يبحثون عن السعادة حتى على اشلاء بعضهم .
احبائي لا يجب علينا ابدا ان نبنى سعادتنا على أنقاض الغير أو ظلم البعض. وكيف للبعض ان يضحى بأغلى ما عنده من أجل ثروة تمضى أو منصب زائل . لكنها الحياة بكل ما فيها من دروس وعبر، وفى النهاية العبرة لمن أعتبر


للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى



www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق