الخميس، 24 مارس 2011

زهرة البنفسج المختبئة

حكى أن بستانيا ذهب إلى حديقته ذات صباح، فإذا بها ذابلة صفراء الوجه ! فأنقبض صدره ، وعزّ عليه أن يرى الجنة وقد صارت خرابا ً ... فأخذ ينتقل من شجرة إلى أخرى يسألها الخبر ، فلا تعطه جوابا ً
فقد كانت الأشجار حزينة كسيرة القلب وفي أحد الأركان البعيدة ، رأى الرجل زهرة صغيرة من زهور البنفسج ، تنظر إليه معبرة وعلى وجهها نظرة الحياة. فاقترب الرجل إليها سائلا ً عما جرى للحديقة . قالت البنفسجة : كانت الحديقة عامرة زاهرة حتى ساعة قريبة . ثم ما لبث أن دبت الغيرة بين أشجار الحديقة ، فاكتأبت الأشجار جميعا - الواحدة بعد الأخرى لقد اتقدت شجرة البلوط غيرة من أشجار الصنوبر لأنها مرتفعة مثلها ، وحنق الصنوبر واغتم ، لأنه لا يحمل عناقيدا حلوة المذاق مثل الكروم ، أما الكرمة فقد أحنت رأسها إلى الأرض أسفا ً ، لأنها ليست مستقيمة الساق مثل الخوخ ، وهكذا أشعلت الغيرة نار الحقد، فآكلت الأشجار ، وشوهت وجه البستان
قال الرجل للبنفسجة السمراء ، وكيف بقيت ناضرة باسمة وسط هذا الموت الأصفر؟قالت البنفسجة : كانت النار تشتعل حولي، ولكنها لم تدخل قلبي ، فقد أمنت أنك سيدي وصانعي . وعلمت أنك أردتني أن أكون بنفسجة قاتمة اللون . وأردت أن يكون موقعي في ركن بعيد في طرف الحديقة ، لا تكاد تنظره عين وقد أسعدني أن أكون ماأراده سيدي . وأن أقضي عمري القصير حيث أرادني أن أكون . لذلك أحتفظت بوجهي ونضرتي وابتسامتي


+إن الغيرة لا تنفع ، ولا تُشبع صاحبها، بل تؤدي به دائما إلى طريق الهزيمة والفشل.
والقناعة تحمي صاحبها، وتملأ قلبه بالسلام، وتجعل حياته غنية وخيره وفيراً ، وكنزه دائم لا يفنى
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق