الخميس، 24 فبراير 2011

سامرى و مجروح - الجزء الثانى

لم يتكلم بل عيناه أخذت تدمع, ثم راح يهذي قائلا
- هو الثمن.. ثمن ذنوبي الكثيرة … ذلك الثمن الذي سوف يدفعه كل إنسان … كلنا سنذهب إلى هناك .. أنت وأنا وكل أنسان
- ولماذا تكلف نفسك عناء دفع ثمن خطاياك وهناك من دفعها عنك يا رجل.
- المسيح؟
- أنت تعرفه؟
- ومن لا يعرفه, نبي عظيم عاش وعمل معجزات كثيرة وأراد اليهود قتله فرفعه الله اليه لطهارته
- أنت لا تعرفه إذن.
- أعرف الله وحاولت ارضاؤه بكل قوتي
- وهل أرضيته
- أعرف أنني حاولت أن أرضيه ، ولكني لا أثق في هذا الآن، بداخلي شئ غير راضي عنه
- لذلك اتهمت الآخرين بالكفر ورحت تعادي كل من هو في غير دينك اليس كذلك؟
- أعرف أن أعمالي لن تدخلني السماء
- ولا أعمال أي شخص، كلنا عبيد بطالون، كلنا حاولنا وفشلنا في هذا يا رجل
صرخ قائلا
- قلت لك أن كلنا لنا مصير واحد
- أتذكر الصليب؟
نظر إلى ولم يجب، فأكملت
- كم شخص صلب مع المسيح؟
قال لاهثا
- عيسى لم يصلب
- بل لقد صلب , وصلب معه رجلان والتاريخ كله يشهد على هذا , وعندما آمن به شخص مصلوب قال له يسوع ليوم تكون معي في الفردوس هو يريد أن يقولها لك .. افتح قلبك يا رجل.. صلي إلى الله واطلب غفرانه، سلم له حياتك.. لقد بقي القليل.. أطلب منه أن يستلم ذلك الجسد المحروق والنفس المريضة..هو يريدك كما أنت يا رجل..
- لم أفعل في حياتي حسناً
- والعشار أيضا ولكنه صرخ بإيمان فنزل مبررا
- ماذا أقول له
- مثلما قال اللص، ومثلما قال العشار
سكت الرجل قليلا .. واغمض عيناه، ظننت أنه راح في غيبوبة.. فرفعت صلاة إلى الهي أن لا تكون هذه هي غيبوبة الموت.. لكنه فتح عيناه وقال
- يا رب ارحمني أنا الخاطئ.. اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك
ابتسمت وقلت
- لا تخاف الموت يا صديقي،
وبقيت أنا وهو قرابة الساعتين نصلي ويستمع إلى ترنيمي، وعلمته بعض الترانيم الصغيرة راح يترنم بها بصوته المنهك فقال باسما
- هل هذه هي التي سأرنمها في السماء
- هناك سيعلمونك ترنيمة الحمل، هي ترنيمة رائعة لا يعرفها أحد من سكان الأرض, ولكنك ستتعلمها هناك, الآن يمكنك أن تترنم ترانيم الثقة والرجاء في الدخول.. هل أنت سعيد؟
- جداً
- إذن رنم معي
ع السما رايح هنيالي لا بحزن ولاع بالي
ييجي الشيطان يهددني وبالعصيان يلبكني
بقوله روح يسوع معي طبيب الروح شفى وجاعي
***
وشفيت أوجاع الرجل تماما .. إنه الآن في السماء مع يسوع، أذكر أنني عندما خرجت من عنده وقابلني الطبيب قلت له
- لقد انتهي الأمر
- أرأيت أن دماك لم تفده بأي شئ ؟ لقد عاش ساعات قليلة فقط
- هي أهم ساعات عمره
- هل كنت له سامريا؟
- نعم.. وقبل أن يرتاح من أوجاع جسده كانت نفسه وروحه قد استراحت أيضا وإذا دخلت ونظرت إلى وجهه سترى كم هو سعيد.
وخرجت من المستشفى، وركبت سيارتي. كنت مشغولاً جداً اليوم. لكني أجلت كل شئ في سبيل ذلك الرجل الذي استقبلته السماء بالفرح. أدرت سيارتي راجعاً إلى البيت .. فلم يضع اليوم هباء
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق