كان ثمة صديقان مسافران معاً في الصحراء. وفى إحدى مراحل الرحلةحدثت بينهما مشادة، وصفع أحدهما صديقه الآخر على وجهه. أما الصديق الذي نال الصفعة فقد تأذى من جرَّاء ذلك، ولكنه دون أن ينطق بكلمة، كتب على الرمل هذه العبارة (اليوم صفعنى أعز أصدقائى على وجهى(
استمر الصديقان في السير حتى وجدا واحة على مسافة قريبة، فقررا أن يذهبا إليها ليأخذا فيها قسطاً من الراحة. وفي الطريق إليها تعرَّض الصديق الذي نال الصفعة للهلاك غرقاً في بقعة من الرمال المتحرِّكة، لولا أن أسرع صديقه الآخر بإنقاذه. وبعد أن أفاق من حادثة الغرق قام وكتب على حجر (أنقذني اليوم أحسن أصدقائي من الموت). وهنا سأله صديقه الذي صفعه وقام أيضاً بإنقاذ حياته قائلاً: لمَّا أذيتك كتبت ذلك على الرمل، والآن أنت تكتب على حجر، فلماذا؟
فأجابه قائلاً: عندما يؤذينا البعض علينا أن نسجِّل ذلك على الرمل حيث رياح الغفران تستطيع أن تمحو ما حدث. ولكن عندما يعملون لنا شيئاً طيباً، علينا أن نحفُر ذلك على حجر، حيث لا تستطيع أية رياح أن تمحوه.
فلنتعلَّم أن نكتب ما أذانا على الرمال، وأن نحفر على الحجر ماأصابنا من خير. قد يقول البعض إن الأمر يحتاج إلى دقيقة لكي تجد شخصاً متميزاً،ويحتاج إلى ساعة لكي تُقدره حق قدره، وإلى يوم لكي تُحبه. ولكنك تحتاج إلى الحياة بأكملها لكي تنساه.
اغتنم الوقت واستمتع بالحياة مع الآخرين. واذكر قول الرب: "أنا أناهو الماحي ذنوبك، لأجل نفسي وخطاياك لا اذكرها" (إشعياء43 : 25)، وتعليمه المبارك: "فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي، وإن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم" ( متى6: 14-15).
كونوالطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين مُتسامحين، كما سامحكم الله أيضاً في المسيح (أفسس 34:4
إرسال تعليق