يُحكى عن صبي صغير ذي طبعٍ سيّيء. أعطاه والده ذات يوم حقيبة مليئة بالمسامير, وطلب منه في كل مرة يفقد فيها السيطرة على طبعه أن يدق مسماراً في باب خشبي موضوع خلف المنزل.
في اليوم الأول, دق الصبي سبعة وثلاثين مسماراً. ثم بدأ العدد يتضاءل تدريجياً . إلى أن اكتشف الصبي أنّ السيطرة على طباعة أسهل عليه من دق المسامير في لباب الخشبي.
وجاء اليوم الذي لم يفقد فيه الصبي السيطرة على طبعه السيئ, فذهب مسرعاً يُخبر أباه بالأمر. فماذا كانت ردت فعل الوالد؟
لقد حضن الوالد إبنه وقال له إنني مسرورٌ منك, ولهذا أقترح عليك : أن تسحب مسماراً واحداً في كل يوم تستطيع فيه أن تسيطر على طبعك السيئ.
ومرّت الأيام , وكان الصبي يتقدم في التحدي وينزع المسمار تلو الآخر, حتى استطاع أخيراً أن يُعلم أباه بأن كُل المسامير قد تم سحبها من الباب الخشبي.
فقال له الوالد تعال أرني ذلك. فأخذ الوالد بيد ابنه واتجها نحو الباب الخشبي خلف المنزل. وقال له : لقد أنجزت عملاً عظيماً يا بني ّ, لكن انظر إلى الباب إنه لم يعد ينفع لشيء فهو لم يعد كما كان!!!
هكذا يا بني كلام الغضب يُحدث ثقوباً كهذه. قد تستطيع أن تطعن أحدهم بسكّين وأن تُخرجها ثانية مُتأسف. لكن ماذا ينفع؟؟؟ لا يهم كم مرة تعتذر وتتأسف طالما الجرح ما زال موجوداً.
إن الكلام يُجرّح أيضاً ويترك أثراً بليغاً في الإنسان كالسكين.
يقول الرسول يعقوب في رسالته ( 1: 19 ) إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ،
إنها نصيحة عملية لكل إنسان بألا يجعل أفكار قلبه تخرج خارجاً وتجرح من يسمعها, بل عليه أن يتحكّم بها ويُفكّر قليلاً قبل إخراجها دون أن يترك فيها مكاناً للغضب. لأن غضب الإنسان لا يصنع برّ الله.
إرسال تعليق