الجمعة، 25 فبراير 2011

ذات الفلسين

نشأت هذه الإبنة بين اخوة كثيرين وأب مريض وأم غير قادرة على العمل، فكان لزاماً عليها أن تعمل من سن
الرابعة عشرة لتنفق على أسرتها، واضطرت أن تعمل أياماً كثيرة في بيوت مختلفة لتجد الدواء وضروريات الحياة لأسرتها، وفي نفس الوقت واصلت تعليمها فكانت متفوقة في دراستها بمعونة الله الذي أحبته من كل قلبها.
مرت السنوات والتحقت بالجامعة، وكانت تجمع بين أعلى الكليات وأحقر الأعمال، وكانت مرتبطة بالكنيسة وأسرارها المقدسة واجتماعاتها الروحية. وتميزت بعفة النفس فما أكثر المرات التي حاول أبوها الروحي مساعدتها في معيشتها وكانت ترفض، وبعد الحاح كثير قبلت أن تأخذ ثمن الكتب الجامعية، ومن فرط حبها للكنيسة وحتى لا تأخذ إلا أقل مبلغ من الكاهن كانت تشتري القديمة لأنها أرخص.
ونظراً لصغر مساحة الكنيسة عن استيعاب الأعداد التي تخدمها قررت شراء قطعة أرض مجاورة لها، وأعلن أحد الكهنة في اجتماع للشباب بالكنيسة عن أهمية الإشتراك في هذا المشروع الذي تحتاجه الكنيسة بشدة.
ثم يحكي هذا الكاهن بنفسه عما حدث بعد نهاية الاجتماع : تقدمت بكل حياء هذه الشابة مني وهمست ممكن كلمة يا أبونا بعيد عن الناس ؟!
- ممكن طبعاً .. أجبت وانتحيت جانباً
- أبي قد سمعت ما كنت تعلن عنه .. وأريد أن أقدم شيء للمسيح ولكنى .. لم أدعها تكمل . . .
- يكفي يابنتي شعورك .. وربنا عارف ومقدر ..
- لو سمحت يا أبي عايزة أكمل كلامي ..
أنا صحيح فقيرة ولا أملك شيء .. ولكن لازم يكون لي دور .. ولو بأي شيء بسيط.
وبسرعة امتدت أصابع يدها اليمنى لتمسك بشيء في أصابع يدها الأخرى وأخرجت ما يشبه الدبلة وقدمتها لي ...
- أنه محبس ذهبي يا أبي .. حوالي أقل أو يساوي جراماً من الذهب ، بالتقريب قيمته خمسة وعشرون جنيهاً ... وهي قطعة الذهب الوحيدة التي أمتلكها طوال حياتي ولكن الأرض والكنيسة أهم . .
مرت ثواني قليلة كنت خافضاً فيها رأسي لأسفل ودون قصد مني لمحت حذائها المشقق والذي لا يستر كل قدميها ... ورفعت رأسي لأقول: "يابنتي خلي المحبس معك، واجب علينا نجيبلك أكثر منه ولا نأخذه منك"
- يا أبي دي حاجة وتلك أخرى .. ولا تحرجنى أرجوك أنا أريد أن أقدم شيء للمسيح وليس لك وأعتقد - سامحني - ان لو المسيح موجود كان قبلها من يدي ونظرت إلىَّ نظرة رجاء أن أستجيب لمطلبها . . .
لازال ترددي واضحاً وإن لم أنطق بكلمات قليلة أو كثيرة ... فبادرتني: "يا أبي أنت بهذا تحرجني وكأن الفقير ليس له نصيباً في العطاء . . وقبل أن تكمل شعرت بتأثرها البالغ ففتحت يدي متلقياً القطعة الثمينة جداً ليس في قيمتها المادية ، ولكن فيما تحويه وتحمله من حب ، لقد كان الإجتماع به أكثر من مائة فتاة . . . وكانت هي أفقرهم . . . ولكن أمام المسيح هي أغناهم.
قبضت على هذه القطعة بيدي وأنا أردد داخلي ببركة هذه الفتاة وببركة ذات الفلسين، سنحصل على هذه الأرض مهما كان ثمنها ... وتعلمت درساً في العطاء .. لن أنساه ما حييت ولكن أنظر يا صديقى إلى المسيح وما يرد به
فقد تخرجت هذه الفتاة وعملت بإجتهاد .. وتقدم لها شاب زميل لها في العمل وواجهته بكل ظروفها بما فيها الحجرة الواحدة التي تسكنها مع أهلها ولكنه احترمها وكافئها الله بشقة تكاد تكون قصة الحصول عليها معجزة في عالم لا يعترف إلا بالأرقام
نعم فإن عمل المحبة لا يسقط أبداً أمام الله ...
وأما أنا فلازلت أؤمن أن ما صنعته هذه الفتاة الرقيقة الحال كان أعظم تقدمة في الثماني ملايين جنيهاً . .!! ألم تعط كل ما ملكت .. فمن مناصنع ذلك؟

ثق يا أخي أن أقل شيء تقدمه لله له قيمة كبيرة أمامه، مهما كان ضعفك أو ظروفك الصعبة. فالله ينظر إلى قلبك، فجهدك القليل ومحبتك وحنانك وسهرك في الصلوات مهما كان ضئيلاً فهو غالي القيمة . ان دمعة واحدة من عينيك التائبتين يحفظها الله بكل تقدير عنده ، فلا تحتقر عطاياك الصغيرة لأن الهك أب حنون يحبك جدا بل ويرفعك فوق الكل بحسب قلبك المحب
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الخميس، 24 فبراير 2011

سامرى و مجروح - الجزء الثانى

لم يتكلم بل عيناه أخذت تدمع, ثم راح يهذي قائلا
- هو الثمن.. ثمن ذنوبي الكثيرة … ذلك الثمن الذي سوف يدفعه كل إنسان … كلنا سنذهب إلى هناك .. أنت وأنا وكل أنسان
- ولماذا تكلف نفسك عناء دفع ثمن خطاياك وهناك من دفعها عنك يا رجل.
- المسيح؟
- أنت تعرفه؟
- ومن لا يعرفه, نبي عظيم عاش وعمل معجزات كثيرة وأراد اليهود قتله فرفعه الله اليه لطهارته
- أنت لا تعرفه إذن.
- أعرف الله وحاولت ارضاؤه بكل قوتي
- وهل أرضيته
- أعرف أنني حاولت أن أرضيه ، ولكني لا أثق في هذا الآن، بداخلي شئ غير راضي عنه
- لذلك اتهمت الآخرين بالكفر ورحت تعادي كل من هو في غير دينك اليس كذلك؟
- أعرف أن أعمالي لن تدخلني السماء
- ولا أعمال أي شخص، كلنا عبيد بطالون، كلنا حاولنا وفشلنا في هذا يا رجل
صرخ قائلا
- قلت لك أن كلنا لنا مصير واحد
- أتذكر الصليب؟
نظر إلى ولم يجب، فأكملت
- كم شخص صلب مع المسيح؟
قال لاهثا
- عيسى لم يصلب
- بل لقد صلب , وصلب معه رجلان والتاريخ كله يشهد على هذا , وعندما آمن به شخص مصلوب قال له يسوع ليوم تكون معي في الفردوس هو يريد أن يقولها لك .. افتح قلبك يا رجل.. صلي إلى الله واطلب غفرانه، سلم له حياتك.. لقد بقي القليل.. أطلب منه أن يستلم ذلك الجسد المحروق والنفس المريضة..هو يريدك كما أنت يا رجل..
- لم أفعل في حياتي حسناً
- والعشار أيضا ولكنه صرخ بإيمان فنزل مبررا
- ماذا أقول له
- مثلما قال اللص، ومثلما قال العشار
سكت الرجل قليلا .. واغمض عيناه، ظننت أنه راح في غيبوبة.. فرفعت صلاة إلى الهي أن لا تكون هذه هي غيبوبة الموت.. لكنه فتح عيناه وقال
- يا رب ارحمني أنا الخاطئ.. اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك
ابتسمت وقلت
- لا تخاف الموت يا صديقي،
وبقيت أنا وهو قرابة الساعتين نصلي ويستمع إلى ترنيمي، وعلمته بعض الترانيم الصغيرة راح يترنم بها بصوته المنهك فقال باسما
- هل هذه هي التي سأرنمها في السماء
- هناك سيعلمونك ترنيمة الحمل، هي ترنيمة رائعة لا يعرفها أحد من سكان الأرض, ولكنك ستتعلمها هناك, الآن يمكنك أن تترنم ترانيم الثقة والرجاء في الدخول.. هل أنت سعيد؟
- جداً
- إذن رنم معي
ع السما رايح هنيالي لا بحزن ولاع بالي
ييجي الشيطان يهددني وبالعصيان يلبكني
بقوله روح يسوع معي طبيب الروح شفى وجاعي
***
وشفيت أوجاع الرجل تماما .. إنه الآن في السماء مع يسوع، أذكر أنني عندما خرجت من عنده وقابلني الطبيب قلت له
- لقد انتهي الأمر
- أرأيت أن دماك لم تفده بأي شئ ؟ لقد عاش ساعات قليلة فقط
- هي أهم ساعات عمره
- هل كنت له سامريا؟
- نعم.. وقبل أن يرتاح من أوجاع جسده كانت نفسه وروحه قد استراحت أيضا وإذا دخلت ونظرت إلى وجهه سترى كم هو سعيد.
وخرجت من المستشفى، وركبت سيارتي. كنت مشغولاً جداً اليوم. لكني أجلت كل شئ في سبيل ذلك الرجل الذي استقبلته السماء بالفرح. أدرت سيارتي راجعاً إلى البيت .. فلم يضع اليوم هباء
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الأربعاء، 23 فبراير 2011

سامرى .. و مجروح - الجزء الأول

عندما دخلت إلى محطة الوقود القريبة من بيتنا كي أتزود بالوقود لسيارتي لم أكن قد سمعت بالحادث المؤسف الذي حدث لصاحبها, في الواقع أنني لم أكن معتاداً على إرتياد هذه المحطة لعلمي السابق بكراهية صاحبها لي. ولولا انشغالي الشديد في هذا اليوم وحاجة سيارتي الشديدة للوقود لما دخلت هذه المحطة, فصاحبها كان شخص متعصب لإيمانه ومعتقده, ولا يحب أن يتعامل مع من هو على شاكلتي من أتباع المسيح، واضعا في ذهنه أن صاحب الفكر الحقيقي والعبادة الحقيقية وأيضاً الديانة الحقيقية.
كان يعتقد أنه هو الأفضل إذ أنه يردد الشهادتين ويحرص على كل ما تمليه عليه عقيدته من فرئض وأحكام … كان تقييمه لمدى إيمان الرجل يتحدد بطول لحيته وأناقة اللباس الأبيض أما أنا صاحب اللباس الأوربي والذقن الحليقة فعميل غربي لا أفقه في العبادة ولا علاقة لي بالله مطلقا، أنا كافر بالنسبة له. وبناء على هذا التكوين الذهني الذي يملكه كنت لا أسلم من لسانه السليط وسخريته اللازعة كلما جئت لأزود سيارتي بالوقود
ولكن اليوم كانت سيارتي تحتاج إلى الوقود بشده ولا مجال لأن أقودها لأبعد من ذلك فدخلت المحطة وأنا أصلي إلى الله أن يعطيني روح الصبر والتسامح في تحمل دعاباته السخيفة. وعندما دخلت وجدت ابنته الشابة وهي تقف أمام الوقود تزود السيارات على غير العادة. وعندما نظرت إليها وجدت عيناها وقد تورمت من البكاء إلي حد فظيع مما استرعى انتباهي فنزلت من سيارتي بسرعة واتجهت إليها قائلا
- ماذا حدث يا بنيتي؟ أين والدك؟
- ألم تعلم بالحادث يا سيدي؟
- كلا, ماذا حدث؟
- لقد وقع بالأمس في مرجل القار المغلي, وأخرجناه إلى المستشفى وهو في حالة يرثى لها. أنه الآن بين الحياة و الموت .. وكل عائلتي تزوره الآن … توقفت تلتقط أنفاسها ثم صرخت باكية
- والدي يموت يا سيدي .
نظرت إليها في شفقة وربت على كتفها قائلا :
- هوني عليك يا بنيتي, إن رحمة الله واسعة … زوديني بالوقود سريعا و أعطيني عنوان المستشفى حتى أذهب إليه
- لا داعي يا سيدي, سيظن أنك شامتا فيه وسيمطرك بالكثير من السباب
تجاهلت مخاوفها وأسرعت أحثها على الكلام
- بسرعة يا بنيتي كي لا أتأخر.
وخرجت من محطة الوقود وأنا ملئ بالمشاعر المتضاربة, كانت آخر مرة تعاملت فيها مع ذلك الرجل السليط اللسان كانت من خلال ابنتي الصغيرة, في الأسبوع الماضي, كانت الدنيا شتاء والبرد قاصي, والصقيع قد ملأ المكان, وكانت لدينا مدفأة قديمة تعمل بالجاز فقررنا أن نشغلها نتيجة لهذا الطقس البارد … ولكن لم يكن بالبيت أي جاز كي نملأ به المدفأة. فألبست ابنتي الصغيرة الكثير من الثياب وأعطيتها وعاء تضع فيه الجاز وأرسلتها إليه. ولكن عندما ذهبت اليه أمطرها بوابل من الشتائم ورفض أن يعطيها الجاز رغم أن معها ثمنه وطردها قائلا:
- دعي والدك الكافر يجعلك تستدفئن بصلاته.
وعندما ولت راجعة تابع صراخه فيها قائلا
- أو ربما يميته الله في هذه الليلة فيستدفئ هو في نار جهنم. وقتها أعطيك أنا الذي يدفئكم أنتم.
لم أعرف السر وراء غلظة قلبه وسلاطة لسانه, لم أفهم … كان الرجل صعب المراس جدا ولسانه سبب له في مشاجرات كثيرة. ووقع في أزمات كثيرة ولولا موقعه المتميز لفقد الكثير من زبائنه.
والآن ها هو قد وقع في الزيت المغلي, لم أفهم كيف حدث هذا على الرغم من أن البنت شرحت لي ولكني لم أستطع أن أتخيل الموقف. ولكني عرفت أنه نتاج هذا الحادث فقد جلده كله, ويعيش الآن في ألم مبرح منذ الأمس. وفرصته في الحياة شبه معدومة.
***
وصلت الى المستشفى وبسرعة اتجهت الى قسم الحروق, كان الجو متوترا جدا, والعائلة كلها كانت متجمعة, بسرعة دخلت اليه وما أن رآني من بعيد حتى صرخ
- أخرج من هنا, هل جئت كي تتأكد من موتي يا عميل الشيطان.. ابتعد ..
وكان صوته عاليا فخرجت مسرعا حتى لا تكون هناك فضيحة داخل المستشفى ولكني ذهبت الى الطبيب وسألته عنه فقال لي
- لقد فقد الكثير من جسده , وحياته شبه منتهية, ولكنه الآن يحتاج إلى كثير من الدم.
- أستطيع أنا أن أعطيه بعض الدم.
لوى الدكتزر شفتيبه ممتعضا، ثم قال:
- نحن نقوم ببذل مجهود بلا أمل, وهو كلما يعيش أكثر يتألم أكثر فلو تركناه..
قاطعته وقلت بسرعة
- تكون قد ارتكبت جريمة في حقه يا دكتور, المحاولة هي أهم شئ وليفعل الله ما يراه مناسبا.
- لست أدري ماذا تفيده أن أزوده من عمره تلك الساعات القلائل, هو سيعيشها في ألم , لولا المسئولية لكنت قتلته رحمة به.
- أنت لا تستطيع أن تُنقِص أو تُزيد من عمر أي إنسان يا دكتور, هو الرب, ومن يدري, فقد يحتاج المرء إلى دقائق قليلة تغير مصيره كله يا سيدي الطبيب, وليس من حق أي إنسان أن ينقص ثانية واحدة من عمر إنسان آخر, في شريعة السماء هذا أسمه قتل … هل ستأخذ مني الكمية التي تريدها من دم؟
- نظر إلى ساخرا وقال
- يبدوا أنك تحبه كثيرا, هل هو قريبك؟
- نعم.. هو قريبي
- ما صلة القرابة؟
- أنا سامري, وهو مجروح
- لم أفهم صلة القرابة !
- في الكتب المقدس يحدثنا السيد المسيح عن رجل كان ملقى على الأرض بين الموت والحياة ووجده سامريا, فأنقذه ولقبه المسيح أنه قريبه, رغم حالة العداء من جهة الجسد
- إذن , أنت عدوه من جهة الجسد.
- هو يقول.
- لكنك لن تنجح في إنقاذه.
- من يدري؟
***
ساعات تمر وأنا جالس أمامه في المستشفي، لقد سحبوا مني الكثير من الدم, وهو الآن في غيبوبة الله وحده يعرف متي يستفيق منها. وفجأة فاجأتني صرخة هائلة، ألم فظيع يشعر به ذلك الرجل .. كان الله في عونه … اتجه بنظره إلى ولكنه لم يصرخ.. بل قال
- أنت لا زلت هنا؟!
- كيف حالك أيها البطل
- أنت أعطيتني دماً.. أليس كذلك؟
- نعم.
دمعت عيناه تأثراً وقال
- لماذا.. لماذا لم تتركني أموت؟
وتحولت الدموع إلى بكاء، فتقدمت جهته وقلت
- كيف اتركك تموت الآن .. وأنت شخص عزيز جداً علي وأيضاً عزيز في عيني الرب.. هل تعلم أين أنت ذاهب إذا انتقلت الآن؟!
- إلى الجحيم
قالها صارخاً.. فقلت له
- هل رأيت عذاب الحرق؟ .. هل تستطيع أن تحتمل هناك، وإلى الأبد؟

TO BE CONTINUED >>>
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الثلاثاء، 22 فبراير 2011

انتظرنى علنى اجد حلا



طلب الرجل من احد كهنة الكنيسة مبلغاً لإجراء عملية جراحية لزوجته ولم يجد الكاهن معه الا جزءاً صغيراً قدمه للرجل وطلب منه أن يحضر في اليوم التالي بعد العشية والله سيدبر باقي المبلغ.
وفي اليوم التالي فيما كان الكاهن جالساً بجوار الهيكل يأخذ بعض الإعترافات رأى الرجل بجوار الباب، فتأثر الكاهن لأنه لم يكن معه ما يكمل به احتياجه بل وبخ نفسه، كيف لم يسع لاستكمال المبلغ ولكنه رفع قلبه بالصلاة لله وواصل تلقى الاعترافات وظل الرجل واقفاً ينتظر الكاهن في حيرة وحرج وصلوات كثيرة. وبعد انتهاء الاعترافات قام الكاهن وتحرك الرجل مقبلاً عليه وليس للكاهن شيء يقوله له ولكن قبل أن يصل الرجل إلى الكاهن أسرع شخص آخر وقدم له ظرفاً فيه مبلغ مالي وقال : وجهه يا أبونا لأي احتياج.
وعندما سلم أبونا على الرجل المحتاج أعطاه الظرف والعجيب أنه عندما عد ما فيه فوجئ الانسان بأنه بالضبط المبلغ المطلوب.


هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها.حتى هؤلاء ينسين وانا لا انساك. (أش49: 15
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الجمعة، 18 فبراير 2011

لا يوجد مال للعشاء


الله يشعر بأولاده ويسمع طلباتهم وهو المختفى وراء الأحداث ويستخدم الخدام ليسد احتياجات كل من يطلبه والقصص كثيرة جداً يصعب حصرها ، ونعطى أمثلة منها :
نفذ المال تماماً من البيت والزوج يؤجل كل الطلبات حتى يرسل الله مالاً، وفي مساء أحد الأيام طلبت الزوجة أقل شيء وهو طعام العشاء والإفطار ولكن اعتذر الزوج واشتد الخلاف بينهما فخرج من المنزل في ضيق شديد .
ذهب إلى الكنيسة وصلى ووضع كل شكواه أمام الله ثم خرج، وفيما هو يسير على الرصيف أمام الكنيسة قابله صديق قديم وبعد التحية والسؤال عنه، أخرج الصديق مبلغ مئة جنيه وأعطاها للزوج المحتاج . واندهش الأخير وقال له : ما هذا ؟ !!
فقال له : هذا هو المبلغ الذي اقترضته منك وأبحث عنك منذ مده لأرده لك ، الحمد لله أني رأيتك اليوم وأسرع الزوج في طريقه فرحاً ليس فقط لأنه سيدبر احتياجات بيته ولكن شكراً وتهليلاً لله الذي يظهر في آخر لحظة محبة وافرة.

"انظروا الى الاجيال القديمة وتاملوا هل توكل احد على الرب فخزي؟!" (سفر يشوع بن سيراخ 2: 11)
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الخميس، 17 فبراير 2011

هل تموت المحبة ؟

هل يمكن للمحبة أن تموت؟ … هل يمكن أن يحدث هذا؟… أن تتلاشى الحياة وتختفي داخل قبر حجري؟
كل هذه كانت تساؤلات تؤرق ليلتها… لقد مات حبيبها .. ودفن ، وها قد مضت عليه في ظلمة القبر ليلتان كاملتان.. كيف يمكن أن يحدث هذا ؟! .. إنها لا تعرف.. ولكنها لا تقدر أن تكف عن التفكير.. التفكير في ذلك الماضي الذي كثيراً ما حاولت أن تتناساه ولكنها لم تستطع أبدا.

نهضت من فراشها.. لم يكن الفجر قد ولد بعد.. إنها تريد أن تذهب إلى القبر.. كانت تعرف أنها لن تراه.. فلقد أصبح هو في عالم آخر ولكنها تود البقاء قربه ولو للحظات..

كانت تتمنى لو تراه.. ترى تلك النظرات المحبة التي أعادتها إلى الحياة قديماً .. ولكن هيهات، فهو في القبر وعلى القبر حجر كبير بل سد منيع حال بينها وبين المحبة.. لم تستطع أن تمنع عينيها من البكاء وهي تبحث وسط حاجياتها عن أرقى وأجمل ما عندها من أطياب وعطر حملتها معها.. وصارت في طريقها.. وفي يديها الناردين الخالص ، كانت لا تزال تبكي…

وهل يمكن أن تختفي البسمة والفرحة وتحتجب عن الأنظار والقلوب بسبب حجر كبير يسد ويحجب الحب الذي هو مصدر كل بسمة وفرحة؟ .. وهل تموت المحبة حتى ولو دخلت القبر؟

في الطريق كانت تفكر في ماضيها وحاضرها.. وجدت إلى جانبها بعض النساء كن جميعاً على نفس الطريق ولنفس الغاية، وكن يشاركنها نفس المحبة.. لم تتكلم معهن ولم يتكلمن معها، استغرقت كل منهن في أفكارها رغم أن الطريق واحد..

كان السؤال الذي يشغلها والذي تبحث له عن إجابة هو " كيف لواهب الحياة أن يموت …؟" أجل .. لقد استطاع أن يعيد إليها حياتها المفقودة…

استطاع أن يهبها حياة جديدة .. كيف إذن أن يموت هو ؟ وكيف للمحبة أن تموت؟ هل هكذا تصبح الأرض بلا محبة بعد أن طواها القبر؟ كيف يكون للحياة معنى إذن .. أين الرجاء وأين الأمل في غد مشرق وقد دفنت المحبة داخل القبر.. ستعود الأرض خربة من جديد..

نظرت إلى طيب الناردين الذي في يدها… بعضهم أعطاه هذا الطيب في حياته أما هي فلم تفكر في هذا.. لماذا؟ .. لماذا لم تقدم له عطاياها ومحبتها في حياته.. لماذا لم تقدمها له قبل فوات الأوان مثلما فعلت مريم أخت مرثا وأليعازر، ومثلما فعلت غيرها… لماذا لم تفعل والمال لم يكن ينقصها؟

الأفكار مشوشة وغير مرتبة.. والدموع في عينيها تحجب عنها الرؤية وتتردد في أذنيها أفكار وأفكار استغرقتها فلم تسمع ما تقوله النساء السائرات معها.

عادت بأفكارها إلى الوراء حيث كانت تعيش في قرية مجدل.. كانت تعيش في ثراء كبير، وكانت متكبرة ومتسلطة بسبب مالها وجمالها.. كانت بينهم كأميرة جميلة كالتي تتحدث عنها الأساطير وكانت تفخر بجمالها الذي لم يكن له نظير بين أقرانها.. كانت تعيش في بذخ وترف ورفاهية ولكن المال لم يدم كثيراً فقد أصابها مرض كبير.. قضى على عقلها، سيطرت عليها أرواح شريرة ذهبت بعقلها … وسرعان ما أصبحت مريم المجدلية والتي هي أميرة الأحلام {مجنونة}…

لم تعرف لماذا اختل عقلها.. غاب عنها أنها سمحت للشيطان أن يدخل قلبها وعندما دخل وجده مزيناً ومهيئاً فذهب وأحضر سبعة شياطين يسكنون معه.

تكلم الناس عنها.. تكلموا كثيراً .. قالوا عنها أنها امرأة زانية وهي لم تكن كذلك، بل كانت مجرد امرأة فقدت .. ووهبت قلبها للشيطان الذي سلب منها إرادتها وحريتها وكبلها بقيود من كل نوع.

لقد كانت ترفض تلك القيود .. ومن ثم ذهبت إلى الهيكل في أورشليم لكي ساعدها الكهنة، ولكنهم رفضوها ونبذوها.. وثمة آخرون حاولوا استغلالها واستغلال ضعفها ولكنها هربت منهم، لم تستطع أن تحتمل قيود جديدة .. وخطايا جديدة.. وعادت إلى بلدتها مجدل أسيرة لقيودها كارهة لحياتها، واعتبرت جسدها هو قبرها. وعرفت أنها تحتاج إلى الخلاص.. الخلاص من تلك القيود البغيضة التي كبلها الشيطان بها، والتي كانت تعيها جيداً دون أن تجد منها مهرباً أو مخرجاً .. وما نفعتها أموالها ولا جمالها ، فهي لم تعد تسمع إلا كلمة المجنونة يصفونها وينادونها بها حتى وهي في تمام عقلها أصبح اسمها مريم المجنونة.. وهكذا لم تستطع الإفلات من قدرها.

***

إلى أن جاء - ذلك الحبيب – جاء إلى مجدل.. كانت قد سمعت عنه من الكثيرين، ولكنها إلى

ذلك الوقت لم تكن قد قابلته.. وعندما رأته تغلبت على مقيدها إذ ركزت نظرها على مخلصها ووجدت نفسها تجري إليه رغم قيودها.. كانت تطلب الحرية.. وعندما رآها كانت محبته تكفي، فسقطت كل القيود.. حطم قيودها كما حطم قيود كثيرين قبلها وبعدها.. كانت تعرف أنه يحب الجميع ولكنها لم تر سواها في قلبه، شعرت أنه جاء إ مجدل خصيصاً من أجلها وأنه أحبها هي وحدها .. لقد أعطاها المحبة الكاملة ، تلك المحبة التي شعر كل واحد أنها لأجله هو فقط.

والآن بعد أن دخلت المحبة حياتها لم يعد أسمها مريم المجنونة التي سكنها سبعة شياطين بل عادت إلى طبيعتها، مريم المجدلية الجميلة.. ولكن متى!! عندما دخلت المحبة قلبها كسر الكبرياء والغرور. ووداعاً أيتها القيود ومرحباً بالمحبة.

كان هو المحبة ، وهو الحياة .. وكان هو الساكن على عرش قلبها.. إذ هو ملك الملوك. ولكن الشر رفض هذه المكانة فوضع الحياة داخل القبر .. ووضع على المحبة حجر مختوم حتى يمنع وصول المحبة إلى الناس، كان يريد لكل الناس الجحيم، فحجب عنهم المحبة ومنع عنهم سبب الحياة.. ولكن كيف ؟ كيف تبقى الحياة داخل قبر ؟ وهل المحبة التي لا يمكن أن يحدها مكان ولا زمان أن يحتويها قبر؟ هل يمكن للمحبة أن يغلق عليها حجر؟!!.

لا .. لا يمكن .. أنها تعرف سيدها ، نظرت مريم إلى الأطياب التي في يدها، لم تمضي الفرصة يا مريم … سأعطيه من الطيب.. وسينتشر هذا الطيب في أرجاء الأرض ولقرون عديدة.. ومثلما استنشق الناس عبير مريم أخت لعازر سوف يستمتعون أيضا بهذا العطر.

كانت مريم تقول لنفسها .. كلا.. لا يمكن للمحبة أن يحتويها قبر ولا أن يحجبها حجر.. لقد دخلت المحبة القبر لكي تميت الموت.. ولكنها أبداً لن تموت وسوف تقدم مريم ذلك العطر إلى المحبة الحية مثل مريم أخت لعازر تماماً.

صارت مريم تبكي.. إنها أحلام.. مجرد أحلام.. فها هي المحبة لها ثلاثة أيام في القبر. والقبر يسده حجر كبير.. أن المحبة توارت خلف الظلام..

وفي غمرة أحزانها كانت المجدلية قد وصلت إلى القبر .. مسحت دموعها ونظرت

.. لم تكن الدنيا ظلاماً كما توقعت، لم تقتل الظلمة النور.. بل .. كان النور ساطعاً وخارجاً من القبر .. كان الحجر الذي يسد باب القبر ملقى على الأرض كما لو كان مقتولاً .

نعم أنه لم يحتمل نور المحبة داخله فوقع، وخرجت المحبة .. بعد أن قتلت الموت وانتصرت عليه.
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الاثنين، 14 فبراير 2011

الضيقة والضفادع

سلام ليكم كلكم

القصة النهاردة واجبة القراءة
لأنها مهمة جدا للأحداث الحالية

القصة في شكل صورة وتعليق أسفلها
http://www.facebook.com/photo.php?fbid=499831730613&set=o.18053351767


ياريييت لو حضرتك شعرت بأهمية الكلام ..انشره لكل الناس على قد ما تقدر و ياللا نبني مصر
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

السبت، 12 فبراير 2011

لكي تعيش باقي عمرك سعيدآ

هناك كانت امرأة تعيش مع ابنها الوحيد وكانت تحبه كل الحب وتعمل كل شئ لاجله فعندما كانت تزوره في المدرسة كان يرجع و يقول لها بكل سخرية لماذا تأتي لي الي المدرسة فإن اصحابي يضحكون علي بسبب مظهرك لا تأتي الي مرة اخري فحزنت الام ولكنها مازالت تعطيه كل الحب و كل العطاء حتي كبر هذا الابن ..........
فتزوج من امرأة و سافر الي امريكا و عاش هناك و ترك امه لوحدها دون احد ان يكون معها و ظل هناك طوال حياته و اصبح مشهورآ و معروفآ ..... فإشتاقت الام الي ابنها فذهبت اليه في امريكا حتي عرفت مكان منزله فتركت الباب في شوقٍ وحب ..... فتفتح لها زوجته و تعرف انها امه فنادت علي زوجها و قالت بفرح و ابتسامة انها والدتك فجاء و هو غاضب ما الذي جاء بك الي هنا انا سافرت و تركت لكي كل شئ لاكون وحدي و الان تأتي الي مرة اخري اذهبي حيثما كنتي انا اريد اكون وحدي .........
فحزنت الام بما سمعته و قاله ابنها فرجعت حزينة و تبكي من شدة قلب ابنها القاسي..... و رجعت الي بيتها و هي تبكي و قد كتبت له جواب ثم انتقلت الي السماء ......
ثم جاءت المرأة الي زوجها و قالت له لماذا قلت لها هذا الكلام أليس هذه والدتك التي تعبت من اجلك حتي حن قلب الابن و قرر ان يذهب الي والدته لكي يستسمحها علي ما عمله طوال عمره من جرح و شقاء لها و بالفعل ذهب اليها فعندما جاء قال له احد الناس انها انتقلت .......
فظل يبكي بشدة فرأي جواب موجود فأخذه ليري ما فيه....
ففتحه وقرأ الجواب إذ وبه .... ابني العزيز اريد ان اخبرك بشئ مهم اخبيته عنك طوال حياتي .....
في ذات يوم تعرضت الي حادث فظيع و اكد الدكتور بأن يجب ان يقلع عينك الشمال بسبب الحادث فقلت له خذ عيني وضعها مكان عينه التي فقدها لكي تعيش باقي عمرك مثل اي شاب و تعيش باقي حياتك سعيدآ ........


و هنا نري محبة هذه الام لإبنها يا له من حب عظيم !!! ... هكذا ايضآ يحبك الهك بل يحبك اكثر من هذا بكثير .... يحبك حب ليس له حدود ... و لكن انت الذي تبعد عنه ... انت الذي تتجهله و تبقي وحيدآ منعزلآ عنه و هو يظل بجانبك لا يتركك
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الأربعاء، 9 فبراير 2011

الطبق المغطى

سار احد الملوك متخفيا... وتجاوز حدود المدينة حتى وصل الى غابة... رأى حطابا فقيرا وزوجته يتحدثان بصوت مسموع وهما يقطعان إحدى الأشجار... قالت الزوجة: "ان امنا حواء كانت مخطئة جدا حين اكلت من الفاكهه المحرمة ولو انها أطاعت ما امر الله به ما كنا الان نشقى ونتعب فى هذه الدنيا".
قال الزوج: "ان حواء قد اخطات حقا ولكن ابانا ادم كان يجب ان يكون عاقلا فلا يخضع لإرادتها ويأخذ منها الثمرة. ولو اننى كنت مكانه واردتى انتى ان افعل ما فعل ادم لما خضعت لكى ولا نفذت كلامك".

عنئذ اقترب منهما الملك وقال لهما: "يظهر لى ان عملكما هنا متعب وشاق جدا"، فقالا الاثنان: "نعم يا سيدى، فنحن نعمل طوال النهار ونتعب كثيرا حتى نحصل على لقمة العيش". فطلب منهما الملك ان يتبعاه ووعدهما ان يساعدهما حتى لا يحتاجا الى عمل واسكنهما قصره وكان يقدم لهما الاطعمة الجميلة المنظر...

غير ان الملك امر ان يوضع دائما على المائده طبق مغطى ولم يسمح لهما بكشف غطائه. واشتاقت الزوجة ان تعرف ما يحتويه هذا الطبق المغطى ودخلت مع زوجها المطعم ذات يوم وامتنعت عن تناول الطعام وراها زوجها حزينة مهمومة فسالها عن السبب فقالت "اريد ان تكشف عن هذا الطبق غطاءه لنرى ما فيه"...

فقال الزوج: "ان هذا مخالف لأوامر الملك".

لكن الزوجة ازدادت اشتياقا يوما بعد يوم لمعرفة سر الطبق المغطى حتى انها هددت زوجها بقتل نفسها اذا هو لم يحقق طلبها فلم يقدر الزوج ان يقاوم ارادتها فكشف غطاءه فقفز منه فأر واختفى فى جحر باحدى اركان الغرفة.

و فى تلك اللحظة ظهر الملك وسالهما عن الفأر،،

فقال الرجل: "يا سيدى لقد ارادت زوجتى ان ترى ما فى الوعاء فرفعت الغطاء فقفز الفأر واختفى"..

فقال الملك: " ايها المسكين، ألم تكن وانت فى الغابة تلوم ادم لانه نفذ ارادة حواء...؟! فلماذا وقعت فى نفس الغلطة..؟؟!! وقال للمراة: "وانتى لقد كان امامك كل الوان الطعام الشهى فلماذا طمعتى فى كشف الغطاء..؟! وهل تقل غلطتك عن غلطة حواء..؟! ارجعا اذا الى عملكما الشاق فى الغابة ولا تلوما ادم وحواء مرة اخرى"...

ربنا معاكو
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

الاثنين، 7 فبراير 2011

وردة الشكر


جلست فى الحديقة العامة و الدموع تملأ عينى....كنت فى غاية الضيق والحزن، ظروفى فى العمل لم تكن على ما يرام، بالإضافة إلى بعض المشاكل الشخصية الأخرى.
بعد عدة دقائق رأيت طفلاً مقبلاً نحوى و هو يقول : "ما أجمل هذه الوردة رائحتها جميلة جداً ". تعجبت لأن الوردة لم تكن جميلة بل ذابلة، ولكنى أردت التخلص من الطفل فقلت : "فعلاً، جميلة للغاية".
عاد الولد فقال: "هل تأخذيها؟". دهشت و لكنى أحسست إننى لو رفضتها سيحزن، فمددت يدى و قلت : "سأحب ذلك كثيراً، شكراً". انتظرت أن يعطيني الوردة و لكن يده بقيت معلقة فى الهواء.
و هنا أدركت ما لم أدركه بسبب أنانيتي وانشغالي فى همومي.... فالولد كان ضريراً!! أخذت الوردة من يده، ثم احتضنته و شكرته بحرارة و تركته يتلمس طريقه و ينادى على أمه.




بعض من أمور حياتنا تدفعنا للتذمر فهيا بنا نتأملها فى ضوء مختلف يدفعنا للشكر..... فهيا بنا نشكر لأجل:
* الضوضاء، لأن هذا يعنى إننى أسمع.
* زحمة المرور، لأن هذا يعنى إننى أستطيع أن أتحرك و أخرج من بيتى.
* النافذة المحتاجة للتنظيف والأواني التي فى الحوض، لأن هذا يعنى إننى أسكن فى بيت، بينما كان رب المجد ليس له أين يسند رأسه.
* البيت غير النظيف بعد زيارة الضيوف،لأن هذا يعنى إن لدى أصدقاء يحبوننى.
* الضرائب، لأن هذا يعنى إننى أعمل و أكسب.
* التعب الذى أشعر به فى نهاية اليوم، لأن هذا يعنى إن ربنا أعطانى صحة لأتمم واجباتى.
* المنبه الذى يوقظنى فى الصباح من أحلى نوم، لأن هذا يعنى إننى مازلت على قيد الحياة، و لى فرصة جديدة للتوبة و العودة إلى الله.
"إنه من إحسانات الرب إننا لم نفن، لأن مراحمه لا تزول، هى جديدة كل صباح
www.tips-fb.com

إرسال تعليق

السبت، 5 فبراير 2011

الحلواني العجيب

كان العم بشاي الحلواني رجلاً أمينًا وبسيطًا للغاية، يسير بعربته التي ملأها بالحلوى في شوارع شبرا
يبيع للأطفال، خاصة بجوار إحدى مدارس شبرا.
كان العم بشاي محبًا للإنجيل، يأتيه بعض أصدقائه ليجالسوه فيقدم لهم إنجيله الذي لا يعر ف القراءة فيه،
ويسألهم أن يقرءوا له منه بعض الفصول أو حتى بعض الفقرات.
وفي أحد الأيام لاحظ العم بشاي أحد جيرانه قادمًا إليه من بعيد وقد ظهرت عليه علامات الارتباك
الشديد،وفي هدوء شديد قال له العم بشاي:
- سلام يا أخي .
- سلام يا عم بشاي .
- خيرًا !
- كل الأمور تسير في خير، إنما السيدة أم مجدي تشعر بألم وتطلب منك إن أمكن أن تترك العربة لأحد
أصدقائك وتذهب إليها.
ارتبك العم بشاي قليلاً فقد ترك زوجته، أم مجدي، في الصباح حيث كانت تشعر بقليل من الألم، لكن لم
يكن يظن أن الأمر فيه خطورة، فقد أخفت الكثير من آلامها وراء ابتسامتها الرقيقة وكلماتها العذبة معه ومع
أولادهما الثمانية.
رشم العم بشاي نفسه بعلامة الصليب، ورفع قلبه نحو السماء يصلي لأجل زوجته، ثم سار نحو بيته
حيث وجد باب حجرته - في الدور الأرضي - مفتوحًا وقد التفت النساء الفقيرات حول زوجته المسكينة في
الحجرة الوحيدة التي تعيش فيها كل العائلة. لقد اعتادت هؤلاء النسوة أن يزرن البيتوت يأخذن معونة بسيطة من
السيدة أم مجدي.
إذ رأى الرجل هذا المنظر، خاصة وقد بدأت النسوة يعزينه في زوجته التي ماتت، تمالك نفسه قليلاً
وفي هدوء طلب منهن أن يتركن الحجرة إلى حين ومعهن أولاده، ودخل الرجل حجرته ليقترب من زوجته
الممتدة على السرير بلا نَفَس، جثة هامدة. في إيمان عجيب ركع العم بشاي، وهو يصرخ في بساطة قلب، قائلاً :
" أنت أعطيتني يا رب ثمانية أولاد وأعطيتني هذه الزوجة عمودًا للبيت تربي أولادي ... فكيف تأخذها منا؟ من
يستطيع أن يربي هؤلاء الأولاد؟"
انزرفت الدموع من عينيه بلا حساب وهو يعاتب اللَّه متمتمًا بكلمات غير مسموعة، وإذ هو غارق في
دموعه سمع كلمات واضحة: " لقد وهبت زوجتك خمسة عشرة عامًا كما فعلت قبلاً مع حزقيا الملك ". هنا استرد
الرجل أنفاسه ليشكر اللَّه على عطيته ورعايته، ثم نادى النسوة أن يدخلن الحجرة وطلب منهن أن يقدمن لها
طعامًا.
في بساطة مملوءة إيماًنا، قال الرجل لزوجته : " يا أم مجدي قومي لتأكلي ..." وإذا بالسيدة تفتح عينيها
وبعد دقائق صارت تأكل.
خرج العم بشاي من بيته وهو يشكر اللَّه على عظيم رعايته، وإذ وجد أحد معارفه سأله أن يكتب له
تاريخ اليوم في ورقة صغيرة ليضعها في محفظته.
مرت الأيام والسنين وإذا بالعم بشاي يشيخ وقد ربى أولاده الثمانية خلال عمله كبائع حلويات . وفي أحد
الأيام جاءه رجل يقول له بأن أم مجدي مريضة جدًا . أخرج الرجل الورقة من محفظته وسأله أن يقرأ له التاريخ
المكتوب عليها، وإذ عرف أنه قد مرت خمسة عشرة عامًا تمامًا أدرك أن وقت نياحتها قد حان، وعندئذ نزلت
الدموع من عينيه وهو يسرع نحو بيته يقود عربة الحلوى.
دخل الرجل حجرته حيث ارتمى بجوار السرير وهو يقول لزوجته :
" وداعًا يا أم مجدي !وداعًا !
أشكرك يا رب لأنك تركتها لي كل هذا الزمان لتربي أولادها وتعينني .
الآن استريحي يا أم مجدي فيالرب.
اذكريني عند ربي يسوع المسيح !"
www.tips-fb.com

إرسال تعليق